الفوز الذي سجّله دونالد ترامب وحزبه الجمهوري في الانتخابات الأخيرة، لم يهبط بردًا وسلامًا على طهران، بل زاد الطين بِلّةً، لأنه جاء "كاسحًا، وأنه أتاح لخصمها اللدود، فرصة السيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب، حيث لا شعبية كبيرة لطهران في هاتين "الغرفتين"، والأهم من هذا وذاك، أنه جاء في لحظة إستراتيجية، غير مواتية لطهران، بعد أن أخذ نفوذها الإقليمي بالاهتزاز في ساحاته الإقليمية الرئيسة، بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، وبالأخص بعد اندلاع الحرب على جبهة لبنان.
ارتفع التضخم بمعدلات قياسية (أكثر من 40 بالمئة)، وفقد "التومان" ثلثي قيمته السوقية، وسُدّت السبل أمام تصدير أكثر من 1.5 مليون برميل من النفط يوميًا، وتعثرت التجارة مع الأسواق العالمية، بعد إخراجها من نظام سويفت، إثر انسحاب إدارة ترامب من اتفاق فيينا النووي في العام 2018، وقبل أن يختتم ولايته، بقرار استهداف رجلها الأول في الإقليم: الجنرال قاسم سليماني في يناير/ كانون الثاني 2020.
يعني ذلك، من ضمن ما يعني، أن تفعيل سلاح العقوبات، ليس السيناريو الأخطر الذي يقض مضاجع طهران، التي كانت تتهيأ لتوجيه ضربة عقابية لإسرائيل على عدوان السادس والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ودائمًا في سياق لعبة "الردود والردود المضادة" التي انخرط فيها البلدان منذ ضرب القنصلية الإيرانية في دمشق مطلع أبريل/ نيسان، والرد الإيراني في أواسطه، وما أعقب الواقعتين من ردود متبادلة، توجت قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية بعشرة أيام، بعدوان إسرائيلي واسع – نسبيًا – ضد منشآت دفاعية وصاروخية في العمق الإيراني.. سيناريو "يوم القيامة" هو الأشد هولًا وتهديدًا لمصالح إيران الإستراتيجية ولأمنها واستقرارها وسلامة أراضيها، من أي سيناريو آخر.
لقد بلغ التهديد الإيراني بضربة "مؤلمة" و"واسعة" لإسرائيل ذروته خلال الأسابيع الفائتة، ولم يتأخر مسؤول إيراني واحد، سياسيًا كان أم عسكريًا، عن الإدلاء بدلوه في إطلاق التهديدات "المزلزلة"، قبل أن تعود "نبرة" الخطاب الإيراني، للتراجع قليلًا للوراء، بعد أن أخرجت صناديق الاقتراع الأميركي ما في جوفها، فغابت هذه المفردات عن القاموس الإيراني، أو انسحبت من التداول بشكل ملحوظ، حتى إننا لم نعد نسمع في إسرائيل، أنباء عن "الاستعدادات" و"أعلى درجات اليقظة والاستنفار"، كما كان عليه الحال، قبل الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني.
على أن التعبير الأوضح عن التغير في نبرة الخطاب الإيراني، إنما جاء على لسان علي لاريجاني، كبير مستشاري المرشد الأعلى، الذي سبق أن شغل موقع رئيس البرلمان، وقدّم نفسه للانتخابات الرئاسية، دون قدر من التوفيق.. فقد أجملت تصريحاته خلاصة الشعور المهيمن على الطبقة الحاكمة في إيران، حين شدد على وجوب اتباع "أقصى درجات العقلانية" والابتعاد عن الردود العاطفية "غير المدروسة"، عند مناقشة الرد الإيراني على الهجوم الجوي الإسرائيلي الأخير على بلاده.. مثل هذه النبرة، لم تتسيّد الخطاب الإيراني من قبل، ولا شك أنها تلحظ "عامل التغيير الجديد – Game Changer" الذي دخل على حسابات السياسة الإيرانية، وأعني به، "عودة ترامب".
عرقجي، تحت قيادة كمال خرازي، في المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية، قاد حوارات وطنية وإقليمية، تحت عنوان "مراجعة العقيدة النووية لإيران"، بدا معها أن طهران، قد قررت الانخراط في بناء مشروع إستراتيجي للردع المتبادل مع إسرائيل، وأنها ستتخطى العتبة وستنضم لعضوية "نادي الدول النووية".
معنى ذلك أيضًا، أن طهران ستتعامل بأقصى درجات الحيطة والحذر مع محاولات نتنياهو وإسرائيل، جرّ الولايات المتحدة، تحت قيادة ترامب، لتوجيه ضربات "قاتلة" لبرنامجيها النووي والصاروخي، وأنها تخشى أن يجد رئيس وزراء إسرائيل، عند إدارة ترامب، ما لم توفره له إدارة بايدن – هاريس المرتحلة، وترامب على أية حال، لم يكتفِ بالتلويح بحزمة جَزر لإيران، بل أشهر في وجهها هراواته الثقيلة إن هي لم تلتزم الابتعاد عن "القنبلة"، وتعود للانتظام في حظيرة ما يسمى بـ"المجتمع الدولي".
وكان لافتًا جدًا، أن هجوم السلام الذي استقبلت به طهران ترامب العائد إلى البيت الأبيض، قد اتخذَ مسارات متعددة وسريعة، وقبل أن يمضي أسبوع واحد فقط على فوز ترامب "المظفّر"، منها ما يتردد عن انتعاش مبكر لخطوط التواصل الخلفية مع إدارة ترامب، عبر القنوات التقليدية (مسقط، الدوحة وبغداد)، ومنها "هجوم السلام" على الدول الخليجية وجوارها، وبالأخص، المملكة العربية السعودية، إن لم يكن بهدف قطع الطريق على مشاريع سابقة ارتبطت باسم ترامب مثل مشروع "ناتو شرق أوسطي"، وتحالف إقليمي بقيادة إسرائيل لمواجهة إيران، فأقله لضمان حياد أجوائها وممراتها، حال اندلاع موجة جديدة من المواجهات مع إسرائيل والولايات المتحدة، إن هبّت الريح بخلاف ما تشتهي السفن الإيرانية.
والأهم أن "الدبلوماسية الدفاعية" كانت جزءًا من هذا النشاط، في سابقة تاريخية نادرة الحدوث، وليس مستبعدًا على الإطلاق، كما تقول مصادر مطلعة، أن تنضم الرياض إلى "القائمة القصيرة" من العواصم، التي نشطت على خط الوساطة بين واشنطن وطهران، وأن يكون لها دور ريادي متميز.
التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::
مشاهدة عاجل طهران تستقبل ترامب بـيد ممدودة وهجوم سلام
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ عاجل طهران تستقبل ترامب بـ يد ممدودة و هجوم سلام قد تم نشرة ومتواجد على جو 24 وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، عاجل: طهران تستقبل ترامب بـ"يدٍ ممدودة" و"هجوم سلام".
في الموقع ايضا :