محمد علي .. أشهر “مستبد عادل” حكم مصر ..اخبار محلية

اخبار محلية بواسطة : (صوت البلد) -

تمر اليوم ذكرى الفرمان العثماني للسلطان عبد المجيد الأول، بإعطاء محمد علي باشا ولاية مصر والسودان وراثيا، منذ 24 مايو 1841، والذي استمر حتى نهاية 1914 وإعلان الحماية البريطانية على مصر. ولقد ظلت صورة محمد علي باشا خلافية بين المصريين وكتب التاريخ شرقا وغربا، بين من يصفه بالبطولة باعتباره مؤسس مصر الحديثة، وبين من يحمل عليه فساد قصره وأبنائه ودسائسه للاستبداد بالحكم.

في دراسة للمؤرخ د.عاصم الدسوقي، يشير إلى أنه وبرغم الخلاف في النظر لمحمد علي، لكن الثابت أنه قد جعل من مصر “ولاية” متميزة بين الولايات العثمانية-العربية ، وسعى لتوسيع آفاقها بضم السودان وبلاد الشام لضمان الأمن القومي بحكم الجغرافية-السياسية. وأعاد تنظيم الإقتصاد بأسلوب “الاحتكار” وإشراف الدولة على كل المجالات وتوجيه كل الإمكانات.

وفي محاولته لبناء القوة ذاتيا للتفوق كان لا بد من أن يصطدم محمد علي بالغرب الأوربي الذي كان يبحث عن الأسواق الخارجية لحل مشكلة ضيق السوق النسبي عن طريق التصدير في الوقت الذي كان محمد علي يغلق السوق المصرية أمام الواردات الأجنبية لحماية مشروعه الصناعي الوليد ، ومن ثم كان التحالف الأوربي-العثماني للقضاء على مشروعه بمقتضى تسوية لندن في يوليو 1840 كما هو معروف.

لقد كتب المؤرخون عن محمد علي وأسرته وفقا لصلتهم بالقصر، فنجد أن المؤرخ المصري شفيق غربال (1944) قد صور محمد علي بالبطولة المطلقة، وكانت تربطه صلات بالقصر وامتيازات منحه البكوية ورئاسة الجمعية التاريخية، وهذا ما ينطبق على الأخوين قطاوي، في حين كان المؤرخ عبد الرحمن الرافعي ابن الحركة الوطنية زمن مصطفى كامل ومحمد فريد فلم يشأ أن يعطي صورة مثالية لمحمد علي بل نسب الكثير من إنجازاته للأمة المصرية، وعاب عليه في شئون كثيرة تتعلق بالاستبداد، وهو ما فعله الإمام محمد عبده، ثم اتجهت مدرسة التاريخ الحديثة للنظر الموضوعي لذلك العصر.

بناء دولة قوية

أنقذ الوالي محمد علي البلاد من نظام اقتسام السلطة بين الوالي العثماني وبين المماليك الذي وضعه السلطان العثماني سليم الأول”، خاصة وأن المماليك كما لاحظ الرافعي بحكم شرائهم أصلا من أسواق الرقيق وإحاطة أنفسهم ببطانة وعساكر من الرقيق، كانوا يستمدون قوتهم وكيانهم من مصدر خارجي وبالتالي لم يندمجوا في الهيئة الإجتماعية المصرية.

كما أن محمد علي هو الذي أنقذ مصر من جور الجند العثمانيين الذين كانوا يغيرون على البلاد إذا ما تأخرت رواتبهم.كما نجح في إقامة نظام حكومة جديدة، فعلى يده تم تأسيس الجيش المصري والأسطول المصري ودور الثقافة المصرية، ووضعت أسس النهضة العلمية والاقتصادية في البلاد، ولو أن خلفاءه حذوا حذوه واتبعوا سياسته لما تصدع بناء الاستقلال في عهدهم .

ويجمع المؤرخون أن سياسة محمد علي في التعليم والبعثات حاربت جهل الأمة، حيث نقل معارف أوربا لكي تضارع مصر أوربا في مضمار التقدم العلمي والاجتماعي .

كما يشيد المؤرخون وبينهم الرافعي بحروب محمد علي التي لولاها ما كان استقلال مصر ولرجعت البلاد إلى عهد الحكم التركي المباشر، وهذه الحروب استهدفت إحاطة إستقلال مصر بسياج من “الحدود الطبيعية” في الشام شرقا وفي السودان جنوبا مما أدى إلى نشوء المسألة المصرية كتعبير عن قلق الدول الإستعمارية أصحاب المصالح في البحر المتوسط وآسيا وأفريقيا، كما يشير الكاتب محمد صبري، والأهم هو حماية وحدة النيل بضم السودان وتفكيره في غزو الحبشة.

هل استبد الوالي بالمصريين؟

كان محمد علي يمثل الحاكم المستبد العادل؛ يملك الحكم المطلق لكنه ايضا شكل لنفسه مجلسا خاصا كان يتداول مع أعضائه في جميع أعمال الحكومة قبل الشروع في تنفيذها، لكن يظل المؤسف أن محمد علي كان يعلن امتعاضه من تدخل العلماء وأهل الرأي في شؤون الحكم، ومن أهمهم السيد عمر مكرم وهو من جاء بمحمد علي للحكم بعد قيادته الثورة الشعبية على خورشيد باشا.

وتظل مذبحة القلعة للمماليك من أشهر حوادث عصر محمد علي، وقد أعلن المؤرخ الرافعي أنها نشرت الرهبة وقضت على الحياة الديمقراطية، وهي حادثة دبرها في أول مارس 1811 عشية ذهاب ابن محمد علي، طوسون باشا، إلى بلاد العرب للقضاء على الحركة الوهابية حيث تخلص محمد علي من قيادات الماليك باعتبارهم منافسين له على الحكم .

 

في كتابه الهام يرى المؤرخ الرافعي أن تحسين الزراعة لا يستلزم جعل جميع الأراضي الزراعية ملكا للحكومة” وقد أصبح محمد علي “الزارع الوحيد والصانع الوحيد والتاجر الوحيد ” وهي عبارة ذكرها البارون تشارلز بوالكونت القنصل الفرنسي في مصر زمن محمد علي .

وسنرى من سيأتي لانتقاد محمد علي ودولته بقسوة، ومنهم الإمام محمد عبده، وقد كتب مذكرات نشرها عن دار “الهلال” أن الوالي محمد علي قطع رؤوس معارضيه ونفاهم، وعمل على جباية الأموال واحتكار الزرع وجمع العساكر بأي طريقة، ولم يعلم المصريين فنون الحرب ولا كرس اللغة العربية، وأوسع من امتيازات الأجانب، ولم يستشر الأهالي في إدارة حكومة ولا سياسة، وأثر ذلك سلبا على البلاد فحين جاءها الإنجليز لم يثبت لهم جيش مصري قوي!

انتهت حياة محمد علي بشكل مأساوي، فقد تراكمت الديون والدسائس على مصر، وفرضت عليه قرارات معاهدة لندن 1840.. وأصيب ولده صاحب الفتوحات الكبيرة إبراهيم باشا بالسل، وعاد بعد رحلة علاج لتولي الحكم بطلب من الآستانة، لكن سرعان ما غادر الحياة بعد ستة أشهر، وكان محمد علي يعاني الشيخوخة وفقدان الذاكرة وبعد وفاة ابنه مباشرة غادر محمد علي الحياة عام 1849م، ودفن في الجامع الكبير بقلعة القاهرة، وتولى حفيده عباس حلمي حكم البلاد، ولتبدأ صفحة جديدة من تاريخ مصر.

 

ظهرت المقالة محمد علي .. أشهر “مستبد عادل” حكم مصر أولاً على صوت البلد- اسبوعية سياسية مستقلة.

التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::

مشاهدة محمد علي أشهر ldquo مستبد عادل rdquo حكم مصر

يذكر بـأن الموضوع التابع لـ محمد علي أشهر مستبد عادل حكم مصر قد تم نشرة ومتواجد على صوت البلد وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، محمد علي .. أشهر “مستبد عادل” حكم مصر.

في الموقع ايضا :

الاكثر مشاهدة اخبار محلية
جديد الاخبار