ثمة مسلّمة يعتقد بها الكثيرون داخل الحركة الإسلامية وخارجها مفادها أن قوة الإسلاميين تكمن في قدرتهم على التنظيم، الأمر الذي يجعل منهم قوة ضاربة تعينهم على الاستعراض الجماهيري وتوفر لهم خزاناً انتخابياً ثميناً متى قرروا المشاركة في الانتخابات خلافاً لخصومهم المشتتين الذين يُهزَمون أمامهم مع كل استحقاق شعبي. 
كما يمتد التصور لاعتقاد أن قاعدتهم الجماهيرية -أي الإسلاميين- ثابتة لا تتأثر بأية ظروف وأحوال طارئة؛ وتلك القناعة تأتي إما في سياق مدح التجربة الحركية الإسلامية وانضباط المنتسبين إليها، أو الانتقاص منهم على يد خصومهم الأيديولوجيين ومنافسيهم في الساحة الجامعية والنقابية والسياسية ورمي أعضائه بتهم عديدة، أبرزها وصفهم بالقطيع الذي يقلبه قادته ذات اليمين وذات الشمال دون حول منه ولا قوة. 
مناسبة هذا الحديث هو ما أسفرت عنه نتائج الانتخابات المغربية التي هوت بالحزب المحسوب على المرجعية الإسلامية إلى قاع ترتيب الأحزاب المشاركة فيها، حزب العدالة والتنمية. الأمر الذي طرح لغز تلاشِي كتلته الانتخابية وهو الذي كان يجزم خصومه بأن أصوات قاعدته مضمونة لصالحه مهما صنع. 
ولئن تحفظ البعض على التعامل العلمي مع نتائج الانتخابات مقدماً أسئلة مشروعة عن صحتها مع التجاوزات الهائلة التي طبعتها، إلا أن هذا لا ينفي حدوث تراجع كبير في قدرات الحزب عبّر عنه تفاعله المحتشم مع احتمال التلاعب في نتائجه وعبّر عنه السجال الداخلي بين أعضائه الذين أقروا ولو جزئياً بفشل الحزب، حيث يمارسون حالياً نقداً ذاتياً يتسم بالانفعال والتشنج لأداء حزبهم في العشرية الأخيرة، كما أكدته سابقاً بصورة واضحة نتائج انتخابات اللجان الثنائية التي تم إجراؤها قبل أشهر قليلة والتي أظهرت تراجعاً واسعاً في شعبيته داخل أوساط المهنيين الذين يعتبرون العمود الفقري لقاعدته الجماهيرية. 
مقامرة بن كيران
الحقيقة أن قواعد العدالة والتنمية ليست مستقرة كما يعتقد كثير من المراقبين السياسيين، فقد شهد الحزب مع المنعطفات التي عاشها تغيرات كبيرة خصوصاً بعد 2011. مع كل موقف جديد يتبناه الحزب رغم تعارضه مع مبادئه كان يفقد جزءاً من قاعدته التقليدية  سواء ممن صدموا من توجهاته أو الذين تضرروا من السياسات التي مررتها حكومته، لكن هذا لم يكن ظاهراً للعيان؛ لأن الحزب في المقابل كان يربح أنصاراً جدداً ممن وفر لهم خدمات نقابية أو إدارية أو ممن يمنّون أنفسهم بتغيير غير مكلف. 
لقد تطوع حزب بن كيران لسد ثغرات الحياة السياسية المغربية مقامراً برصيده الشعبي. والنتيجة أن العدالة والتنمية استبدلت جزءاً كبيراً من قاعدتها الصلبة بأخرى رخوة يسهل أن تنفلت منها في الأوقات الصعبة التي تعول فيها عليها؛ طبعاً احتفظ الحزب ببقية من قاعدته التاريخية ممن ظلت تلتمس الأعذار له حتى قضى عليها دعمه للتطبيع مع إسرائيل وإتاحة القنب الهندي تجارياً واستهداف اللغة العربية في المنهاج الدراسي.
قوانين السمع والطاعة
قوة الحركات الإسلامية ليست قدراً مقدراً وضعف غيرها كذلك، فمثلما استطاع الإسلاميون تنظيم أنفسهم في مصر وفلسطين والمغرب ولبنان شهدت ساحات أخرى تعثراً في عملها كما في الجزائر وسوريا ولبنان السني، حيث لم تنقطع الخلافات داخلها التي تطورت إلى ...
التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::
مشاهدة على هامش هزيمته الساحقة في الانتخابات أين اختفت قواعد ldquo العدالة
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ على هامش هزيمته الساحقة في الانتخابات أين اختفت قواعد العدالة والتنمية الشعبية قد تم نشرة ومتواجد على عربي بوست وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، على هامش هزيمته الساحقة في الانتخابات.. أين اختفت قواعد “العدالة والتنمية” الشعبية؟.
في الموقع ايضا :