توفيت ممرضة بريطانية، سوزان ماكغوان (58 عاماً)، في حادثة أثارت القلق حول استخدام علاج السمنة "مونجارو"، وهو الاسم التجاري لمادة "تيرزباتيد". هذا الربط يأتي بعد أن تناولت ماكغوان جرعتين من هذا العلاج، في وقت أعلنت فيه الحكومة البريطانية في أكتوبر 2024 عن خطتها لاستخدام حقن إنقاص الوزن على نطاق واسع لمكافحة ظاهرة السمنة، التي تؤثر على الاقتصاد وتضغط على النظام الصحي.
أثارت وفاة ماكغوان ضجة في المملكة المتحدة، خاصة مع الموافقة الحكومية على استخدام حقن إنقاص الوزن كجزء من جهود مكافحة السمنة والأمراض المرتبطة بها مثل السكري وارتفاع ضغط الدم. رحيلها جاء كتحذير حول الأبعاد الصحية لهذا الاتجاه الحكومي، الذي يتضمن استثمار حوالي 280 مليون جنيه إسترليني في دعم انتشار حقن "مونجارو". وفقًا للتقارير، كانت ماكغوان تعاني من اضطرابات شديدة في المعدة والأمعاء، التي يُعتقد أنها سببتها حقن التخسيس.
وقبل أيام من الحادثة، كشفت الممثلة المصرية هند عبد الحليم عن تجربتها مع آثار جانبية مشابهة، حيث عانت من شلل مؤقت في المعدة نتيجة استخدام حقن التخسيس. لم تكن هذه الحالة فريدة من نوعها، إذ حذر العديد من المشاهير من المخاطر المحتملة المرتبطة بهذه العلاجات، رغم الفوائد المعلنة في علاج السكري والسمنة.
أفادت شهادة وفاة ماكغوان بأنها توفيت نتيجة فشل أعضاء متعددة، صدمة إنتانية، والتهاب البنكرياس، حيث ساهم استخدام "تيرزباتيد" بشكل أساسي في حالتها.
عقار "مونجارو"، الذي طورته شركة "إيلاي ليلي" الأميركية، يتميز بفعاليته في خفض الوزن، وقد تم الترويج له كحل لمشكلة السمنة. في أكتوبر، أعلنت الحكومة البريطانية عن شراكة مع "إيلاي ليلي" لاستثمار 279 مليون جنيه إسترليني في المملكة المتحدة لدعم استخدام هذا العلاج. وأكد رئيس الوزراء كير ستارمر أن "مونجارو" سيكون مفيدًا للأشخاص الذين يرغبون في إنقاص الوزن، مما يساعد أيضًا على تعزيز الاقتصاد.
تجري حاليًا تجربة سريرية في مانشستر تستمر لمدة خمس سنوات لتقييم تأثير هذا العلاج في الحياة الواقعية، بمشاركة ثلاثة آلاف شخص يعانون من السمنة. وفقًا لوزير الصحة ويس ستريتنغ، تكبدت هيئة الخدمات الصحية الوطنية نحو 11 مليار جنيه إسترليني سنويًا بسبب السمنة.
تخضع استخدامات هذا الدواء الجديد لمراقبة دقيقة لتحديد المخاطر المحتملة، وأكدت وكالة تنظيم الأدوية البريطانية أن هناك متابعة مستمرة لسلامة هذا العلاج.
التحديات المرتبطة بالسمنة
تشير الأرقام إلى أن 26% من البالغين في إنجلترا يعانون من السمنة المفرطة، و38% يعانون من زيادة الوزن، مما يجعل هذه القضية واحدة من أعلى المعدلات في أوروبا. على الرغم من الفوائد المعلنة لعلاج "مونجارو" في خفض الوزن، فإن هناك تحذيرات من الآثار الجانبية، بما في ذلك حالات شلل المعدة.
أهمية النظام الغذائي
تؤكد الخبراء على أهمية اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن بالتوازي مع استخدام حقن إنقاص الوزن. إذا لم يتم الالتزام بنظام غذائي سليم، فقد تحدث آثار صحية سلبية، تؤثر على وظائف المعدة. يُشدد على ضرورة التركيز على تناول ثلاث وجبات رئيسية تشمل الخضروات والفواكه، مع أهمية الطهو المنزلي لضمان التغذية السليمة.
تُعتبر هذه الأحداث بمثابة دعوة للتفكير في المخاطر المرتبطة بعلاج السمنة، وأهمية المراقبة الدقيقة واستخدام العلاجات الجديدة بشكل مسؤول.
برس بي - زينب ياسر 
في الموقع ايضا :