خلف الباب المغلق.. حكايات التعب والشفاء في غرفة الكيماوي ..ترفيه و منوعات

ترفيه و منوعات بواسطة : (اليوم السابع) -

تتفقد السيدة الأربعينية الغرفة بعينيها الواسعتين، لتكتشف ما ينقصها من أغطية أو وسائد، فهى المشرفة على نظافة المكان وإتمام الاستعدادات لاستقبال ضيوفه. تدور عقارب الساعة بسرعة، وسرعان ما تمر 30 دقيقة، ما إن تدخل أول سيدة وتهم بالجلوس على أول كرسي الذى تضع عليه "أم رضوى" المشرفة حقيبتها حتى تصيح منبهة "الكرسي محجوز.. فى واحدة جت وسابت شنطتها وراحت الحمام" فتجلس الوافدة الجديدة على كرسي آخر. 

وقبل دقات الساعة التاسعة بدقائق تدخل سيدة مرتدية بدلة باللون السماوى الفاتح، تلقي التحية على الموجودات بصوت مشرق: "صباح الخير ياحلويات، عاملين إيه وحشتونى جاهزين؟" فيأتي ردهن في صوت واحد "صباح النور يامس يالا بينا، عايزين نمشي بدرى" فترد مس لبنى بشكل عملي، حيث تغلق الباب لتبدأ بعدها رحلة اليوم للعلاج.

العدد الورقي وعلى مدار الأيام تتبادل مئات السيدات مواقعها على الكراسي الشازلونج والأسرّة، يقاتلن للبقاء من أجل دقيقة حياة مع الأحبة، تسمع إحداهن تقول بصوت خافت مرتعش وظلال من القلق تغشي وجهها " دى أول جلسة كيماوى ليا، وأنا خايفة" تلتفت إليها المريضة المجاورة لها تحاول طمأنتها" ماتخفيش هتتعودى، أصعب حاجة إبرة الكانيولا، والبنات هنا إيديهم خفيفة مش هتوجعك"، فتبتسم الأخرى وتسألها" إنت بقالك كتثير بتاخدى كيماوى؟" ترد "بقالى أكثر من 5 سنين مريضة سرطان، كنت في المرحلة الثانوية وشعرت ببعض الآلام في جسمى وصداع شديد في راسى، أخدت مسكنات كتير ومافيش فائدة، بدأ الألم يزيد مصحوب بضعف في النظر شديد، رحت مستشفى القصر العينى، وتم الكشف وعملت الأشعة المطلوبة، وطلع عندى ورم  في المخ خلف مركز الإبصار، كانت صدمة كبيرة وخاصة لأهالى لأنهم كبار في السن". هكذا تذكرت "نبوية" بداية اشتباكها مع المرض والابتسامة لم تفارق وجهها.

يرتفع صوت "لبنى" الممرضة والمسئولة عن تركيب الكانيولا والمحاليل وقياس الضغط للمريضات، والاهتمام بهن مُدة دخولهن للغرفة وحتى خروجهن منها، قائلة" أخدتهم دواء الضغط؟، واللى ما فطرتش تفطر على ما استلم الدوا، محتاجين حاجة ياحلويات؟" فتعلوا ضحكات المريضات وتقول كل منهن على حدة "شكرًا يالبنى، أو شكرًا ياعسل".

تلقي العلاج الكيماوي

يدق الباب فتسرع إليه  "نهلة " وهي مرافقة تأتى مع حماتها كل شهر لتحصل على جرعتها، فتوارب الباب لتجد خلفه الأستاذ محمود زوج السيدة "فايزة "حاملًا شنطة تضم قارورة ماء وبعض من شطائر الجبنة والحلاوة، وعينيه تفتش عن زوجته عله يظفر بنظرة واحدة تطمئنه عليها. يوصي نهلة "إديها لمدام فايزة عشان تفطر" تأخذ "نهلة" الشنطة وتسرع بها إلى "فايزة" فتأخذها منها مطمئنة، فزوجها لا يفارقها معركتها ضد السرطان منذ ثلاث سنوات، كانت خائفة، ضعيفة، محبطة، خاصة حين سَمعت إشاعة ما تَدّعى إذا قاومت السرطان بأي سلاح علاجي سينتشر في الجسد كله.

تقول فايزة "حسيت إنى دخلت ضبابة سودة، شميت ريحة الموت، لفيت على الدكاترة، واستأصلت الرحم لكن بوجود حبايبي زوجى وولادى قويت وقولت يا أنا يا السرطان، زوجى عملى ورقي التأمينى وجيت المستشفى هنا، عشان أخد الكيماوى، تعباه معايا بيفضل مستنيني بره في الكافتريا خمس ساعات لما أخلص وأما أروح مايسبنيش".

من إن تنتهى "أم رضوى " من توزيع الوجبة اليومية على المرضي حتى تدخل مس إيمان بزيها الأزرق، قهى المسئولة عن تثقيف المريضات صحيًا وخاصة فيما يتعلق بالتغذية، تشرح لهن نوعية الغذاء الصحي المفروض أن يتناوله مريض السرطان، وتتبادل الأسئلة التوعوية لهن، ثم انصرفت بعد أن ضافت اسم المريضة الجديدة إلى الجروب الواتس آب الذى أنشأته لتكون على تواصل مع المريضات طوال 24 ساعة.

الهدوء يسود الغرفة، الممرضات يقمنا بعملهن، وكل شيء يسير على ما يرام، الساعة الثانية ظهرًا تدخل "ماجد عياد" غرفة الكيماوي، تلقى السلام على الجميع فالكل يعرفها ممرضات وبعض المرضى اللآتى يتصادف موعد جرعتها معهن، "أهلا يا جوجو هجهزلك الحقنة حالا ارتاحى" تسرع لبنى لتجهيز الدواء.

محاربة السرطان

أسرعتُ وأحضرت لها كرسي كي ترتاح عليه من عناء الطريق فالأسِرّة والكراسي الشازلونج قد امتلأت، جَلستُ أنا على حافة السرير الذى بجوارها تعارفنا وتجاذبنا أطراف الحديث وسألتني عن نفسي وعن مريضتي، قلت لها "أنا نعمة مرافقة لولدتي مدام أمنة بتاخذ علاج الكمياوى من سنتين تقريبًا، كانت تعانى من ورم في الرجل وألم في العضم، وصعوبة في التنفس روحنا لدكتور القلب طلب أشعة على البطن كلها، وظهر فيها الورم جنب الرحم، عملت استئصال للورم وكل اللى جنبه، دلوقتى بتاخد الكيماوى ومتابعة أشعة المسح الذرى".

تقطع" لبنى" الحديث قائلة" يالا ياجوجو أجمدى كده عشان تخدى الحقنة" وبصوت مرتفع وضحكة جذابة تقول "صقفة كبيرة ياحلويات لجوجو" يتزامن التصفيق دخول سن السرنجة المحملة بالدواء في بطن "ماجدة" ولا يقف إلا بعد خروجها وإلقائها في السلة المهملات الطبية".

ربما يكون ما يجرى داخل الغرفة خلال اليوم أحداث متشابهة، ولكنها ذات عِبر عميقة شديدة التأثر، داخل غرفة الكيماوى تجد مريضات كلًا منهن تواسي الأخرى، تتبادلن  كلمات النصائح والتشجيع، تسمع كل منهن قصص الأخريات فتحمد الله على ابتلاءه واختباره لها، أما ملكات الرحمة الممرضات تقوم بعملها بمنتهى الدقة والجدية والبساطة والبشاشة، ومرافقات تتبادل خدمة المريضات من تقديم الماء للشرب والعصائر وملاحظة انتهاء المحلول من القوارير، مساعدة احدى المريضات في الوصول إلى المرحاض.

على الرغم من كثرة سماع آهات الآلام من شدتها، إلا أنها مصاحبة دعوات بالشفاء للحاضرين وغيرهم بظهر الغيب، هذا ما يحدث داخل غرفة الكيماوى وخلف بابها المغلق.

التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::

مشاهدة خلف الباب المغلق حكايات التعب والشفاء في غرفة الكيماوي

يذكر بـأن الموضوع التابع لـ خلف الباب المغلق حكايات التعب والشفاء في غرفة الكيماوي قد تم نشرة ومتواجد على اليوم السابع وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، خلف الباب المغلق.. حكايات التعب والشفاء في غرفة الكيماوي.

في الموقع ايضا :

الاكثر مشاهدة ترفيه و منوعات
جديد الاخبار