هذا التقرير جزء من مشروع «الحج إلى واشنطن» لتغطية أنشطة لوبيات الشرق الأوسط في الولايات المتحدة بين 2010-2022، ومعظم المعلومات الواردة في التقرير تستندُ لوثائق من قاعدة بيانات تابعة لوزارة العدل الأمريكية، تتبع لقانون «تسجيل الوكلاء الأجانب (فارا)»، الذي يلزم جماعات الضغط بالإفصاح عن أنشطتها وأموالها، وكافة الوثائق متاحةٌ للتصفح على الإنترنت.
اللوبي السعودي التحرُّك في اتجاهات مختلفة، تحسُّبًا لخسارة حليفهم دونالد ترامب في الانتخابات.
جريمة اغتيال جمال خاشقجي.
أمام هذا المشهد، قرَّر اللوبي السعودي العمل على إنشاء منصة إعلامية في أمريكا، بتمويلٍ سعوديٍّ، وفي هذا التقرير نوثِّق تفاصيل هذا العمل الذي يُشرف عليه إعلاميٌّ لبناني ذو خبرة في الإعلام العربي والدولي.
تفاصيل العقد.. مَن يعمل في المشروع السعودي؟
وقَّعت شركة تابعة للحكومة السعودية عقدًا مع شركة «برايم تايم ميديا – Prime Time Media»، التي يملكها الإعلامي اللبناني إيلي ناكوزي.
يهدف التعاقد لإنشاء منصة إخبارية على الإنترنت، تُبث من واشنطن ويعمل بها صحافيون أمريكيون، وفق ما كشفت الوثائق المصرح بها وفقًا لقانون «فارا».
نجح إيلي ناكوزي صاحب التاريخ الطويل في العمل مع السعوديين- في جمع فريق متنوع للعمل على «مشروعه الغامض»، ويسرد هذا التقرير قصة التعاقد بينه وبين السعوديين وتفاصيل المشروع الإعلامي السعودي الجديد في واشنطن.
وقَّع إيلي ناكوزي في 22 سبتمبر (أيلول) 2020 عقدًا قيمته الأولية مليونٌ و600 ألف دولار أمريكي، بين شركته «برايم تايم ميديا – Prime Time Media» مع شركة «تقنية للخدمات الهندسية والتقنية – TAQNIA ETS»، وهي فرع من شركة «تقنية» المملوكة لصندوق الاستثمارات السعودية، وفق الموقع الرسمي للشركة.
ولكن، أشار ناكوزي في استمارة تسجيل التعاقد، إلى أن وزارة الإعلام السعودية تشرف على الشركة وتمولها.
صورة من وثيقة التعاقد، تُظهر اسم إيلي ناكوزي ومنصبه وتاريخ بدء العلاقة. مصدر الصورة: موقع وزارة العدل الأمريكية
نصَّ التعاقد بين ناكوزي والشركة على إنتاج محتوى باللغة الإنجليزية لمنصة صحفية جديدة. وأكَّد ناكوزي في العقد، أنَّ عمله سيقتصر على إنتاج تلك المواد، ولا علاقة له بتوزيعها.
وبدأ العمل، وفق الوثائق، في 25 مارس (آذار) 2021، حين استلمت شركة ناكوزي 78 ألف دولار أمريكي دفعةً أولى، تبعتها دفعة ثانية، بالقيمة نفسها، في 9 أبريل (نيسان). وصرحت الشركة بأن هذه الأموال لتغطية نفقات تأسيس الإستوديو، في واشنطن، بما في ذلك شراء المعدات وتكاليف التشغيل وبناء العلامة التجارية.
تُظهر الوثائق أسماء مجموعة من الصحافيين والعاملين الذين وظفهم ناكوزي، من خلفيات متنوعة، بجانب مجموعة من الفنيين، استمروا جميعًا في المشروع بعد ذلك.
ضمَّت قائمة الصحافيين العاملين الأسماء الآتية:
إريك هام: تلقى 6 آلاف دولار مقابل عمله مقدمًا وكاتبًا في المشروع. وهو صحافي ومحلل سياسي، ظهر على قناة الجزيرة، و«بي بي سي» و«سكاي نيوز»، وعملَ لمدة عام مستشارَ أمن قومي في مجلس الشيوخ الأمريكي، ولربما أهم محطَّات حياته المهنية عمله مديرًا للعلاقات مع الكونجرس، في «مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية (CSIS)». كريج باوسيل: صحافي أمريكي عمل لصالح عدة قنوات أمريكية، منها «إن بي سي – NBC» و«فوكس نيوز – Fox News». تلقَّى 6 آلاف دولار مقابل عمله مقدمًا وكاتبًا في المشروع. تيريزا جوتن مارتينز: صحافية بريطانية تعمل في صحيفة «إكسبرس» البريطانية. عملت تيريزا كاتبةً في مشروع ناكوزي، وتقاضت ألفين و324 دولارًا. غالب الصلح: صحافي لبنانيٌّ، عمل محررًا للنسخة الإنجليزية من جريدة الحياة اللندنية، ثم أصبح منسقًا إقليميًّا لدول الخليج في «الاتحاد الدولي للطيران (IATA)»، ومنها انتقل لرئاسة قسم العلاقات الدولية في وزارة النقل الإماراتية.لا يذكر الصلح في حسابه على «لينكدإن» مكان عمله الحالي، ووُصف في وثائق الشركة بأنه عملَ «كاتبًا ومتدربًا» في المشروع، وكانت أجرته ألف دولار أمريكي في الشهر الأول.
تيتيانا أندرسون: صحافية أمريكية، عملت مراسلةً سابقًا في الشرق الأوسط، وغطَّت في مصر ثلاث سنوات، وعملت بعدها لصالح عدَّة جهات منها شبكة «سي إن إن»، ثم «تي آر تي – TRT» التركية.ترأس الآن شركة علاقات عامة، وقدَّمت حلقة تجريبية مع الشركة، مقابل 4 آلاف دولار.
فاطمة رضا: صحافية لبنانية، والمديرة العامة لقسم الشرق الأوسط في «برايم تايم ميديا»، ومقدمة برنامج «خليني ساكتة» على شبكة «كريسب»، التي يملكها إيلي ناكوزي. عملت سابقًا في صحيفة الحياة، وقناة المستقبل التي يملكها آل الحريري. في برامجها على شبكة «كريسب»، تنتقد حزب الله، وتهاجم جورج قرداحي، الوزير اللبناني والإعلامي السابق، لـ«توريطه» للبنانيين مع دول الخليج، بعد حوارٍ له أدانَ فيه حرب اليمن.وأجرت فاطمة حوارًا مع وليد فارس، مستشار ترامب، من داخل الكونجرس، حول التهديد الإيراني على السعودية.
وسبقه حوار آخر مع مارك كيميت، المتحدث باسم قوات التحالف إبان غزو العراق، حول التعاون السعودي الأمريكي في ظل وجود محمد بن سلمان، «ولي العهد الشاب والذكي.. الأكثر تسامحًا»، وفق وصفه. وفي الحلقة نفسها، استضافت أمين سلام، وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني حاليًّا، ونائب رئيس الغرفة التجارية العربية الأمريكية في ذلك الوقت.
عملت فاطمة في هذا المشروع «منسِّقة»، وتقاضت 8 آلاف دولار أجرةً لعملها في الشهر الأول.
وتقاضى إيلي ناكوزي 10 آلاف دولار نظير عمله مديرًا للمشروع في الفترة نفسها، بين مارس وأبريل 2021. ومنذ شهر يونيو (حزيران)، لا يسجل ناكوزي اسمه ضمن من يتلقُّون المدفوعات، ويضع اسم شركته بدلًا من ذلك، وتتراوح أجرتها الشهرية بين 30 و35 ألف دولار، وهو المالك والمدير الوحيد لها.
وصل إجمالي ما تقاضته الشركة 719 ألفًا و565 دولارًا، منذ بداية علاقتها بالعميل السعودي حتى يناير 2022.
من هو إيلي ناكوزي؟
يملك إيلي ناكوزي، الإعلامي اللبناني الأمريكي، تاريخًا طويلًا في قطاع الإعلام، إذ بدأ بالعمل في إذاعة «صوت لبنان» بين عامي 1990 و1993، ثم انتقل للعمل في قناة «آي سي إن» لعامين، ولمعَ نجمه حين قدم برنامج «نهارك سعيد» الحواري على قناة «إل بي سي» في العامين التاليين.
ثم قضى ناكوزي أربعة أعوام أخرى – حتى عام 1996- في قناة «إم تي في»، ختمَ بها عمله في لبنان، قبل انتقاله للعمل مديرًا لمكتب القناة في العاصمة الأمريكية واشنطن.
تتبع «إم تي في» لحزب القوات اللبناني، الذي وصف ناكوزي بالـ«رفيق» في بيانٍ للحزب ينعى والد ناكوزي.
يقود الحزب سمير جعجع، المعروف بمعاداته للنفوذ السوري في لبنان، والمقرَّب من السعودية، ولا يزال جعجع من أبرز دعاة نزع سلاح حزب الله، وأسَّس مع وليد جنبلاط وسعد الحريري «تحالف 14 آذار».
عملَ ناكوزي بعد ذلك في قناة «العربية»، فتنقل حول العالم ليجري لقاءات صحفية مع رؤساء وسياسيين عربيين وعالميين، كان أبرزها لقاؤه مع الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن، عام 2007.
مقاطع من برنامج «بصراحة»، لإيلي ناكوزي، يحاور فيه مجموعةً من الرؤساء والساسة حول العالم. يظهر في بداية المقطع لقاؤه مع الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن، عام 2007.
وفي لقاء لناكوزي مع صحيفة «الشرق الأوسط»، قال إنه كان على وشك العمل في قناة الحرة الأمريكية في واشنطن، بعد رحيله عن قناة «إم تي في»، ولكن «صدفةً» جمعته بمالك قنوات «إم بي سي» في ذلك الوقت، وليد الإبراهيم، الذي أقنعه بالانضمام للعربية، وبدأ عمله ببرنامج «من العراق».
لم تكن تلك المرة الأولى التي يعمل فيها ناكوزي لمنصة إعلامية سعودية، إذ عمل قبلها في جريدة الحياة اللندنية، التي مَلَكها الأمير السعودي خالد بن سلطان، وقناة «إل بي سي آي» التي كان يملكها الأمير الوليد بن طلال.
وعملَ ناكوزي مديرًا لمكتب واشنطن في قناة «إم تي في» اللبنانية حتى عام 2002، وهي القناة التي موَّلتها السعودية بمليوني دولار في عام 2012، بعد أزمة مالية مرت بها، وكانت شروط المملكة واضحةً في توجيه القناة لخدمة مصالح السعودية، وفق وثائق مسربة من السفارة السعودية في بيروت بتاريخ مايو 2012، ونشرتها «ويكيليكس» (1–2–3).
ويملك ناكوزي شبكة «كريسب»، التي تقدم أخبارًا ترفيهية وبرامج سياسية تهتم بالشأن اللبناني، وهي تابعة لشركته، «برايم تايم ميديا».
وفي حساب على «تويتر»، قد يكون لإيلي ناكوزي، ولكنه حسابٌ غير موثَّق، ولم ينشط فيه منذ 2017، يضع ناكوزي صورة شخصية، يظهر فيها محاطًا بجنود أمريكيين، وفي تعريف الحساب وصفَ نفسه بالأمريكي اللبناني، وأنه «مغرمٌ بأمريكا»، وأنه «كان ليخترعها في رأسه لو لم تكن موجودة».
ويتابع ناكوزي حساب قناة «FOX News» الأمريكية بحماس، وهي معروفةٌ بتوجهاتها اليمينية والمحافظة، ويُكثر من إعادة نشر محتوى القناة، ويكتب تغريدات داعمة لترامب وأخرى يهاجم فيها هيلاري كلينتون، المرشحة للانتخابات الرئاسية عام 2016 منافسةً ترامب حينها.
ويعلِّق ناكوزي في إحدى تغريداته على الانتقادات ضدَّ إدارة ترامب، بعد منعه مواطني عدَّة دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة، يقول ناكوزي في التغريدة: «اتصال هاتفيٌّ مع يهودي إسرائيلي، كفيل بقطع رأس صاحبه في أغلب تلك البلدان»، تعليقًا على تغريدة لأمريكية مُحافظة مناصرة للصهيونية، تندد بـ«حظر دخول هذه البلدان على اليهود الإسرائيليين».
Even making a phone call with an Israeli Jew will get you beheaded in most of those countries. t.co/Ns0VAADbtg
February 5, 2017
تغريدة لإيلي ناكوزي، عن قرار إدارة دونالد ترامب منع مواطني مجموعة دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة. ويشيرُ هنا ناكوزي إلى منع بعض الدول العربية والإسلامية دخول الإسرائيليين إليها.
وفي 2014، نشر ناكوزي كتابًا يروي فيه سيرته الذاتية، وسمَّاه بـ«الإخوة الأعداء: مذكرات مُناصرٍ لأمريكا».
وفق مُلخَّص الكتاب، اتجه ناكوزي للعمل في الصحافة لرغبته في مواجهة حكامٍ «طغاة» مثل حافظ الأسد، رئيس سوريا السابق، وصدام حسين، رئيس العراق الأسبق و«دكتاتوريين وحشيين آخرين».
ولكنَّ ناكوزي يشيرُ لاحقًا إلى علاقاته الجيدة مع أفراد في العائلة السعودية المالكة، ويُشدد على أنَّ المال والشهرة والنساء والرفاهية، لم يلتقيا مع شغفه الحقيقي، وهو «حرية بلاده».
وعلى خلاف ما قاله في كتابه، وقَّع ناكوزي عقدًا لصالح المملكة في عام 2020، بعد أعوامٍ قليلة من احتجاز سعد الحريري، رئيس وزراء بلاده عام 2017 في العاصمة السعودية الرياض.
صورة غلاف السيرة الذاتية لإيلي ناكوزي، وعنوانها: «الإخوة الأعداء: مذكرات مُناصرٍ لأمريكا». مصدر الصورة: أمازون
واستمرَّ عمل ناكوزي مع الحكومة السعودية في العام نفسه، الذي شهد العديد من الأزمات الإعلامية للبنان مع دول خليجية، كان آخرها الحملة الواسعة ضد وزير الإعلام السابق جورج قرداحي بسبب تصريحاته عن حرب اليمن، وانتهت الأزمة بتقديم استقالته، بعد فرض عقوبات اقتصادية من دول خليجية خسائر تقدر بـ«ملايين الدولارات» وفق «بي بي سي».
ماذا أنتجت «برايم تايم ميديا»؟
نص التعاقد على إطلاق المشروع خلال 16 شهرًا من تاريخ توقيعه في سبتمبر (أيلول) 2020، أي من المفترض أنَّه أُطلق في يناير (كانون الثاني) 2022.
لكن، لا توجد معلومات حتى الآن عن إطلاق المشروع، الذي قالَ ناكوزي سابقًا في لقاء مع قناة أمريكية إنه سيُطلق قبل نهاية عام 2021.
وأكد ناكوزي في حديثه أن المنصة الجديدة ستكون على الإنترنت، وأن الإستوديو أُنشئ بالفعل في واشنطن، وأضاف أن «الصحافيَّين هام وبوزويل سيكونان مسؤولين عن تقديم برامج على الإنترنت، ولكنها ما زالت في مرحلة الإنتاج».
هذا التقرير جزءٌ من مشروع «الحج إلى واشنطن»، لقراءة المزيد عن «لوبيات» الشرق الأوسط اضغط هنا.
التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::
مشاهدة من هو اللبناني الذي يساعد السعودية على إطلاق منصة إخبارية من واشنطن
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ من هو اللبناني الذي يساعد السعودية على إطلاق منصة إخبارية من واشنطن قد تم نشرة ومتواجد على ساسة بوست وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، من هو اللبناني الذي يساعد السعودية على إطلاق منصة إخبارية من واشنطن؟.
في الموقع ايضا :