ولعل الاستعدادات العسكرية بداية من الأنفاق المعقدة التصميم، ومتنوعة الأهداف من أنفاق دفاعية إلى أخرى هجومية وثالثة للإعاشة ورابعة للتصنيع العسكري وخامسة متخذة كمخازن عتاد وذخيرة، لهي شاهد على هذا الاستعداد لمعركة فاصلة عرفت المقاومة أنها ستأتي لا محال، وعليه فإن التحصينات كانت جزءا من هذا التخطيط، لكن أضف إلى ذلك عمليات التطوير العسكري رغم الحصار وقلة المورد والمواد، حتى إن المعركة السيبرانية التي سبقت المعركة والممتدة خلالها لهي شاهد على هذا الإعجاز البشري الذي حققته المقاومة خلال السنوات الماضية.
وفوق كل ذلك فإن إعداد الفرد المقاتل هو أهم كل هذه العناصر، والفرق في ذلك واضح، بين المقاتل في صفوف المقاومة، الذي يقاتل بأقل إمكانيات وبين الفرد في جيش الاحتلال المدرع والمجهز بكل أنواع الحماية والتسليح، فالأخير يملك من العتاد والتكنولوجيا، وتصاحبه أعلى أنواع التكنولوجيا من طائرات مروحية وطائرات مسيرة وطائرات تجسس وأقمار صناعية، لكنه بمجرد المواجهة يهرب، ويفر، ولطالما نقلت المقاطع المصورة صراخ جنود الاحتلال عند المواجهة، لذا فإن إعداد الفرد هو أهم ما أعدت المقاومة لمواجهة الاحتلال.
في كل جيوش العالم هناك إدارة متخصصة للتوجيه المعنوي تكون دورها في الغالب الإعداد المعنوي والتأهيل النفسي وتنمية مشاعر الولاء والانتماء بين أفراد جيشها بما يمكنهم من تنفيذ مهامهم وواجبـاتهــم بكفاءة عالية، ولأن فلسطين أرض رباط فإن هذه المعاني تعدت أفراد المقاومة لتشمل إعداد حاضنة شعبية واعية محصنة تعرف واجباتها تجاه قضيتها المركزية، القدس، وواجباتها تجاها الأرض التي يعيشون عليها، ولعل الوضع في الضفة الغربية والمهان الذي كان يعيشه أهلها قبل أن يختاروا خيار المقاومة، على قدر المستطاع، لكان شاخصا أمام أعين أهالي غزة، فسهل الأمر على المقاومة في بث روح المقاومة والصمود في نفوس المدنيين، وجعلهم يرفضون المآلات التي قد يجلبها سلام زائف.
على إثر نتائج الانتخابات التشريعية في 2006 وفوز حركة حماس بالأغلبية، ثم سيطرتها على قطاع غزة في 2007 وسعت الحركة إلى جانب بناء قدرتها السياسية والإدارية والعسكرية، إلى بناء محددات المجتمع الذي سيتم إدارته، فتوسعت في بناء المساجد ودور تحفيظ القرآن، وأولت الأنشطة التربوية للنشء أهمية قصوى، وأنفقت عليه من غير تقطير، وعلى مستوى المساجد اهتمت بالدعاة، وشجعت على حفظ القرآن والأحاديث في، وأعطوا الأولوية في نشاطهم للنضال ضد الاحتلال والتوعية به على المستوى الديني أو التوعوي السياسي عبر كل المنابر المتاحة، على قاعدة المزج بين الدين والوطنية، وغيروا النظرة العامة لحركتهم المبنية على منهج الإخوان المسلمين، وطرحوا منهجا جديدا يمزج بين النهج الإصلاحي المعروف عن جماعة الإخوان المسلمين، وذلك النهج المقاوم الذي يطلبه الظرف والمكان.
لا يمكن لهذه العناصر المسلحة تسليحا خفيفا أن تقاوم تكنولوجيا الاحتلال، ومعها خمس دول غربية، ومن ورائهم عشرات الدول سوء بالسلاح أو المال أو الدعم السياسي، إلا بحاضنة شعبية صابرة صامدة ارتضت الجوع والقتل والتشريد على أن تبيع شرفها المتمثل بالمقاومة، فهنيء ما زرعت حماس، وتحصد ثماره تأييدا وصبرا من شعب أعجز الكلمات عن وصفه، وأعجز التاريخ فأوقف عقاربه، وجعل المستقبل أصعب على الأجيال القادمة بهذه التضحيات والثبات.
الجزيرة - ياسر عبدالعزيزكلمات دلالية :
تابعو الأردن 24 علىالتفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::
مشاهدة أسرار من استعداد المقاومة لطوفان الأقصى
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ أسرار من استعداد المقاومة لطوفان الأقصى قد تم نشرة ومتواجد على جو 24 وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، أسرار من استعداد المقاومة لطوفان الأقصى!.
في الموقع ايضا :