نزاع «إقليم الفشقة» يتجدد: كيف يؤثر سد النهضة في التوترات السوادنية الإثيوبية؟ ...الأردن

اخبار عربية بواسطة : (ساسة بوست) -

اتهمت السودان بدعمه جبهة تحرير تجراي المعادية للحكومة الإثيوبية المركزية في فبراير (شباط) الماضي، هذا ناهيك عن تصريحات سودانية قبل أيام هاجمت إثيوبيا على خلفية الملء الأخير لسدّ النهضة.

سحب السودان سفيره من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، فيما استدعى السفير الإثيوبي، وبدأ السودان عملية عسكرية في منطقة الفشقة الصغرى مصحوبة بقذف صاروخي ومدفعي ثقيل تستهدف الميليشيات الإثيوبية التي تنشط في الإقليم، حسب ما نقلته صحيفة «الراكوبة» سودانية.

تأسفت الخارجية الإثيوبية من سقوط ضحايا نتيجة مواجهات بين الجيش السوداني وما سمّته «ميليشيات محلية إثيوبية»، وأعلنت عن إجراء تحقيق حول الحادث واعتبرت الحادث مفتعلًا من أجل تقويض العلاقات الثنائية بين الطرفين. لكن الخارجية الإثيوبية أكّدت بأنّ الحادث «وقع داخل أراضي إثيوبية بعد توغّل وحدة من الجيش السوداني تدعمها عناصر إرهابية من جبهة تجراي».

إقليم الفشقة.. قصّة صراع حدودي بدأ قبل 120 سنة

تقع الفشقة في الجنوب الشرقي للسودان وتتبع محافظة القضارف، وتتكوّن من مساحات زراعية شديدة الخصوبة بسبب إحاطتها بثلاثة أنهار، ورغم أنها تبعيتها للسودان ويسيطر الجيش السوداني على أغلبية أراضيها منذ 2020، فإنّ الكثير من المزارعين الإثيوبيين يقيمون بها مستفيدين من خصوبة أراضيها، في نوع من التعايش بين سيادة سودانية على الأرض ونشاط زراعي إثيوبي مسكوت عنه من طرف السودان.

Embed from Getty Images

قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان يحتفل باسترجاع الفشقة، نوفمبر (تشرين الثاني) 2021

تتميّز هذه المنطقة الحدودية المتنازع عليها بجغرافيتها الفريدة، إذ تقع بين ثلاثة أنهار، هي: «نهر ستيت» شمالًا والذي ينبع من الهضبة الإثيوبية ويشكّل حدودًا طبيعية بين إثيوبيا وإرتريا، و«نهر عطبرة» الذي يلتقي مع «نهر ستيت» ويشكّل التقاؤهما منطقة «الفشقة الكبرى»، بالإضافة إلى «نهر باسلام» الذي يلتقي مع «نهر عطبرة» – آخر روافد هر النيل القادمة من إثيوبيا – ويشكّل التقاؤهما منطقة «الفشقة الصغرى».

تبلغ مساحة إقليم الفشقة حوالي مليوني فدّان من الأراضي الزراعية شديدة الخصوبة، وتشير مصادر سودانية إلى أنّ أغلب المحاصيل الزراعية المهمّة لإثيوبيا من زهرة الشمس والسمسم والذرة مصدرها من إقليم الفشقة، وذلك بحسب نفيسة نوح، رئيسة اللجنة العليا لتنمية محافظة قضارف.

فالتوترات بين البلدين بسبب الإقليم، يُرجعها البعض إلى 120 سنة خلت عندما احتلّت بريطانيا السودان ورسّمت حدوده مع البلدان المجاورة.

ويستند السودان إلى معاهدة ترسيم الحدود بين الحكومة الإثيوبية والإدارة البريطانية الاستعمارية سنة 1902، والتي نصّت على إنشاء لجنة مشتركة لترسيم الحدود، وعليه قام البريطانيون بترسيم الحدود من جانب واحد دون حضور ممثلين عن إثيوبيا في العام التالي، وهو ما جعل هذا الترسيم الحدودي محلّ خلاف بين الطرفين.

ومنذ خمسينات القرن الماضي على الأقل بدأ الفلاحون الإثيوبيون في استغلال أراضي الفشقة، وارتفع عددهم تدريجيًا مع مرور السنين. وخلال السنوات اللاحقة شهدت المنطقة مناوشات بين الطرفين، تحديدًا ميلشيات قبائل الأمهرة والمزارعين السودانيين في الإقليم، إلى غاية سنة 1972 حين اتفق وزيرا خارجية السودان وإثيوبيا على إيجاد حلّ ودي للخلاف الحدودي وعلى إعادة ترسيم الحدود، لكن سقوط نظام الرئيس الإثيوبي هيلا سيلاسي عرقل هذه المفاوضات.

في السنوات اللاحقة ارتفع عدد المزارعين الإثيوبيين في الإقليم ليصل إلى أكثر من 1600 مزارع يستغلون حوالي مليون فدّان داخل الفشقة تحت حماية ميليشيات مسلحة، وبدأت السلطات الإثيوبية خلال هذه الفترة في توفير الخدمات، والبنى التحتية، والقرى، والطرق المعبّدة للمنطقة.

وفي سنة 2000 قرّر الطرفان تشكيل لجنة جديدة مشتركة لمواصلة مفاوضات سنة 1972 لترسيم منطقة شمال جب دجليش، كما وقّع الطرفان سنة 2005 مذكرة تفاهم ريثما يصلان إلى اتفاق نهائي بالوسائل الوديّة، وقد حصرت لجنة العمل الميداني المشتركة بين البلدين مساحة إلى حوالي 895 ألف فدّان من الأراضي عالية الخصوبة التي استولى عليها المزارعون الإثيوبيون.

واسترجع أغلب أراضي الفشقة ونشر قوّاته عليها منذ ديسمبر (تشرين الثاني) 2020، وفي الوقت الذي احتفى فيه السودان باسترجاع سيادته على أراضيه وانطلق في الإعلان والتخطيط لمشاريع استثمارية وتنموية في المنطقة المسترجعة، اعتبرت أديس أبابا الخطوة استفزازًا غير مسبوق ودعت إلى حلّ المشكل الحدودي بالتفاوض.

نجح في حصاد ما مساحته 340 ألف فدان في منطقة الفشقة الحدودية سنة 2021 وذلك لأوّل مرة منذ 25 سنة، وقال مسؤولون رسميون سودانيون إلى أن عملية الحصاد لم تشهد أية اعتداءات، وتنوّعت المحاصيل المزروعة بين السمسم والقطن وزهرة الشمس، وقد مثّلت عملية الحصاد الناجحة رسالة سياسية على السيادة السودانية على هذا الإقليم.

ملفات متقاطعة: سدّ النهضة والتوتّرات الحدودية حول «الإقليم الخصيب»

المُلاحظ أنّ ملفّ إقليم الفشقة يتقاطع بصورة رئيسية في كثير من جوانبه مع ملف سدّ النهضة، الذي يثير خلافات عميقة بين إثيوبيا والسودان، فهذا الأخير يخشى من تأثّر حصته المائية من مياه نهر النيل بسبب السدّ والآثار البيئية السلبية على الأراضي السودانية.

Embed from Getty Images

سد النهضة الإثيوبي

رفضت إثيوبيا توقيع «اتفاق واشنطن»، والذي يشدد على على عدم بدء إثيوبيا عملية ملء السد قبل إبرام اتفاق ثلاثي بين مصر، والسودان، وإثيوبيا، في فبراير 2020، وهو ما ردّ عليه السودان بتوغّل الجيش السوداني في منطقة الفشقة في مارس (آذار) من السنة نفسها؛ واستمر تصاعد الموقف بعد مقتل وإصابة جنود سودانيين في المنطقة، واتهام الجيش السوداني لإثيوبيا بالوقوف خلف هذه الهجمات التي تستهدف جنوده ومواطنيه.

مبادرة إماراتية» تهدف إلى إنشاء شركة استثمارية مشتركة بين السودان والإمارات، حيث تملك السودان 75% من أسهمها، أما الإمارات فتملك 25%، على أن يجري توفيق أوضاع المزارعين الإثيوبيين الذين ينشطون في المنطقة، وكذلك استيعاب المزارعين السودانيين؛ وقد صرّح مبارك الفاضل المهدي، رئيس حزب الأمّة إلى أنّ هذا الاتفاق مرتبط بملف سدّ النهضة، ومدى استعداد الإثيوبيين لتقديم تنازلات فيه.

التوتّرات الأمنية فيه لم تهدأ، خصوصًا ما تمثّله «ميليشيات الشيفتا» من تهديد مستمر للسودانين جنودًا ومدنيين، ففي 12 يناير (كانون الثاني) 2021، قالت وزارة الخارجية السودانية إن هذه الميليشيات هاجمت منطقة «القريشة» وقتلت خمس سيدات وطفل، فيما فُقدت سيدتان.

تنتمي ميليشيات الشيفتا إلى عرق الأمهرة، وتستهدف الوجود السوداني في الإقليم ولا تعترف بأيّة حقوق سودانية على أراضي الفشقة، كما تعتبر أنّه ليس من حقّ أية حكومة إثيوبية التنازل عن هذه الأراضي التي تعدّها ملكية حصرية لها، وتملك هذه الميليشيات تسليحًا قويًا، وتمارس عمليات خطف، وقتل، واستهداف ممنهج للسودانيين لم يتوقّف طوال السنوات الماضية، تحديدًا خلال موسم الحصاد السنوي.

الميليشيات ليست خارج المنظومة العسكرية الإثيوبية الرسمية، إذ يعتمد الجيش الإثيوبي على جهازين عسكريين منفصلين، فتملك الحكومة المركزية جيشًا نظاميًا تابعًا لها بصورة مباشرة، بالإضافة إلى جيوش محليّة لكل إقليم، وتتكوّن هذه الجيوش من كتائب نظامية تابعة للحكومة الإقليمية، وميليشيات قبليّة، من بينها ميلشيا الشيفتا المسؤولة على أعمال العنف في الفشقة، وهو ما يدفع السودان إلى اتهام حكومة أديس أبابا بالمسؤولية جراء أعمال العنف التي تقف خلفها ميليشيا الشيفتا أمهرية.

لكن، كيف سيؤثر هذا التوتر الحدودي مع إثيوبيا على الحالة السياسية الداخلية الهشّة في السودان، خصوصًا في ظلّ الأزمة التي يعيشها البلد منذ الانقلاب العسكري الذي قاده عبد الفتاح البرهان على المكوّن المدني في أكتوبر (تشرين الأول) 2021؟ يقول الناشط السياسي السوداني وائل علي، خلال حديثه مع «ساسة بوست» أنّ هذا التوتّر «سيؤثر بشكل كبير على الوضع داخل السودان، إذ من شأنه أن يعقّد المفاوضات بين المجلس العسكري و«قوى الحرية والتغيير»، والتي تعاني من انسداد أصلًا بسبب توازن القوى المختلّ في الشارع بين الطرفين، في ظل الوساطة الأممية».

دولي

منذ سنتين أبعد من توتر حدودي.. هل دعمت إثيوبيا عصابات لمهاجمة السودان؟

مصر والسودان سيتم، إذا أصرّت إثيوبيا على رفضها لأية تسوية في هذا الملف، على حد تعبيره.

التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::

مشاهدة نزاع laquo إقليم الفشقة raquo يتجدد كيف يؤثر سد النهضة في التوترات

يذكر بـأن الموضوع التابع لـ نزاع إقليم الفشقة يتجدد كيف يؤثر سد النهضة في التوترات السوادنية الإثيوبية قد تم نشرة ومتواجد على ساسة بوست وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، نزاع «إقليم الفشقة» يتجدد: كيف يؤثر سد النهضة في التوترات السوادنية الإثيوبية؟.

في الموقع ايضا :

الاكثر مشاهدة اخبار عربية
جديد الاخبار