وأثارت هذه الأرقام تحفظ خبراء الاقتصاد العراقي، كونها مغايرة تماماً لما صرح به رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في شباط 2023، حين ظهر عند بداية تسلمه لمنصبه على قناة "العراقية" الرسمية محتجاً على حجم مبيعات مزاد العملة في البنك المركزي العراقي.
وأعرب عن قناعته "إن ذلك يفسر أن العملة كانت تهرب إلى الخارج، وكانت هذه مشكلة مزمنة منذ سنوات"، لافتاً إلى إن هذه الأموال كانت تخرج "بفواتير مزورة".
وهي أرقام تقل كثيراً عن مبيعات البنك المركزي من العملة الأجنبية في 2023 وهو 40.9 مليار دولار، وأقل من مبيعاته عام 2022 التي وصلت إلى 48.5 مليار دولار.
هذه التدفقات المالية والاستيرادية تناولها بحث حمل عنوان "دور مزاد العملة في التدفقات المالية غير المشروعة في العراق" واستنتج أن مزاد العملة كان نافذة أساسية للتدفقات المالية غير المشروعة في العراق. وقال إنه تم من خلاله تهريب أكثر من 132 مليار دولار من إجمالي مبيعات السنوات 2007-2013 البالغة 350 مليار دولار.
استيراد مرعب استثنت الإدارة الأميركية عدداً كبيراً من المصارف العراقية خلال عامي 2022 و2023 من التعامل مع "نافذة بيع العملات الأجنبية" وفرضت عليها عقوبات لشبهات فساد أحاطت بها. وبدء التعامل مع منصة إلكترونية تقوم المصارف برفع طلباتها من الدولار عبرها بالتنسيق مع الجهات الدولية، لغرض إحكام وتنظيم عمليات نافذة بيع وشراء العملة الأجنبية، تضمن فاعلية الرقابة عليها.
ويشير المشهداني إلى أن مركز التجارة العالمي الذي يصدر تقريراً سنوياً عن حجم التجارة: "يتحدث عن 85 مليار دولار هي قيمة الاستيرادات العراقية لعام 2023".
حقيقة أخرى يشير لها المشهداني: "أن الأرقام الحقيقية للاستيراد لا تأتي إلا من خارج العراق عندما تُفصح تلك الدول عن حجم الاستيراد، لنجد أنها أرقام كبيرة ومرعبة".
ويتطابق حديث المشهداني هنا مع تقرير "هيئة النزاهة"، الذي أورد عدة مظاهر لتهريب العملة أهمها تضخيم "الفواتير الخاصة بالاستيرادات السلعية الوهمية" والتي قال إن نسبة المواد الداخلة إلى العراق في عينة من القوائم التي قام التقرير بمراجعتها بلغت 1% فقط.
ورغم تطبيق المنصة الإلكترونية: "لازالت قضية التحويل معقدة جداً من قبل البنك المركزي، ومازالت هنالك فواتير من قبل التجار، ولا زالت هنالك اعتمادات من قبل المصارف تقول بعملية فبركة لهذه الفواتير وتضخيمها، حتى يتم بيع أعلى كمية ممكنة من مبالغ الدولار عن طريق المنصة والبنوك المراسلة".
ويرى هذال أن هذا الرقم: "كبير جداً"، ويبدي قناعته أن هذه الكميات من الدولار "لا تتطابق مع حجم الاستيرادات الفعلية" لافتاً في الوقت نفسه إلى أن "كثير من التحويلات الخارجية والسلع والخدمات المسجلة لا تدخل بصفة اسمها الحقيقي".
غسيل الأموال "انتهى" ويستبعد مستشار رئيس الوزراء للشؤون المالية، مظهر محمد صالح، وجود تهريب أو غسيل أموال من خلال مزاد العملة الأجنبية "لأنه انتهى تقريباً، وأصبحت هناك تعزيزات مالية إلى مصارف مراسلة أمريكية لها القدرة على الامتثال ومراقبة عمليات غسيل الأموال".
ومع ذلك يتفق صالح مع ما ذهب اليه خبراء الاقتصاد "فالعراق لا يحتاج إلى هذه المبالغ الهائلة التي تأتي خلفها قصة أخرى تتعلق بحجم الاستيرادات الكبيرة، وتنوع وتعدد السلع التي يتم استيرادها دون فرض رقابة عليها. خصوصاً السلع الكمالية أو التافهة التي نراها في الأسواق ويتم إنفاق العملة الأجنبية عليها".
أما الفرق بين حجم الاستيرادات التي يتم الإعلان عنها والتي لا تتناسب مع المواد التي يتم استيرادها فيقول أن :"هناك سلع معفية من الضرائب تخص المستثمرين، كما أن هناك سياسة جمركية مختلفة في الإقليم عن باقي انحاء العراق. كما أن هناك بضائع يتأخر وصولها، أو تصل على شكل تدفقات تحتاج إلى فترة زمنية أطول".
بالإضافة إلى "اخضاع المنافذ الحدودية ومعاملتها على انها منطقة واحدة. وهذا كله يحتاج إلى وقت فقد بدء العراق اليوم بخطوات لتحقيق ذلك". ويختم حديثه بالقول: "بتقديري هناك فجوتان الأولى تتعلق بعملية تنظيم نوعية السلع الداخلة للعراق. والثانية تتعلق بتقليص الخروق الجمركية لنحصل على التقديرات الصحيحة لحجم الاستيرادات".
وينوه إلى أن خبراء الاقتصاد "كثيراً ما نادوا بتطبيق هذا النظام وهو معمول به عالمياً لمعرفة الاستيرادات الحقيقة، وما هي الأموال الواجب تسديدها". مع ملاحظة إنه "ليس من المنطقي أن يكون لدينا نحو 60% من التجارة غير منظمة، أي لدينا تجار غير منظمين ولا يمتلكون الصفة القانونية ويضغطون على سعر الصرف الداخلي ويتسببون بارتفاعه وهم المستفيدين من التحويل الخارجي دون أن يمتلكون صفة قانونية".
كما أن هناك "أطرافا سياسية متنفذة متورطة، وبؤر فساد تحتاج محاربتها إلى إرادة سياسية وقوة قرار، مع ملاحظة أن القانون موجود، إلا أنه ليس قوياً بما يكفي بحيث يضرب كبار حيتان الفساد".
التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::
مشاهدة ارتفاع هائل بمبيعات الدولار ماذا يحدث في العراق
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ ارتفاع هائل بمبيعات الدولار ماذا يحدث في العراق قد تم نشرة ومتواجد على Lebanon 24 وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، ارتفاع هائل بمبيعات الدولار.. ماذا يحدث في العراق؟.
في الموقع ايضا :