هذا التقرير جزء من مشروع «الحج إلى واشنطن» لتغطية أنشطة لوبيات الشرق الأوسط في الولايات المتحدة بين 2010-2022، ومعظم المعلومات الواردة في التقرير تستندُ لوثائق من قاعدة بيانات تابعة لوزارة العدل الأمريكية، تتبع لقانون «تسجيل الوكلاء الأجانب (فارا)»، الذي يلزم جماعات الضغط بالإفصاح عن أنشطتها وأموالها، وكافة الوثائق متاحةٌ للتصفح على الإنترنت.
إذا كنت أمريكيًا قد تجاوزت الستين، ولديك شبكة علاقات ونفوذ واسعة في العاصمة واشنطن، فإنّ أسهل وصفة للمال السريع ستكون في شكل تعاقد مع دولةٍ نفطية، أو مع نظام استبداديّ، تقدم له خدمات ضغط سياسي، أو خدمات إعلامية، تبيع فيها قلمك وعلاقاتك، مادحًا هذه الدولة ونظامها.
هذه قصة كلاسيكيّة في واشنطن، وبطلها في هذا التقرير ديفيد روثكوبف، إعلاميٌ ترأس مجموعة «فورين بوليسي»، إحدى أهم المجلات الأمريكية، وسياسيٌ خدمَ في إدارة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، ثم عملَ مستشارًا مع هينري كيسنجر، أشهر وزير خارجية أمريكي.
هذا التقرير يُعرفنا على روثكوبف، ونظرته للعالم العربي وقضاياه، ويتتبع تاريخ علاقته بالإمارات، وبشكل خاص تعاقد شركته مع السفارة الإماراتية في واشنطن، والمستمر منذ عام 2018.
انتقالات ديفيد روثكوبف بين الإعلام والسياسة
وُلد ديفيد روثكوبف عام 1955 لعائلة يهودية، وتخرجَ من جامعة كولومبيا من كلية الصحافة، وبعد تخرجه عمل في صحف ومجلات متخصصة في عالم الأعمال والاستثمار.
شقَّ طريقه إلى عالم السياسة، عندما عُيّن نائبًا لوزير التجارة في إدارة الرئيس بيل كلينتون.
وبعد خروجه من دوائر السياسة، انتقل للعمل مديرًا لشركة «كيسنجر وشركاؤه» للاستشارات الجيوسياسية، والتي أسسها هينري كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق.
ديفيد روثكوبف (يمين)، صحفي أمريكي، يعمل لصالح السفارة الإماراتية منذ سبتمبر 2018. مصدر الصورة: فليكر
ليؤسس بجانب أنتوني ليك، مستشار الأمن القومي للرئيس بيل كلينتون، شركة «إنتلي بريدج»، لتقديم «تحليلاتٍ إستراتيجية» للمؤسسات الأمنية بواشنطن.
بوصفه مؤسسًا لشركة إنتلي بريدج، مديرًا للحوار في جلسة عنوانها «مستقبل الشرق الأوسط».
تحدث في الجلسة الأمير السعودي تركي الفيصل، وحمد بن جاسم، رئيس الوزراء القطري السابق، ومروان المعشر، وزير الخارجية الأردني الأسبق؛ بالإضافة إلى الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، وكان حينها سيناتور.
في الجلسة كان دور روثكوبف تنسيق أسئلة تفاعلية مع الجمهور، هذه الأسئلة تظهر على الشاشة فيقوم الحاضرين بالإجابة عن الأسئلة، ومن ثم يوجه روثكوبف النقاش إلى المتحدثين، ووجهت أسئلة للضيوف من قبيل: هل تتوقع قيام حرب بين أمريكا وحلفائها والعراق؟ وما شكل هذه الحرب؟ وما هو أهم تغير تود شعوب الشرق الأوسط رؤيته؟ وطرحت في الجلسة قضايا لها علاقة بالشأن الإسرائيلي والديمقراطية.
«جارتين روثكوبف» ليقدم عن طريقها استشارات إستراتيجية في مجالات الطاقة، والاقتصاد والسياسات العامة.
ولدى روثكوبف إسهامٌ أكاديمي بصفته أستاذًا في العلوم السياسية، وينشر كتبًا ومقالات متنوعة يُناقش فيها الشأن العام الأمريكي والسياسة الخارجية، وكانَ زميلًا زائرًا في معهد «كارنيجي للسلام الدولي».
ديفيد روثكوبف: بايدن أولًا
أبرز محطات حياة روثكوبف ترأسه لمجموعة «فورين بوليسي» الأمريكية، بين أعوام 2012-2017،
قررت شركة واشنطن بوست (اليوم تسمى ناش القابضة)، زيادة استثمارها في مجلة الفورين بوليسي، لزيادة مطبوعاتها، وتنسيق ندوات، وخدمات بحثية.
اشترت شركة واشنطن بوست العلامة التجارية للفورين بوليسي من معهد كارنيجي للسلام الدولي. وروثكوبف هو كاتبٌ قديم في كلتا المنصتين.
كتب عام 2015 أنّ الاتفاقية سيكون أثرها بالغًا على العلاقة مع إسرائيل وحلفاء أمريكا في المنطقة.
يُعرّف روثكوبف بأنّه من المقربين لرون كلين، رئيس موظفي البيت الأبيض الحالي، وأحد المقربين لنائب الرئيس جو بايدن في فترة رئاسة باراك أوباما. وتظهر انحيازات روثكوبف القديمة لبايدن في مقالةٍ عام 2013 بعنوان: «بايدنة (Bidenization) أمريكا»، قاصدًا أنّ جو بايدن تمتّع حينها بتأثيرٍ واسع في السياسة الامريكية، ولقَّبَه روثكوبف وقتها بأنه أكثر نائب رئيس «مؤثر/ نافذ» في التاريخ الأمريكي. وفي عام 2017 استشرف روثكوبف أنّ جو بايدن سيكون الرئيس القادم للولايات المتحدة، كما يظهر في المقتطف التالي.
مقتطفٌ من مقال لديفيد روثكوبف، عام 2017، يستشرف فيه بأنّ جو بايدن، سيكون الرئيس القادم للولايات المتحدة. المصدر: مجلة فورين بوليسي
أهلًا بالأموال السهلة!
أفصحت مجموعة روثكوبف التي هي نفسها «تي جي آر أدفايزوري للخدمات – TRG Advisory Services»، عن عقدٍ لها مع السفارة الإماراتية في واشنطن، لتقدّم خدمات استشارية وعلاقات عامة، والتعاقد ما زال مستمرًا حتى الآن وأخذت فيه الشركة مليونين و910 ألف دولار أمريكي.
وبحسب موقعها الرسمي تقدم الشركة خدمات في الإعلام وتنسيق الفعاليات. كانت بداية عمل الشركة مع الإمارات، كما يظهر في الوثائق، بتنسيق الفعاليات لملفات ناعمة، مثل التسامح، وتمكين المرأة، والطاقة النظيفة.
/ صورة من تعاقد شركة ديفيد روثكوبف مع السفارة الإماراتية في أمريكا، ويظهر فيها توقيع السفير يوسف العتيبة (يمين)، وتوقيعُ روثكوبف (يسار)، بصفته المدير التنفيذي لشركته الخاصة. المصدر: موقع وزارة العدل الأمريكية
أفصحت الشركة عن تلقّيها 540 ألف دولار، دفعته السفارة الإماراتية في شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2018.
أفصحت الشركة أنّها ستعمل مع السفارة الإماراتية، لإنتاج بودكاست يقدمه يوسف العتيبة، وستقدم الشركة في هذه الصدد «استشارات» في إنتاج وتوزيع الحلقات.
وبدأت عملية نشر حلقات بودكاست «بودبريدج»، يستضيف العتيبة فيه خبراء للحديث، ولتناول مواضيع مختلفة تخص الإمارات، مثل اتفاقية «أبراهام» للتطبيع مع إسرائيل، وتمكين المرأة وعلاقته بـ«إكسبو 2020»، ومستقبل استكشاف الفضاء.
نشرها البودكاست كانت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، ورغم ذلك فالمدفوعات مستمرة للشركة خلال عام 2021، فبحسب وثائق وزارة العدل بلغت هذه الفترة، ما يقارب 750 ألف دولار أمريكي.
منذ بداية مسيرته؛ حاول روثكوبف تصدير صورة المدافع عن الديمقراطية، عندما بدا للجميع أنّ أمريكا حافظة للسلام وناشرة للديمقراطية الليبرالية.
تبرير ملتف لتدخل السعودية وحلفائها في اليمن؛ ليصل به الحال للترويج لأكبر قوى الثورة المضادة في المنطقة، دولة الإمارات، التي استقبلت منها شركته منذ نهاية عام 2018 إلى اليوم، مليونين و910 ألف دولار أمريكي.
عِقدٌ من مديح الإمارات
كتب عام 2010 مقالًا بعنوان مميّز، وجّهه للرئيس أوباما: «خذها بشكل شخصيّ، سيدي الرئيس»، وكتبَ فيه عن رحلة زارَ فيها الإمارات:«لقد رأيت عن قرب دولة تعيد اختراع نفسها للاقتصاد العالمي، هذه الدولة ليست الولايات المتحدة، وإنما الإمارات العربية المتحدة».
اقتبس روثكوبف مقولة لرجل وصفه بالـ«مثقف»، و«دبلوماسي كبير من أحد أكثر حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط الذين يمكن الاعتماد عليهم»، ونقلَ عنه المقولة التالية: «لا زلتم القوة العظمى، ولكنكم ما عدتم تعرفون كيف تتصرفون وفقًا لذلك».
ووفقًا لصحيفة «هافيجنتون بوست»، وزَّع يوسف العتيبة، السفير الإماراتي في واشنطن، نسخًا كثيرة من مقالة روثكوبف، وسرعانَ ما عرف الجميع من هو هذا الرجل المثقف الذي قصده روثكوبف في مقالته.
مديحًا لما رآه من «الإصلاحات الحكومية»، وقيم «التسامح» التي تنشرها، والتطور الذي شهده بأم عينه، بحسب تعبيره.
خرج روثكوبف بصفته المدير التنفيذي «لمجموعة روثكوبف»، مع نورة الكعبي، وزيرة الثقافة الإماراتية، للحديث في ملتقى «أبو ظبي للأفكار»، وتحدثا عن قضايا ثقافية وعن تحولات عالمية ورقمية.
كلمة لديفيد روثكوبف، عن القمة الثقافية في أبو ظبي، والتي نسّقتها شركته
المُنظمة والمخرجة لهذه القمة. ولم تفصح الشركة حينها عن تقديم خدماتها لجهة خارجية بحسب قانون «فارا».
كيف يرى ديفيد روثكوبف سنوات العالم العربي؟
مقالةٍ نشرها أبريل 2011؛ عندما دعى الولايات المتحدة لدعم طلبات الشارع المصري، وأنّه حان الوقت لتقديم المساعدات الاقتصادية للشعب بدلًا عن المساعدات العسكرية فقط. ومع مرور الوقت خفّت حماسته، وبشر بانتكاسة ستعيشها المنطقة.
تدهور العلاقة بين باراك أوباما وبنيامين نتنياهو، وكيف ستؤثر على مستقبل العلاقات الإسرائيلية الأمريكية. لا ننسى روثكوبف ديمقراطي يميل بطبيعته لنقد ما يُسمى «اليمين» الإسرائيلي، وضمن هذا كان ينتقد بشكل مستمر بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق.
ولكنّه بكل تأكيد يؤمن بحقِّ إسرائيل بالوجود، وينبه الإسرائيليين دائمًا عن المشاكل العصيبة التي قد تواجههم في المستقبل.
مقابلة عقدتها وكالة «صوت أمريكا» عام 2012، سُئل عن مستقبل «الصراع» الفلسطيني الإسرائيلي، وكان جواب روثكوبف أنّ الدولة الإسرائيلية «اليهودية» تُعاني من مشكلة داخلية ديموغرافية، وإذا لم تجد حلًا فإنّ هذه المشكلة ستتفاقم، وربما تنفجر، وحينها لن تكون في صالح الإسرائيليين، فالوقت في صالح الجانب الفلسطيني.
وفي نفس المقابلة يوجه نقده اللاذع لمحاولات نتنياهو تشتيت الأنظار إلى إيران، وتعزيزه لسياسات الاستيطان، ويقول إنّ مصر اليوم، يقصد مصر في عهد الرئيس محمد مرسي، لن تلعب دورًا مشابهًا لدورها السابق، وبالتالي يقترح أنّ على إسرائيل خلق نموذج اقتصادي يوفر فرص عمل للشباب الفلسطيني.
هذا التقرير جزءٌ من مشروع «الحج إلى واشنطن»، لقراءة المزيد عن «لوبيات» الشرق الأوسط اضغط هنا.
التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::
مشاهدة ديفيد روثكوبف رئيس laquo فورين بوليسي raquo السابق في خدمة الإمارات
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ ديفيد روثكوبف رئيس فورين بوليسي السابق في خدمة الإمارات قد تم نشرة ومتواجد على ساسة بوست وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، ديفيد روثكوبف: رئيس «فورين بوليسي» السابق في خدمة الإمارات.
في الموقع ايضا :