ـ في تصورك، ما أهم إنجازات ثورة يونية؟
على المستوى السياسي، أرى أن أهم مكاسب الثورة تتمثل في الآتي: أولا وقف المخطط الشيطاني للغرب المتحالف مع جماعة الأخوان المسلمين، مما ترتب على ذلك وقف تنفيذ مراحل هذا المخطط الذي كان يستهدفها في الوطن العربي كله، كذلك استعادة الأمن والأمان في جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى أقامت حكم وطني يستهدف استعادة دور مصر العربي والأفريقي والدولي، هذا فضلا عن تنوع مصادر السلاح، فالرئيس السيسي استطاع أن يخرج عن عباءة احتكار الترسانة الأمريكية لتسليح الجيش، حيث أصبح تسليح الجيش متنوعاً ما بين الغواصات الألمانية الحديثة، كذلك أحدث حاملات طائرات فرنسية في العالم، بالإضافة إلى الصواريخ الصينية والكورية، فضلاً عن الطائرات المقاتلة الروسية الحديثة.
ـ ماذا عن المكاسب الاقتصادية؟
أهم مكسب اقتصادي من وجهة نظري، هو علاج تشوهات الموازنة العامة للدولة من خلال تخفيض الدعم وكذلك تعويم الجنيه لزيادة الصادرات وتخفيض الاستيراد، أما على المستوى التنموي، أصبح لدينا بنية تحتية قوية، كذلك شبكة طرق ليس لها مثيل في أوروبا والعالم، أيضاً الدولة تهتم بتحلية مياه البحر، بالإضافة إلى مشروع استصلاح مليون ونضف فدان أراضي زراعية، فضلاً عن مشروعات الاستزراع السمكي، فكل هذه المشروعات جعلت مصر تسير نحو الاكتفاء الذاتي، لكن في نفس الوقت معاناة الجماهير من هذه الإصلاحات الاقتصادية أدت إلى ارتفاع الغضب الشعبي، الأمر الذي يجب طرحه على طاولة الحوار الوطني.
ـ كيف ترى السياسة الخارجية لمصر؟
نرى أن مجمل السياسات الخارجية للدولة وطنية، ما عدا قضية سد النهضة، فنحن نختلف فيها مع الرئيس على صبره على إثيوبيا، باستثناء هذا الأمر، نحن نرى أن الحكومة أثبتت نجاحها في الملف الخارجي، وخير دليل على ذلك زيارة أمير قطر لمصر في ذكرى ثورة يونية، مما يعني أن الدولة استطاعت أن تجعل الأعداء الذين انفقوا مليارات الدولارات لتدمير البلاد، أن يتراجعوا عن هذا الأمر، ويأتوا إلى بلادنا لفتح صفحة جديدة ونحن نرحب بذلك.
ـ ما مقترحاتكم لحل أزمة سد النهضة؟
الخيار العسكري هو الحل الذي أمن به المصريين منذ أيام الفراعنة، حيث نجد على جدران المعابد أن الفرعون يوجه أمرا إلى الجنود قائلاً: اقرعوا حيث يوجد ما يمنع جريان نهر النيل، وللعلم سد النهضة، لا يستطيع أن يخزن أكثر من 15 مليار متر مكعب، وبالتالي حتى يستطيع ملئ 74 مليار متر مكعب، قامت إثيوبيا ببناء سد ركامي غرب موقع سد النهضة، لاحتجاز المياه وزيادة حجمها، حيث يساعد علي رفع حجم خزان المياه بحوالي 59 مليار متر مكعب، الأمر الذي يجعل هذا السد الداعم أخطر من سد النهضة، لذلك أُطالب القوات المسلحة بضرب سد الركامي، في حالة تخزين 18 مليار متر مكعب، خاصة أن ضرب هذا السد أسهل بكثير من سد النهضة الذي يمتلك كتل خرسانية قوية جداً.
ـ ما مكتسبات الأحزاب من الثورة ؟
الأحزاب ليس لها أي مكتسبات، فهي قبل الثورة كانت نشطة، أما بعد الثورة اختفت تماما عن المشهد السياسي، وذلك يرجع إلى أمرين، الأول سياسة الحكم، فالرئيس لا يسمع للطرف الأخر، لأنه يريد تنفيذ وجهة نظره ورؤيته لإنجاز ما يراه من مشروعات صالحة لمصر، والأحزاب من جانبها لا تقاوم هذه الرغبة، لأنها على ثقة بأن حكم الرئيس وطني يصب في مصلحة البلاد، أما الأمر الثاني يرجع إلى الأحزاب نفسها، فبعد ثورة يناير حدثت سيولة حزبية نتيجة السماح بتأسيسها بمجرد الأخطار، حيث قام أصحاب المال بتأسيس الأحزاب ظناً منهم أن هناك كعكة سيتم تقسيمها عليهم، فبمجرد أن شعروا بأنه لا توجد كعكة انسحبوا من الحياة الحزبية.
ـ هل هذا يعني أن اندماج الأحزاب أصبح ضروري؟
الأزمة ليست في عدد الأحزاب قطعاً، فهناك المئات منها تعمل في دول تحظى بالتعددية السلمية، لذلك أرى أن تجلس الأحزاب المتقاربة فكرياً مع بعض وتبحث عن صيغة للتفاعل فيما بينها، كصيغة ائتلاف مثلاً أو اتحاد، وبالتالي لن يفقد الحزب شخصيته القانونية كما هو الحال في الاندماج.
ـ ما رؤيتكم لتقوية الحياة الحزبية؟
مقترحاتي لتقوية الحياة الحزبية تتمثل في محورين، الأول لابد أن نأخذ بنظام القائمة النسبية في الانتخابات، لأنها تعتمد على إنجاح مرشحين عن القوائم المختلفة الممثلة لتيارات وتوجهات تتساوى مع معدلات ما حصلوا عليه من نسبة أصوات الناخبين، وبالتالي يكون نواب البرلمان معبرين عن الأوزان النسبية المختلفة لتياراتهم، دون إهدار أو إقصاء لبقية الأحزاب، أما المحور الثاني يتمثل في ضرورة القضاء على المال السياسي من خلال حظر التبرعات بالملايين للأحزاب، والاكتفاء باشتراكات الأعضاء والتبرعات المحدودة، فالحزب ليس جمعية خيرية إنما دوره سياسي فقط.
ـ حدثنا عن دور الحزب في الثورة؟
قمنا بتشكيل جبهة قوية ضد الأخوان، كما قمنا أيضاً بمنع كثير من القوانين التي كانت تحاول الجماعات الإرهابية تمريرها، على رأسها قانون السلطة القضائية الذي كان يهدف إلى الاستغناء عن 3500 قاضي وإحلال مكانهم محامين من الأخوان، وذلك من خلال تكوين معارضة قوية داخل مجلس الشورى، حيث استطعنا أن نحبس القانون داخل لجنة المقترحات والشكاوى.
ـ في رأيك، هل البرلمان أنجز المطلوب منه؟
البرلمان الحالي مخالف للدستور، لأنه طبقاً للنص الدستوري، يلتزم كل أعضاء مجلسي النواب والشيوخ بالتفرغ لمهام عضويتهم، مما يتطلب عدم قيام العضو بالجمع بين عضوية البرلمان ومهنته أو وظيفته، وهو الأمر الذي لم يلتزم به الأعضاء، حيث نجد المحامين والأطباء وأساتذة الجامعات وكذلك رجال الأعمال يجمعون بين الصفة البرلمانية ووظائفهم، مما يجعل كل أعمال السلطة التشريعية قابلة للطعن بعدم الدستورية، وللعلم الحكومة أيضاً غير دستورية، والسبب في ذلك أن الدستور يلزمها عقب كل انتخابات برلمانية بإعادة تشكيلها، ثم عرضها على مجلس النواب للموافقة عليها، وفي حالة رفضها يشكل الحكومة الحزب الحاصل على الأغلبية، وهو الأمر الذي لم تلتزم به السلطة التنفيذية.
ـ الصحافة الورقية تحتضر .. ما رؤيتك للنهوض بها؟
الصحافة الورقية اندثرت في كل دول العالم، بسبب التحول إلى القراءة الرقمية ومتابعة الإصدارات الإلكترونية كخيار أول بالنسبة للكثيرين، نحن قمنا بإغلاق جريدة الجيل، بسبب الخسائر الناتجة عن ارتفاع تكاليف الطباعة، أرى أن الحل هو إلغاء الطباعة الورقية للصحف الخاصة والسماح للمواقع الالكترونية بالقيد في نقابة الصحفيين، أما بالنسبة للصحف القومية، فعلى الحكومة أن تستمر في دعمها، بشرط أن تكون الطباعة بإعداد محدودة، وذلك لأن إلغائها سيؤدي إلى تشريد عدد كبير من الصحفيين.
محمود كرم
رئيس حزب الجيل: ثورة يونية أعادت الحكم الوطني للبلاد أولاً على صوت البلد- اسبوعية سياسية مستقلة.
التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::
مشاهدة رئيس حزب الجيل ثورة يونية أعادت الحكم الوطني للبلاد
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ رئيس حزب الجيل ثورة يونية أعادت الحكم الوطني للبلاد قد تم نشرة ومتواجد على صوت البلد وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، رئيس حزب الجيل: ثورة يونية أعادت الحكم الوطني للبلاد.
في الموقع ايضا :