نقمة الجغرافيا ستنفجر!.. الآلام تتحوّل إلى كراهية، والكلمات إلى سلاح.. ...الشرق الأوسط

ترك برس - اخبار عربية
نقمة الجغرافيا ستنفجر!.. الآلام تتحوّل إلى كراهية، والكلمات إلى سلاح..

إبراهيم قاراغول - يني شفق

لقد بلغت نقمة الجماهير وأوجاع جغرافيتنا حدًّا يكاد يفجّر الشرق والغرب معًا. لم يُختبر أي شعب ولا أي مجتمع بمثل هذا «الاختبار الصعب للصبر»، ولا يمكن إخضاع أحد له.

    إن ما يُجرَّب من وحشية بربرية فظيعة لا تُحتمل عبر إسرائيل وقلةٍ من اليهود، أمرٌ لا يمكن لأي إنسانٍ على وجه الأرض أن يتحمله، أيًّا كانت ديانته أو هويته العرقية. فلا أحد يمكنه إبداء هذا «الصبر القاتل»، ولا أحد يمكنه احتمال هذا القدر من الوحشية.

    الذين يظنون هذا الصمت هزيمةً أو عجزًا قد يفاجَؤون مفاجأة كبرى. إنني أتحدث عن ما هو أبعد بكثير من مجرّد مواجهة أيديولوجية ضيقة الأفق. فحتى الجماهير التي لا تملك أي انتماء سياسي لم تعد قادرةً على تحمّل الهمجية والتعجرف الفجور.

    الألم والحزن يتحوّلان إلى غضبٍ وكراهية.. النضال بالكلمة يتحوّل إلى نضالٍ بالسلاح

    إننا نسير بسرعةٍ نحو خطٍّ يستطيع فيه من يضمرون البغض في قلوبهم، ومن يكتفون بالتنديد، ومن يحاربون بالكلمات، أن يتحرّكوا جماعيًّا ضد هذه الوحشية التي تستهدف أنقى صورة للإنسانية.

    من الممكن أن يتحوّل الحزن والألم إلى غضبٍ وكراهية. ومن الممكن أن ينتقل من يناضلون بالكلمة إلى النضال بالسلاح. ومن الممكن طرد موقّعي هذه الهمجية من كلّ بقعةٍ في الأرض.

    من الممكن انتزاع حقّ الحياة ممن يقتلون الأطفال. ومن الممكن أن يذوب الذين يسعون لإلقاء البشرية كلها في النار في دوامة تلتهمهم هم أنفسهم.

    ومن الممكن أن يواجه أولئك الذين يحملون الموت إلى جغرافيتنا وبلداننا ومدننا وشعوبنا الموت في عقر دارهم.

    متكبّرو اليوم سيصبحون عاجزي الغد

    إن تاريخ الإنسانية مليءٌ بأمثلةٍ على هلاك الأقوام، والانهيارات المفاجئة للإمبراطوريات، وزوال الأمم، وبناء جماعات صغيرة لحضاراتٍ عظيمة، وزوال من يتجاوزون حدود الظلم من على وجه الأرض.

    أتظنّون أن هذا لن يتكرّر؟ أتظنّون أن الأيام التي لن تنفع فيها أسلحتهم بشيءٍ لن تأتي؟ أتظنّون أن متكبّري اليوم لن يصبحوا عاجزي الغد؟ أتظنّون أن العائلة الإنسانية ستُسلّم لجماعةٍ متوحشة لا يتجاوز عددها عشرة ملايين؟

    يجب اقتلاع إسرائيل من هذه الجغرافيا

    إن البربرية التي تمارسها إسرائيل في غزة ليست انحرافًا لدولةٍ خرجت عن السيطرة، بل انحراف مجتمعٍ بأسره. إنّها دليلٌ على حقد «كتلةٍ أُفسِدَت جيناتها الإنسانية» على البشرية جمعاء.

    إن امتلاك هؤلاء للحقد الذي يدفعهم للتفكير في تدمير العالم بأسره حفاظًا على وجودهم، هو نتيجة هذا الانحراف. إنّها عملية انتحار يشنّها مجتمعٌ من نوعٍ من الفصاميين باستخدام ثغرات النظام العالمي ضد الوجود الإنساني.

    إنّ هذا المجتمع الذي يظهر بمظهر الدولة يهاجم في الوقت ذاته كل دولةٍ وكل شعبٍ يمكنه الوصول إليه. إن هجمات إسرائيل المتزامنة على غزة، وإيران، وسوريا، ولبنان، واليمن، والعراق، وتغذيتها لجيوشٍ إرهابية ضد تركيا، بل ووضعها خططًا لتفتيت تركيا من الداخل، كلّها دعوةٌ صريحةٌ لنا جميعًا لاقتلاع هذه الدولة من هذه الجغرافيا.

    يجب جعلها عاجزةً عن أن تكون قوّةً من جديد

    إن انتظار الدول لدورها الواحد تلو الآخر، والاكتفاء بإنقاذ الحاضر دون التفكير في المستقبل، وعدم الإعداد للخطوة التالية، والإيمان بأنّ هذا الخطر سيزول من تلقاء نفسه، سيكون أكبر حماقةٍ في القرن الحادي والعشرين.

    لقد تجاوز الظلم والعدوان كلّ الحدود. ونفدت الكلمات التي يمكن أن تصف الهمجية. إذن فقد حان الوقت اقتلاع إسرائيل من هذه الجغرافيا، وتشتيت هذا المجتمع في الأرض، وجعله عاجزًا عن أن يكون قوّةً مرّة أخرى، وانتزاع حقّ الوجود على الخريطة منه. يجب إخراج المجتمع الإسرائيلي من العائلة الإنسانية.

    إيقاف شرور المستقبل يبدأ اليوم

    لقد كانت الحروب في الأربعين عامًا الماضية من صنعهم جميعًا. وهذه الجغرافيا التي عانت من الألم على مدى مئتي عامٍ لا تحتمل حربًا جديدة، ولا خرابًا، ولا مزيدًا من الألم. يجب إغلاق هذا الباب، وطريق ذلك أن تختفي إسرائيل من خريطة هذه الجغرافيا.

    لا يوجد أيّ شعب، ولا أيّ دولة، ولا أيّ فردٍ في هذه الجغرافيا يريد الحرب. لكن لم يعد بالإمكان تحمّل أولئك الذين ينقلون الحرب إلى بيوتنا، ويدفنون الأطفال أحياءً في التراب، ويحرّمون حتى الماء والخبز على الأبرياء الذين لا ذنب لهم ناهيك عن حريتهم.

    لقد حان الوقت لإيقاف هؤلاء اللصوص الذين يسرقون منازل الناس وأراضيهم وهواءهم وماءهم وأشجار زيتونهم وحياتهم. لقد حان وقت التحرّك لتفادي مآسٍ أعظم.

    لقد حان وقت منع دمار الغد من اليوم. لقد أُلقيت على عاتق كلّ من يعيش في هذه الجغرافيا مسؤولياتٌ جسيمةٌ لاستخدام كلّ أشكال القوّة ضد إسرائيل.

    «لِحِينٍ» انقضى لكنه سيبدأ من جديد

    نعم، لقد انتهى الصراع بين إسرائيل وإيران «لِحينٍ» فقط. لكنه سيبدأ من جديد. نعم، لم تشنّ إسرائيل حتى الآن هجومًا مباشرًا على تركيا. لكنها ستفعل حتمًا. فالهجمات الخفية مستمرة أصلًا. ليس لدى هذا الكيان ما يمكن أن يفعله سوى الحرب والإبادة، ولن يكون له غير ذلك.

    لقد أعطتنا الاشتباكات التي اندلعت بهجوم إسرائيل على إيران دروسًا عظيمة. فقد أظهرت أنّ بلدًا ما قد يتعرض لهجومٍ مباغتٍ في ليلةٍ ظلماء، وأنّ حربًا قد تندلع فجأة وتمتد إلى المنطقة بأسرها، وأنه لن يكون أمام دولٍ كثيرة -بما فيها تركيا وباكستان- من خيارٍ سوى الانخراط في الحرب.

    وأظهرت أنّ عدوانية إسرائيل قد تتسبب بدمارٍ هائل من الهند إلى البحر الأبيض المتوسط، ومن باكستان إلى البحر الأحمر. لقد أُغلِق هذا الباب «لِحينٍ»، لكنه سيفتح من جديد.

    «الخيانة العظمى» أخطر سلاح!

    أيعني هذا أننا سنستعدّ بالاعتماد على تخميناتٍ حول أيّ بلدٍ ستهاجمه هذه الجماعة المصابة بالفصام؟ من يفعل ذلك قد يُنقذ يومه، لكنه سيقضي على مستقبله.

    لقد كشف صراع إسرائيل وإيران مرةً أخرى أمرًا أخطر بكثير: الخيانة العظمى. إنه سلاحٌ فتاكٌ إلى درجة أن بقاء دولةٍ ما على قدميها بعد ضربةٍ من داخلها يكاد يكون مستحيلًا. وإذا نجحت في النجاة، فهذا لا يكون إلا بمعجزة.

    يومها أنقذ الشعب تركيا… وليس الدولة!

    لقد شهدنا ذلك في 15 تموز/يوليو. واجهنا أعظم خيانة داخلية في تاريخنا. إذ سُرِّبت جميع أسرار الدولة إلى الاستخبارات الإسرائيلية. من الحدود إلى قلب الأناضول، كانت الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية قد تمدّدت وانتشرت. وحينها تحركوا لتوجيه الضربة القاضية في ليلة 15 تموز.

    تذكّروا دائمًا: يومها أنقذ الشعبُ تركيا، لا الدولة. فقد انهارت الدولة، وتفكك الجيش، وتعطّلت الاستخبارات، وتوقّفت جميع المؤسسات.

    لولا وجود الرئيس أردوغان، لما كان هناك من يجمع شتات تركيا من جديد. وكانت وجهة هذا الهجوم من الداخل أيضًا هي إسرائيل.

    لكن السؤال هنا: هل انتهى الأمر هناك؟ هل توقّفوا؟ أبدًا! فما الذي يفعلونه الآن لتعويض هذا الفراغ؟ هذا هو السؤال الأهم!

    إن لم نوقف إسرائيل، فلن تتوقّف

    إيران تعيش ذات الأمر الآن. فقد ضُرِبت من الداخل، وتعرّضت لهجومٍ مباشر. ولأنها رأت الخطر العظيم، فقد استهدفت لأول مرة المدن الإسرائيلية بشكلٍ مباشر.

    لكن لا الحرب انتهت ولا الخطر زال. وأنا على يقينٍ بأنّ بلدانًا أخرى في منطقتنا ستتعرّض لهجماتٍ وخياناتٍ مشابهة. مثلًا: باكستان، مصر، أو غيرهما.

    إن لم نوقف إسرائيل، فلن تتوقّف. ولو صبرنا إلى يوم القيامة، سيظلون يهاجمون، وسيواصلون حمل الموت إلى بيوتنا.

    الإجابات التي سنقدّمها بعد عشر سنوات يجب تقديمها اليوم!

    إذًا، من الضروري تقديم الإجابات التي كنا سنقدّمها بعد عشر سنوات، منذ الآن. ومن الضروري اتخاذ التدابير التي كنا سنأخذها بعد عشر سنوات، من اليوم.

    لقد رأينا وتعلّمنا في هذه الجغرافيا ما يكفي، حتى صار التردّد من قبيل: «لننتظر ونرَ» مجرّد تراخٍ سيظلّ يجلب الموت إلى مدننا. لم يعد لدينا رفاهية تعلّم شيءٍ جديد بعد الآن.

    يجب أن نبدأ من الآن بكلّ ما يلزم لإنقاذ مستقبل دولنا وجغرافيتنا. لقد صار واضحًا ماذا سيكون عليه الغد. ونحن الذين بنينا إمبراطورياتٍ عظيمةً من قبل، إنما استطعنا أن نصنع هذه القوّة لأننا لم نؤجّل شيئًا أبدًا!

    التفاصيل من المصدر - اضغط هنا

    مشاهدة نقمة الجغرافيا ستنفجر الآلام تتحو ل إلى كراهية والكلمات إلى سلاح

    يذكر بـأن الموضوع التابع لـ نقمة الجغرافيا ستنفجر الآلام تتحو ل إلى كراهية والكلمات إلى سلاح قد تم نشرة ومتواجد على ترك برس وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

    وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، نقمة الجغرافيا ستنفجر!.. الآلام تتحوّل إلى كراهية، والكلمات إلى سلاح...

    Apple Storegoogle play

    في الموقع ايضا :

    الاكثر مشاهدة في اخبار عربية


    اخر الاخبار