استعرض المقطع على وجه التحديد منشأة عسكرية أطلق عليها الحزب اسم “عماد 4″، وهي واحدة من بين سلسلة منشآت محصنة شُيدت داخل أنفاق ضخمة بما يكفي لأن تستوعب الشاحنات الكبيرة ومركبات الدفع الرباعي والدراجات النارية، كما نُصبت على فوهاتها منصات لإطلاق الصواريخ الباليستية. وسُميت هذه المنشأة تيمنًا باسم عماد مغنية، القائد العسكري البارز في حزب الله الذي اغتالته إسرائيل عام 2008 بسيارة مفخخة.
وخلص العديد من تلك التحقيقات إلى أن الأنفاق كانت ورقة حزب الله الرابحة التي مكنته من مواجهة التفوق التكنولوجي الإسرائيلي وتفادي القصف الجوي، وهو ما يجعل “تكتيك الأنفاق” يحوز انتباها متزايدا خلال الحرب الحالية، فارضا العديد من الأسئلة مثل: ما مدى تطور شبكة أنفاق حزب الله؟ وكيف يستخدمها الحزب في مواجهة إسرائيل؟ وهل يمكن أن تكون أداة حاسمة في مواجهة التوغل البري؟
بنية أنفاق حزب الله
ويعني بهذا أن إسرائيل طالما احتفظت لنفسها بحق السيطرة المطلقة على المجال الجوي للأراضي المحتلة، اعتمادا على التفوق التقني والتكنولوجي، وهو ما تسبب في دفع المقاومة إلى إتقان فنون القتال تحت الأرض، من خلال استغلال المجال الحيوي في جوف الأرض وتحويله إلى أداة عملياتية في مقابل التفوق الجوي، وهو ما حدث بالفعل سواء في غزة أو الجنوب اللبناني.
منذ ذلك الحين، تصاعد اهتمام الباحثين بدراسة شبكة “أنفاق حزب الله”، إلا أن المعلومات الدقيقة عن طول وعمق ومساحة هذه الأنفاق، بطبيعة الحال، بقيت شحيحة إلى حد كبير، لكن استنادًا إلى البيانات والدراسات المتاحة، يتراوح عمق هذه الأنفاق بين 40 و60 مترًا تحت الأرض، ويصل طول بعضها إلى 45 كيلومترا.
ويبدو أن الأنفاق كانت إحدى مرتكزات هذه الخطة الدفاعية، وفقًا لما جاء في دراسة أعدها مركز أبحاث ألما الإسرائيلي، ونشرت عام 2021 بعنوان “أرض الأنفاق”.
ويُعتقد أن أنفاق حزب الله تشبه مدنًا عميقة تحت الأرض، فهي حقا “مدن الصواريخ” كما أشارت إليها السفارة الإيرانية في لبنان تعليقًا على فيديو المنشأة “عماد 4”.
وبحسب تقرير مركز ألما الإسرائيلي، تربط شبكة الأنفاق بين 3 مراكز عملياتية مهمة، هي مقر حزب الله الرئيسي في ضاحية بيروت، والمواقع الدفاعية في الجنوب اللبناني، ومركز العمليات اللوجستية في منطقة البقاع.
ولم تظهر هذه الأنفاق المعقدة بين يوم وليلة، بل شُيّدت وتطورت على مدار 4 عقود تقريبا، إذ تشير عدة دراسات من بينها دراسة نشرها معهد دراسات الحرب الحديثة في شباط 2024 إلى أن حزب الله قد شرع في بناء شبكة أنفاقه منذ النصف الأول من الثمانينيات، في أعقاب الاجتياح الإسرائيلي للأراضي اللبنانية عام 1982 واحتلال الجنوب اللبناني؛ مما دفع الحزب إلى إطلاق موجات مقاومة شرسة استخدم فيها شبكة أنفاق بدائية للقيام بكمائن نوعية، حتى أجبر الاحتلال على الانسحاب من جنوب لبنان عام 2000.
تأثير الأنفاق
ويشير إيال وايزمان في كتابه السابق الذكر، إلى أن الحفار الواحد في غزة يستطيع أن ينجز 12 مترًا في اليوم بأدوات يدوية بسيطة، في حين يحتاج حزب الله إلى آلات حفر ثقيلة هيدروليكية، ويستغرق العمل في النفق الواحد عدة شهور، وعلى الرغم من هذه الصعوبات؛ فإن ذلك يجعل أنفاق حزب الله أكثر تحصينًا وأكثر صلابة أمام محاولات التدمير.
يقول وايزمان: “كان هناك لبنان الأعلى الذي سيطر عليه الجيش الإسرائيلي بتفوقه الجوي المعهود، ولبنان الأسفل الذي يسيطر عليه حزب الله من تحت الأرض”، مشيرًا إلى أن شبكة الأنفاق أثبتت لدولة الاحتلال الإسرائيلي أن حالة “الإغلاق المحكم” التي أنفقت عليها أكثر من 3 مليارات دولار لبناء الحواجز والأسوار والحدود ليست إلا وهما، وكانت كلها قابلة للاختراق عن طريق فضاءات جوف الأرض الخارجة عن سيطرتها، ولهذا هزم عمال الأنفاق في حرب تموز سادة المجال الجوي، بحسب وايزمان.
كذلك، ساعدت الأنفاق قوات حزب الله في ذلك الوقت على إخفاء نحو 1500 منصة لإطلاق الصواريخ، كان من الصعب على سلاح الجو الإسرائيلي تحديد مواقعها، لا سيما أن نظام تحديد المواقع العالمي لا يعمل تحت الأرض، وعادة ما تلجأ قوات المقاومة إلى رسم الخرائط اليدوية والاعتماد على البوصلات في تحركاتها.
وفي ورقة بحثية صدرت في نيسان عام 2014، أعدها فريق تقييم التهديدات المختص بدراسة بيئة العمليات المعقدة والتهديدات التابع للجيش الأميركي (CTID)، أشار الفريق إلى أن الأنفاق أدّت دورًا حاسمًا في انتصار حزب الله في حرب 2006، واعتبر أن الأنفاق كانت العنصر الرئيسي في خطة حزب الله الدفاعية، وأنهم عملوا على استغلال هذه البيئة الجوفية إلى أقصى درجة في معاركهم؛ مما وفر مستوى عاليا من الحماية ضد الأسلحة والأساليب الاستخبارية الحديثة في جمع المعلومات، كما كانت الأنفاق قادرة على تحمل القصف الجوي والمدفعي، والنتيجة أن الجيش الإسرائيلي عجز عن تحقيق أهدافه المعلنة من الحرب، وأهمها نزع سلاح حزب الله وتدمير قدراته.
وأضاف بريك أن الجيش الإسرائيلي الذي عانى من التدهور مدة 20 عامًا لا يمكن أن يكون جاهزًا لخوض مثل هذه المعركة، وحتمًا سيغرق في حرب استنزاف لا نهاية لها في مستنقع الشمال.
لكن ثمة من يشككون في قدرة جيش الاحتلال عمليا على الوصول إلى هذا، ومنهم أندرياس كريغ الأستاذ المساعد في قسم دراسات الدفاع في كلية كينجز كوليدج بلندن، الذي يرى أن مسألة تدمير البيئة الجوفية لحزب الله ليست بالسهولة المتصورة، وحتى وإن اكتشف الجيش الإسرائيلي بعضا من هذه الأنفاق فإن ذلك لا يعني أنه سينجح في اكتشاف الباقي، حيث لا يوجد نفقان متماثلان في الطبيعة أو الحجم، كما أن أغلب الأنفاق تستمر في أداء مهمتها بفعالية رغم القصف الجوي.
لهذه الأسباب، ربما تلجأ قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى العمل وفقًا لإستراتيجية جديدة، لا تسعى خلالها لتدمير الأنفاق بقدر ما تبغي السيطرة عليها واستخدامها ضد مقاتلي الحزب نفسه، وهذا ما أشار إليه أيضا تقرير معهد الحرب الحديثة التابع لأكاديمية ويست بوينت الأميركية، قائلًا إن جيش الاحتلال لديه الرغبة في استخدام أنفاق حزب الله لنقل مدرعاته وجنوده والاستفادة من مزايا التخفي والتنقل بأمان في ساحة المعركة، إلا أن اتباع هذه الإستراتيجية أشد تعقيدا؛ لأنها تستلزم أولًا العثور على الأنفاق ومن ثم السيطرة عليها، وهو أمر قد يكون مستحيلا في ضوء ما نراه من أداء ميداني.
ويشير كريغ إلى نقطة أخرى بالغة الأهمية وهي أنه على الرغم من كون الأنفاق تمثل إحدى نقاط قوة حزب الله، فإنها ليست نقطة قوته الوحيدة، فالحزب اليوم لم يعد مجرد جماعة مسلحة صغيرة كما كان الحال في حرب تموز 2006، بل أصبح شبيها بجيش نظامي مكون من أكثر من ...
التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::
مشاهدة تقرير مثير عن ldquo أنفاق حزب الله rdquo هذا ما تسعى إليه إسرائيل بشأنها
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ تقرير مثير عن أنفاق حزب الله هذا ما تسعى إليه إسرائيل بشأنها قد تم نشرة ومتواجد على سما عدن الإخبارية وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، تقريرٌ مثير عن “أنفاق حزب الله”.. هذا ما تسعى إليه إسرائيل بشأنها.
في الموقع ايضا :