"السردية التاريخية الوطنية" توضع على طاولة تشريح أكاديميّين مغاربة ...المغرب

اخبار عربية بواسطة : (هسبريس) -

في مستهلّ الجلسة الافتتاحية لليوم الدراسي، قال رحال بوبريك، مدير المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب، إن هذا البرنامج حول “السردية التاريخية الوطنية” جزء من مشروع سيمتد لأربع سنوات؛ وهو “شبه ورشة”، يروم تقديم “مداخل للفهم”، ولذا تُطرح اليوم “بعض الأسئلة والمقدمات لإثراء برنامج المعهد”، علما أن “موضوعا كهذا يتطلب تعدد التخصصات والمقاربات”.

وتابع: “الحركة الوطنية” عرفت “ولادة مفهوم جديد للوطنية وتعزيز الانتماء إلى أمة موحدة، وميلاد نخبة سياسية جديدة تختلف عن نخبة مغرب ما قبل الحماية (…) وتعززت السردية في مرحلة الاستقلال والدولة الوطنية”، عبر المدرسة مثلا “لتشكيل الوحدة وتعزيزها ونقل القيم الجماعية، التي لا تظل ثابتة بل تتغير مع الوقت مواكبة لتحديات الأمة”.

السردية والموضوعية

تساءل الطيب بياض، الأستاذ بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان: “كيف نكتب عن الشخصية المغربية أو الذات بموضوعية؟”، مردفا: “شئنا أم أبينا نؤسس خطابا جديدا للسردية الوطنية، بناء على تراكمات طبعا، وعلينا الاستئناس بكيفية كتابة سرديات أخرى”.

وتوقف بياض عند “التجربة الأمريكية في كتابة السردية التاريخية الوطنية، لا للاستئناس فقط، بل لمواجهة الانحباس النفسي للباحث، باستحضار سرديات نُسجت في تجارب تاريخية معقدة، ومع ذلك حققت الالتفاف حولها والثقة”، مع توفير “السماد العلمي الضروري بنوع من المصداقية الموضوعية، لبناء السردية”.

ويعكس هذا التاريخ “مسارا ذاتيا بُني على أنقاض الذوات الأخرى (…) وتُرى فيه فضائح الداخل مثل زمن الرئيس نيكسون خافتة في خلفية السردية الأمريكية: البلد الذي يحقق الأحلام”، وفي هذه الولايات المتحدة “بيعت أوهام عديدة، مثل الرجل العصامي، والسوق الحر، وبوثقة الانصهار… وشعارات أخرى ظلت مسلمات، وصارت مهيمنة على الشخصية الأمريكية”.

واهتمت مداخلة المؤرخ ذاته أيضا بسرديات “التاريخ القديم لفرنسا”، أو “فرنسا قبل فرنسا”، والنقاشات المنبهة إلى حاجة التمييز بين “الوطنية” و”إرهاصات الوطنية”.

ولا يكفي في كتابة السردية الوطنية قول إن “لدينا جمجمة أقدم إنسان عاقل في العالم”، بل تقتضي الانتباه إلى أن بجبل إيغود، أي مكان الاكتشاف، “طبقات وترسّبا حضاريا (…) وتطورا بيولوجيا”، يقتضي “تتبعا أنثروبولوجيا للتعبيرات الثقافية والرمزية لهذا الإنسان”، كما أن “التأثيرات الأجنبية تسمح للمحلي بالإعلان عن ذاته”، ومما يمكن الاستئناس به “هابيتوس” عالم الاجتماع بيير بورديو، بإخراجه من المدلول الشخصي إلى الجماعي “لفهم النفسانية والسلوك والمعتاد”، والاستئناس باجتهاد الأنثروبولوجي رالف لينتون، “في تمييز الأسس الثقافية للمحيط، والمسارات والإخفاقات في تشكل معالم الشخصية”.

وقال: “الأيقونة معطى مؤسَّس ومبدئيٌّ عند جميع الأمم والدول، ومنها المؤصّل له والمُحدث بعد الاستقلال، والعادة غالبا أنه رجل، انتصر في معركة، لا بانتصار عسكري ضرورة، بل بانتصار لمبدأ، ونجاح في استجماع جميع القوى الوطنية، وقيم الوحدة: مثل الكرم والشجاعة… (…) وحصل على احترام وتقدير داخليا وخارجيا”.

وُقدّم السلطان “إما ببطل التحرير، (لأن بطل الاستقلال تعني حزب الاستقلال)، أو فقيد العروبة والاستقلال، أو أب الأمة. وفي دار صفيح جدي لم يعمد أحد إلى سحب الصورة، لاستبدالها مع عهد الحسن الثاني، وظلت لعقود، وعندما عمل والدي مع المخزن (…) وبنى البيت الإسمنتي، نظّفت جدتي صورة محمد الخامس بعناية، ووضعتها في ركن خاص بالمنزل”.

ومرّت صورة محمد بن يوسف بمراحل، أولاها جاءت “بعد مرحلة طويلة لتبخيس (…) المؤسسة السلطانية، مع سيطرة باحماد وعبد العزيز الذي اعتُبر السلطان الأضحوكة، وعبد الحفيظ الذي تُصوّر بائع أرض الإسلام للنصارى (…) ومولاي يوسف صنيعة الماريشال ليوطي الذي لا نعرف عنه أي شيء (…) ثم وضع بن يوسف لأنه أقل أبناء السلطان كفاءة للحكم وأحاطته الإقامة العامة بشيوخ متملقين مثل الحجوي”.

وفي المنفى، “كان لابن يوسف وقت كاف للتفكير في موازين القوى والعلاقة مع فرنسا، وعَرف بعد ذلك أن من أرجعه هم المعروفون بـ“الدراري” الوطنيون، وعلم أن عليه لعب جميع أوراقه للسيطرة (…) لكنه لم يكن إنسانا عنيفا، وكان هذا من خاصياته. ولم يكن خطيبا، في زمن عبد الناصر وتأميم قناة السويس، وزمن بورقيبة وخطبه، وحزب البعث الذي يجمع الناس، وكان يعلم أن الخطبة هي الديماغوجية وهو لم يكن يريد ذلك (…) لكنه كان حريصا على البروتوكول، ولم يكن يحب أن يقارَن بأحد، والتقى بالقاهرة مع بن عبد الكريم الخطابي وفرض عليه بروتوكولا”.

سرديات الانتماء

قال عبد العزيز الطاهري، أستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن للسردية التاريخية مداخل الذاكرة، والزمن، والشرعية، والهوية.

أما مدخل الزمن فهو “الانطلاق من التأصيل التاريخي للمواضيع المطروقة، مثل البعثة النبوية وتأسيس الدولة الإسلامية في المشرق والفتح الإسلامي بالمغرب، وصولا إلى الأزمنة الراهنة (…) بتقابل بين الزمن السياسي زمن الدولة والرجال العظام، والزمن الاجتماعي؛ فالأول مركزي وشامل وفاعل بشريعته الدينية والرمزية، والثاني محلي، والأول يتدخل ليعيد عقارب الثاني باستعمال السلطة المادية أو الاكتفاء بالسلطة الرمزية، في حالة السيبة أو التمرد”.

أما “مدخل الشرعية”، فسببه “فقدان السيادة”، و”الكتابة الاستعمارية” التي صوّرت المغرب “وقد سكنته قبائل متناحرة تناحرا أبديا في مواجهة المخزن”، الذي صوّرته “مجرد جهاز أجنبي مستبد، وخلية طفيلية لجمع الضرائب وقمع ديمقراطية القبائل”، مع “سرديات الاستعمارين الإسباني والفرنسي بوصفهما وريثَي الاستعمار الروماني”.

في مقابل هذا كانت سردية “شرعية المقاومة الوطنية وريثةً شرعية واستمرارية للمقاومة المغربية عبر التاريخ، بما فيها المقاومة المسلحة قبيل الحماية وبعدها، واستمرارية أضفت شرعية على المقاومة السياسية”.

هذه الشرعية هي التي “ضمنت للمقاومة السياسية التمثيل الحصري للتاريخ المغربي”؛ فالهوية في السرديات التاريخية، خاصة التي كست الحركة الوطنية، قدمت في سرديات “استمرت، وغلب عليها الطابع التراثي، بالتركيز على دور الخلافة الإسلامية، والولاية، والصلاح، والشرف (…) ومنظور الحركة الوطنية اتسم بنوع من التوفيقية (…) والحركة الوطنية لم تحدث قطيعة تامة مع الإسلام في صيغته المحلية بل أعادت قراءته لإكسابه بعدا إصلاحيا يلائم المقاومة السياسة الإسلامية في مواجهة السياسة البربرية الفرنسية بمفهوم قوامه العروبة والإسلام. وفي ...

التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::

مشاهدة السردية التاريخية الوطنية توضع على طاولة تشريح أكاديمي ين مغاربة

يذكر بـأن الموضوع التابع لـ السردية التاريخية الوطنية توضع على طاولة تشريح أكاديمي ين مغاربة قد تم نشرة ومتواجد على هسبريس وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، "السردية التاريخية الوطنية" توضع على طاولة تشريح أكاديميّين مغاربة.

في الموقع ايضا :

الاكثر مشاهدة اخبار عربية
جديد الاخبار