في اليوم التالي الموافق 19 سبتمبر/أيلول، شنَّت إسرائيل الغارات الأكثر كثافة على لبنان منذ بدء الحرب على غزة قبل نحو عام، وربما تكون هي الغارات الأشد وطأة منذ سنوات طويلة وفق تأكيدات مصادر لبنانية لوكالة "رويترز".
استمر القصف يوميا بلا توقف منذ ذلك الحين، وفي يومي الأحد والاثنين 22 و23 سبتمبر/أيلول، أصبحت الغارات أكثر غزارة وعنفا، وأعلن جيش الاحتلال أن المقاتلات هاجمت نحو 1300 هدف لحزب الله في الجنوب والشرق اللبناني. وجاءت هذه الخطوات التصعيدية متسقة مع تصريحات القادة الإسرائيليين والتحركات المتزامنة لجيش الاحتلال باتجاه الجبهة اللبنانية التي تسارعت خلال الأسبوعين الأخيرين.
تجمع الناس خارج مستشفى حيث أصيب أكثر من 1000 شخص، بما في ذلك منتسبون لحزب الله ومدنيون ومسعفون، عندما انفجرت أجهزة النداء التي يستخدمونها للتواصل في جميع أنحاء لبنان (رويترز)
إلى جانب هذه الوحدات، يضم جيش الاحتلال الفرقة 91، وهي الفرقة الرئيسية المسؤولة عن تأمين الحدود الإسرائيلية مع لبنان، فضلا عن القوات الاحتياطية لهذه الوحدات.
تطرح هذه التحركات تساؤلات حول مستقبل الصراع على الجبهة اللبنانية خلال الأيام والأسابيع التالية، ويخشى مراقبون أن تفجيرات البيجر كانت مقدمة إسرائيلية تهدف إلى إرباك حزب الله قبل تنفيذ سيناريو اجتياح شامل للجنوب اللبناني، وربما للبنان بأكمله بما يشمل العاصمة بيروت كما يطالب الجناح الأكثر تعصبا في حكومة وجيش الاحتلال، وهو ما يُنذر باندلاع حرب إقليمية تتجاوز حدود لبنان نفسه كما يرجّح خبراء.
طريقتان للحرب
تعني الحرب المحدودة استمرار الصراع دون مستوى الحرب الشاملة، ولكن مع وجود ضربات إسرائيلية دقيقة تستهدف باستمرار قدرات حزب الله البشرية والمادية وبنيته التحتية، ومع توالي ردود أفعال الحزب على الضربات، تتطلب هذه الخطة استمرار وتيرة الضربات الإسرائيلية بمعدل زمني وقوة متناسبين، ويضمنان أن يكون فارق الخسائر في صالح إسرائيل وليس في صالح حزب الله.
في المقابل سيستمر الحزب في المقاومة وإطلاق صواريخه على البنية التحتية العسكرية الإسرائيلية عبر الحدود بشكل يتناسب مع حجم الضربات الإسرائيلية، سواء بالضرب في العمق بالصواريخ ذات المدى المناسب، أو عبر شن هجمات بالصواريخ وقذائف الهاون على المواقع الإسرائيلية القريبة من الحدود، أو استهداف الدبابات الإسرائيلية القريبة، على أن تُعاير الهجمات بدقة بحيث لا تتخطى السقف الذي يدفع إسرائيل إلى تخطي الحاجز الفاصل بين الضربات الموجَّهة والمواجهة الشاملة.
لكن بعض المحللين يعتبرون أن ذلك قد يكون رهانا خاسرا، لأن من الصعب التنبؤ بالطريقة التي يتصرف بها اللبنانيون حين يعتقدون أن بلادهم تتعرض لحرب من قِبَل إسرائيل.
ويُعد تحقيق هذا الهدف أيضا بعيد المنال، في ظل التشابك بين الجبهتين منذ بدأت الحرب، والثمن السياسي والعسكري الباهظ للتراجع في الوقت الراهن. وقد خرج الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بنفسه مؤخرا لوأد هذا السيناريو في مهده، مشددا أن جبهة لبنان سوف تظل مرتبطة بجبهة غزة "مهما كانت الخسائر والتضحيات".
حرب شاملة.. الضربة الأولى
ورغم أن إسرائيل ستستهدف قيادة حزب الله والمواقع العسكرية في بيروت وفي وادي البقاع، فمن المرجح أن تركز معظم جهودها على وجود حزب الله بالقرب من الحدود، ومحاولة دفع مقاتليه بعيدا عنها، ربما إلى الجانب الآخر من نهر الليطاني، الذي يبتعد عن حدود الاحتلال مسافة نحو 30 كيلومترا.
وفي حال صحَّت هذه التوقعات، فمن المتوقع أن ينفذ سلاح الجو الإسرائيلي ضربات على مواقع إطلاق وتخزين الصواريخ ومراكز القيادة وشبكات النقل مستخدما الذخائر الموجَّهة بدقة، وربما تكون تلك الضربات الجوية مصحوبة بهجمات صاروخية من البحر اعتمادا على البيانات الاستخباراتية القادمة من المسيرات والأقمار الصناعية والمصادر الأرضية، لتحديد مستودعات الصواريخ وقاذفاتها ومراكز القيادة التابعة لحزب الله.
لكن هل ستنجح هذه الضربات في هدفها؟ يكمن جزء كبير من قدرة حزب الله على محاربة خصم أقوى في العدة والعتاد في قدرته على استخدام تكتيكات مرنة، فمثلا مع حملة قصف جوي على منطقة ما تتمكن القوات المدافعة من خفض استخدام نقاط التفتيش وتقليص حركة القوات على الأرض، ويمكن للقوات أن تتخذ تشكيلات مختلفة في وقت قصير بناء على المعلومات المتاحة.
في الحقيقة، تدرك إسرائيل مزايا المرونة الفائقة التي يتمتع بها حزب الله حتى تحت أشرس الضغوط.
اعتمد التقرير على التقديرات التي أشارت إلى أن حزب الله أطلق خلال حرب 2006 التي استمرت 34 يوما نحو 4000 صاروخ، أي بمعدل يومي بلغ 117 صاروخا، ثم قيست معدلات تلك الضربات وقورنت بما يمتلكه حزب الله في ترسانته الصاروخية حاليا.
في عام 2006، كانت حيفا، ثالث أكبر مدينة في الأراضي المحتلة، في مرمى صواريخ حزب الله، وهذه المرة من المتوقع أن تصل هذه الصواريخ إلى عمق أكبر داخل إسرائيل.
وفي هذا السياق سيحاول حزب الله تخفيف وتيرة الضربات الجوية عليه عبر توجيه الصواريخ الثقيلة والدقيقة نحو مسارات إقلاع الطائرات الحربية الإسرائيلية.
وفي النهاية، ورغم تمتع إسرائيل بتفوق جوي كبير حتى في وجود منظومات حزب الله الدفاعية، فإن هذه الدفاعات النشطة سوف تؤخر انتشار قوات جيش الاحتلال بريا بشكل كبير.
تكتيكات "التخريب"
ويبدو أن الاحتلال يخطط لاتباع نمط "تخريب" شبيه، وهو أمر غير مألوف في الحروب النظامية، ويخبرنا به تصريح عضو مجلس الوزراء الإسرائيلي السابق بيني غانتس خلال الأسبوع الثالث من شهر سبتمبر/أيلول الحالي حينما قال: "يمكننا أن نُغرق لبنان بالكامل في الظلام ونفكك قوة حزب الله في غضون أيام".
في الواقع، فإن هجمات البيجر تعطينا لمحة عن تكتيك مختلف للحروب غير المتكافئة من المرجح أن تستخدمه قوات الاحتلال في هذه الحرب.
وبحسب موقع "المونيتور" الأميركي، فإن خطة الاحتلال الأصلية كانت تقضي بتفجير الأجهزة في حال اندلاع حرب شاملة مع حزب الله من أجل تحقيق تفوق إستراتيجي عن طريق ...
التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::
مشاهدة عاجل هل بدأت حرب لبنان الثالثة ولأي مدى ستتسع خطوط النار
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ عاجل هل بدأت حرب لبنان الثالثة ولأي مدى ستتسع خطوط النار قد تم نشرة ومتواجد على جو 24 وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، عاجل - هل بدأت حرب لبنان الثالثة؟ ولأي مدى ستتسع خطوط النار؟ .
في الموقع ايضا :