على توفير الرعاية والتربية الإعلامية لمواجهة هذه المخاطر في المدارس والمعاهد والجامعات، أو من خلال الوزارات المعنية.
قالت د. عزة أبو الهدى، أستاذ علم الاجتماع بكلية الدراسات الإنسانية بالقاهرة جامعة الأزهـر: إن الإعـلام الرقمي متنفس للملايين من أبناء الطبقات المختلفة، كي يتواصلوا مع نظرائهم حول العالم مجاناً دون معاناة من تأشيرات سفر أو وسائل تنقلات، مشيرة إلى أنه وسيلة إيجابية نافذة تطل على العالم سـواء للأفراد أو المجتمعات، ويعد منبراً لتقابل وتبادل الرؤى، من خلال التواصل الحر المباشر والمجاني، للتعبير عن الأفكار في جميع مجالات الحياة دون قيود أو مراعاة لاعتبارات فكرية معارضة، ويمثل فرصة لتعزيز الذات، وتقوية العلاقات الاجتماعية مع أصدقاء جدد، بالإضافة للخروج من المحلية إلى العالمية، والمساعدة في تحقيق التنمية والتعليم وسرعة إيصال المعلومات إلى المناطق النائية والمعزولة.
وأشارت إلى أن هناك العديد من الاستخدامات السيئة للوسيلة على الأفراد والمجتمعات منها، نشر الـشـائـعـات، وفقدان الخصوصية والأمـان، والابـتـزاز والتهديد حيث يبدأ بعض المبتزين باستدراج بعض الضحايا من المتفاعلين معهم بعد حصـولـهـم عـلـى صـور شخصية أو فيديوهات أو مكالمات مسجلة لتهديد الضـحـايـا والـحـصـول عـلـى الأمـوال ، وتداول الصور الإباحية، مما تؤدى في بعض الأحيان إلى مشاكل أسرية قد تصل إلى الانفصال والتفكك الأسرى الذي زاد في مجتمعنا المعاصر، وارتـكـاب جـرائـم أخلاقية محرمة، وتـقـلـيـد كـثـيـر مـن الـشـبـاب لبعض المظاهر الغربية بدون قيود .
تضافر جهود
وأضـافـت: أن هذه السلبيات تفقد كثيراً من شبابنا بعض الاتزان في التصرفات السلوكية والأخلاقية، بجانب الغزو الثقافي من خلال الثقافات الوافدة التي لا تتواءم مع الأعراف التي تربينا عليها في مجتمعنا الشرقي، وانتشار الألعاب الإلكترونية الخطيرة، والتي أصبحت إدماناً لدى الأطفال والمراهقين في البداية من مبدأ التسلية والمتعة، ثم تنتهى إلى القتل والانتحار، موضحة أن أسوأ سلبيات الإعلام الرقمي هي التطرف الفكري ، حيث تـمـنـح هـذه الـرسـائـل فـرصـة لأصحاب الفكر المتطرف والجماعات المنحرفة لبث سمومها ونشر أفكارها الهدامة وقناعتها المضللة في المجتمع، وبالتالي الإخلال بالأمن العام للدول، والتقليل من خطورة هذه السلبية، بما يؤدى إلى أضرار بالمجتمع بما لا يحمد عقباه، خاصة أن مكافحة التطرف لا تقتصر على جهة محددة بعينها، إنما مسئولية المجتمع بأكمله، وخاصة الأسرة التي تعد اللبنة الأولى للوقاية من جميع أشكال الانحراف والجريمة والسلوك المضاد للمجتمع.
وطالبت مواجهة هذا الخطر المحدق بالأمة عامة، والنشء والشباب بصفة خاصة، مع ضرورة وضع آليات تعمل على توفير الرعاية والتربية الإعلامية لمواجهة هذه المخاطر سواء في المدارس والمعاهد والـجـامـعـات، أو مـن خـلال الـوزارات المعنية كوزارتي الإعـلام والثقافة وغيرهما من الوزارات الأخرى.
أمن المجتمعات
وقال د. رمضان إبراهيم، رئيس قسم العلاقات العامة والإعلان السابق بكلية الإعلام بجامعة الأزهر، إن الإعـلام الجديد يلعب دوراً مهماً في شتى مجالات الحياة المعاصرة على الصعيد التربوي أو الثقافي أو الاقتصادي أو الأمني، فقد أجمعت معظم الدراسات أن الإعـلام أصـبـح مـن أهـم السمات الـبـارزة لـلـعـصـر الـحـديـث ووسيلة فاعلة فـي تـكـويـن وجـدان الشعوب والمجتمعات، ولما كان الأمن مطلباً ضرورياً لاستمرار الحياة الإنسانية وعنصراً أساسياً لنموها وتقدمها، فقد أدرك القائمون على أجهزة الأمن ضرورة التفاعل مع وسائل الإعلام المختلفة والاستفادة منها في نشر الوعى الأمني وخدمة المجتمع وقضاياه المختلفة، وتماشيا مع هذه السياسة ظهر الإعلام الأمني الذي يحمل بين ثناياه أهداف نشر رسالة التثقيف الأمني لمختلف القضايا التي تؤرق المجتمع وتأتي في مقدمتها ظاهرة التطرف العنيف لدي الشباب العربي، بوصفه سلوكاً معادياً للمجتمع وأمنه وأمانه.
وأشار إلى أن الإعلام الحديث يعد واحـداً من أهم مصادر معرفة أنماط السلوك والوعي الاجـتـمـاعي، كما أن أكثر من 90% من متابعي وسائل الإعلام، وخاصة الشباب، يضعونها في المرتبة الأولى بوصفها مصدراً لثقافة العنف والتطرف والسلوك الإجرامي المنحرف والمضاد للمجتمع، وقد أظهرت دراسة علمية عن دور وسائل الإعـلام في تشكيل الوعي الاجتماعي لدى الشباب أن نحو %60 يتعرضون دائماً إلى وسائل الإعلام، وأن 50% يتعرضون لوسائل الإعلام من ساعة إلى 3 ساعات، كما أن قضايا الإدمان والمخدرات ومشكلات المراهقة والـعـنـف والـتـطـرف الـديـنـي تـأتـي في مقدمة القضايا التي يقبل عليها الشباب في وسائل الإعـلام، من هنا يتضح لنا الدور الذي يلعبه الإعلام بوسائله المختلفة في التأثير على الرأي العام واتجاهات وسلوك الأفراد، وخاصة الأحداث والشباب، إن بعض ما يعرض أو ينشر أو يذاع يترك تأثيراً سلبياً خطيراً على تربية النشء وعلى أمن وسلامة المجتمع.
ظواهر إجرامية
وأضاف: أن الإعلام الأمني الإلكتروني يلعب دوراً مهما في حياة المجتمع لتوعية الرأي العام، بما يدور حوله من مخاطر تتعلق بأمنه وحياته، مطالباً بوضع استراتيجية واضحة الأهداف تسهم بشكل فعال في تحقيق مجموعة من الوظائف المتعلقة بالفرد والمجتمع من حيث مواجهة الانحراف والتطرف والوقاية منها أو معالجة الآثار الناتجة عنها، وتتمثل في رصد الظواهر الإجرامية والأنشطة الإرهابية على الصعيدين المحلي والدولي، وتحليل مدلولاتها ورصـد أنشطتها الإعلامية، وكشف أسـالـيـب عملها وحث أفراد المجتمع على الإبلاغ عن المعلومات التي يمكن أن تعين الأجهزة الأمنية في الكشف عنها، تنفيذ الحملات التوعوية الوقائية المستمرة للأسر والأبناء والشباب، حتى لا يقعوا فريسة لتلك الجماعات المتطرفة، التعريف بالقوانين المتعلقة بجرائم الإرهاب والتطرف الديني والسياسي والاجتماعي حتى يعلم الجميع بهذه الـقـوانـيـن.
وأوضح أن تبنى الدولة استراتيجية إعلامية تعتمد على تنظيم الحملات الإعلامية والتوعوية لنشر ثقافة التسامح والتعايش مع الآخرين مع ضـرورة مـراقـبـة الخـطـاب الديني في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجـتـمـاعي، وتـنـبـيـه أولـيـاء الأمـور لأبنائهم، ومراقبة سلوكهم وعلاقاتهم بالآخرين وخاصة الأصدقاء، خشية أن يختلطوا بأصحاب الفكر المتطرف من خلال الوسائط الإعلامية المتعددة، وإصدار القوانين والتشريعات التي تجرم خطاب الكراهية والتطرف العنيف، كالإساءة إلى الأديان والكتب السماوية ودور العبادة وإثارة النعرات الطائفية والعرقية، ومعاقبة كل من يقوم بدعم وتمويل الأفكار المتطرفة والإرهابية.
عماد عبد المنعم
متخصصون: الاستخدام السلبي للإعلام الرقمي يخرب عقول الشباب أولاً على صوت البلد- اسبوعية سياسية مستقلة.
التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::
مشاهدة متخصصون الاستخدام السلبي للإعلام الرقمي يخرب عقول الشباب
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ متخصصون الاستخدام السلبي للإعلام الرقمي يخرب عقول الشباب قد تم نشرة ومتواجد على صوت البلد وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، متخصصون: الاستخدام السلبي للإعلام الرقمي يخرب عقول الشباب.
في الموقع ايضا :