تغيير السلوك الاجتماعي بتعديل الجينات! هل نشهد تصميم أجيال معدلة سلوكيًّا؟ ...الأردن

اخبار عربية بواسطة : (ساسة بوست) -

لافتة أخلاقية عريضة هدفها التحسين والتنقيح من أجل استبعاد السلوكيات الاجتماعية غير المفضلة، وإيجاد حلول طبية لمعضلات مثل الفصام والاكتئاب والتوحد، لكن على الطريق يختل التوازن وتنعكس النتائج ويبدو الأمر مخيفًا حقًّا. فما القصة؟

البداية: نمل شارد فاقد للشم

«يمكن تعديل السلوك ولا يمكن تعديل القلوب، لذلك فـ(قلب نبي) وسلوك متقلب، أهون ألف مرة من قلب شيطان، وسلوك يُشبه سلوك نبي!» *جلال الخوالدة، «الحظ والحب والأمل.. وأشياء أخرى» 

تجربة أجراها الباحث داني راينبيرج وزملاؤه لتعديل جينات نوع من أنواع النمل، بحيث تفقد حاسة الشم، ما ترتب عليه تشوهات عميقة في سلوك النمل وأدمغته، إذ صارت الإناث تتجول بمفردها، وترفض التزاوج، وتعيش منفصلة عن الحياة الاجتماعية الطبيعية لها. النمل المعدل وراثيًّا أثبت أهمية حاسة الشم في الحفاظ على مجتمعات الحشرات، ولعل الجملة الأبرز في التجربة تلك التي قالها راينبرج: «بدت النملة وهي تمضي شاردة وكأنها تسير في أرض العجائب».

قال: «بالمعنى الواسع تشير هذه الدراسات بشكل غير مباشر إلى أن دماغ الإنسان قد يخضع أيضًا لهذا النوع من القوالب، والفهم الجيد من ناحية الكيمياء الحيوية، فكيفية تشكل السلوك يمكن أن يكشف عن نظرة ثاقبة للاضطرابات التي تكون فيها التغييرات في التواصل الاجتماعي سمة مميزة، كالفصام والاكتئاب وغيرها».

تستوستيرون أقل=أنوثة أكثر

«تغيير المجتمعات إلى الأصلح تميُّز أخلاقي، على الداعين إليه التزام السلوك الإنساني بعيدًا عن إملاء الأفكار بإلغاء أفكار الآخرين» *محمد شهاب الدين عربي «العداوة المتجددة والعدل المفقود – قراءات سياسية في الاتجاهين» 

اجراء تجاربه على أسماك السيشلد الأفريقية الاجتماعية للغاية، عبر توظيف تقنيات متطورة مثل علم الجينوم أحادي الخلية والتطوير الكامل للدماغ ونماذج السلوك الاجتماعي، لمعرفة كيف يقوم هرمون التستوستيرون حقًّا بتنظيم السلوك الذكوري ومن ثم السلوك الاجتماعي، فالقليل منه قد يتسبب في انخفاض الرغبة الجنسية، بينما يؤدي الإفراط في وجوده إلى سلوك عدواني وسرعة في الانفعال.

في الواقع استخدم ألوارد تقنية (CRISPR / Cas9) أو «المقص الجيني» لحذف مستقبلات بعينها، من أجل الحصول على ذكور متحورين، قال عنهم إلوارد: «الذكور المتحورة تؤدي في الواقع سلوكيات أنثوية نموذجية».

صحيح أن الأبحاث التي بدأت في عام 2021 ما تزال قيد العمل فإن إلوارد بدا واثقًا من النتائج المنتظرة لأعماله، إذ قال: «سنكون قادرين على معالجة الأسئلة الأساسية المتعلقة بالتحكم الهرموني للدماغ والسلوك الاجتماعي، قد ترتبط هذه الأسئلة بشكل طبيعي بتلك المتعلقة بالتحكم الهرموني للسلوك الاجتماعي في الأنواع الأخرى، مثل البشر، وكيف تظهر النظم الاجتماعية خلال التطور».

نتائج عكسية وخطيرة أيضًا!

«الهدف كان حيوانات أقل عدوانية لكن النتيجة جاءت بالعكس، نحن لا نفهم هذا النظام كما تصورنا أننا نفهمه!» 

الدراسة على أساسها تمامًا.

استخدم الفريق البحثي بقيادة كلٍّ من أستاذ علم الأعصاب إليوت ألبيرز، والأستاذ الجامعي المرموق كيم هوهمان، باستخدام تقنية (كريسبر كاس9) وهي تقنية تكنولوجية تستخدم في مجال واسع من التطبيقات مثل الأبحاث العلمية الحيوية والطبية، وتطوير منتجات التقنية الحيوية وعلاج الأمراض، للقضاء على تأثير نشاط مسار الإشارات العصبية الكيميائية، والتي تلعب دورًا مهمًّا في تنظيم السلوكيات الاجتماعية في الثدييات.

حسنًا، يتحكم هرمون الفازوبرسين في مستقبل يدعى «Avpr1a»، وهو المتحكم في الظواهر الاجتماعية مثل الزواج والتعاون والتواصل الاجتماعي وصولًا للهيمنة والعدوانية، فماذا لو جرى التخلص من مستقبلات «Avpr1a» في الهامستر والتخلص من تأثير الفازوبرسين فيه؟ بالتأكيد – ووفق الفرضيات النظرية- سوف يتغير السلوك الاجتماعي جذريًّا، فيقل العنف والعدوانية وكذلك التواصل الاجتماعي، لكن العكس هو ما حدث! فقد أظهر الهامستر المعدل والخالي من المستقبل، مستويات أعلى من التواصل الاجتماعي وكذلك العدوانية.

جدير بالذكر أن أهمية الهامستر تتزايد في الدراسات الخاصة بالسلوكيات الاجتماعية، لكونه الأقرب للبشر في الاستجابة الهرمونية للضغوط؛ إذ يفرز الهامستر هرمون الكورتيزول استجابة للضغوط تمامًا مثل الإنسان العادي، لكن النتائج التي انتهت إليها الدراسة، أكدت أن «السلوك الاجتماعي أكثر تعقيدًا مما كان يعتقد سابقًا».

باحثين في الصين لتعديل جينات في جنين بشري غير قابل للحياة، بهدف معلن وهو «علاج مرض الدم الوراثي»، لكن انتهى بهم الأمر إلى كثير من التغييرات التي قالوا عنها «غير مقصودة» وخطيرة أيضًا، للدرجة التي دعت علماء وباحثين ومجموعة رفيعة المستوى من الباحثين وعلماء الأخلاق في واشنطن لمناقشة أخلاقيات تعديل الجينات!

فقد بدا الأمر وقتها مخيفًا جدًّا، إذ صرح الباحثون بأنهم «قلقون بشأن التغييرات التي تطرأ على البويضات أو الحيوانات المنوية أو الأجنة البشرية المعروفة باسم السلالة الجرثومية البشرية، فتحرير جينات شخص بالغ لن ينقل التغييرات إلى أطفال هذا الشخص، لكن تعديل الجينات في السلالة الجرثومية سيؤثر في بويضة الطفل والحيوانات المنوية، ومن ثم التغييرات الجينية الموروثة». لهذا أنهت اللجنة المنظمة وقتها المناقشة ببيان جاء فيه: «سيكون من غير المسئول المضي في أي استخدام إكلينكي لتعديل الخط الجرثومي حتى تُجرى المزيد من أبحاث السلامة والفعالية وموازنة المخاطر والفوائد».

مزيد من الأبحاث والتمويل على الطريق

«الجينات لا تحدِّد مصيرك، بل تحدِّد نطاق الفرص» *جيمس كلير

جائزة نوبل في الكيمياء للباحثتين إيمانويل شاربونتيي، وجينيفر دودنا بفضل نجاحهما في تطوير تقنية (كريسبر كاس 9) وهي التقنية التي أحدثت ثورة في علم الوراثة لأنها تسمح بتعديل الحمض النووي للكائنات وتغييره، أو ما عرف بـ«المقص الجيني».

فمجموعة من الأفكار الثاقبة أدت إلى ابتكار تقنية غير مسبوقة شغلت المجتمع العلمي وأحدثت ثورة جذرية في مجال البحث الجيني وتمكين العلماء من إجراء عمليات غاية في الدقة على الحمض النووي للنباتات والحيوانات والإنسان. طريقة سهلة لتنقيح الشفرة الجينية لأي كائن حي، يجري من خلالها استئصال أو إدخال أجزاء من المادة الوراثية بدقة متناهية، ويمكن استخدامها أيضًا لتعطيل جينات أو تصحيح اختلالات أو إدخال جينات لمحاكاة الأمراض البشرية الجينية على الحيوانات المخبرية.

تطور العلاقات الهرمونية السلوكية، وتأثير هرمونات مثل الأوكسيتوسين والفازوبرسين وغيرها في تنظيم السلوكيات الاجتماعية وهو ما يحدث في كل مرة عبر تقييد أو التخلص من مستقبلات تلك الهرمونات في المخ.

دراستهما عام 2020 خلص كل من آرجين جيه بواندر ولاري جيه يونج، إلى قدرة التقنيات الجديدة على استجواب غير مسبوق للجينات والسلوكيات التي تنظم الدوائر العصبية، وهو ما يتطلب نماذج معدلة وراثيًّا. وحتى الآن يجري استخدام الفئران، لفحص أدوار الجينات وتمكين تشريح الدوائر العصبية والتلاعب بها مع مراقبة الأنشطة والأنظمة الحاكمة للسلوكيات، فيما انتهت الدراسة إلى تشجيع مزيد من الباحثين ووكالات التمويل لأجل هذا الغرض.

العائلة

منذ 10 شهور خطوة نحو عالم مثالي أم معضلة أخلاقية؟ كل ما تريد معرفته عن «تصميم الأجنة»

التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::

مشاهدة تغيير السلوك الاجتماعي بتعديل الجينات هل نشهد تصميم أجيال معدلة سلوكي ا

يذكر بـأن الموضوع التابع لـ تغيير السلوك الاجتماعي بتعديل الجينات هل نشهد تصميم أجيال معدلة سلوكي ا قد تم نشرة ومتواجد على ساسة بوست وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، تغيير السلوك الاجتماعي بتعديل الجينات! هل نشهد تصميم أجيال معدلة سلوكيًّا؟.

في الموقع ايضا :

الاكثر مشاهدة اخبار عربية
جديد الاخبار