وباتت مجموعة من المحطات الطرقية، بل ومحطات السكك الحديدية أحيانا، تشكو توافد متسولين بشكل يومي إلى جنباتها من أجل تكرار قصص تكاد تكون موحدة على مسامع المرتفقين بهذه المحطات. لعل من أبرزها ما يدعيه المتسول من كونه عابر سبيل يحتاج ثمن تذكرة العودة، أو حتى اقتناءها له في حال لم يقتنع المواطن/المسافر، ليقوم هذا المتسول بالتربص بمواطن آخر لإقناعه بشراء التذكرة المتصدق عليه بها، بعد أن يتخمه بالمبررات التي جعلته غير محتاج لها.
ويرى باحثون في علم النفس الاجتماعي، أكدوا التقاطهم تطور اللجوء إلى هذه الأشكال بالمدن المغربية من قبل المتسولين، أن هذه الممارسات “تعكس رغبة هؤلاء في مجاراة أي زيادة تحصل في وعي المواطنين بشأن طريقة احتيالية ما مستخدمة في التسول”، مع لفتهم إلى أن “التطور لم يطل القصص المختلقة فقط، بل كذلك لباس المتسول الذي لم يعد رثا كما تواضعت عليه العادة، ما يجعل المواطن في نهاية المطاف يقتنع بكونه اضطر للتسول مؤقتا لظرفٍ ما، وأنه لا يتخذ التسول حرفته اليومية”.
ثاني الأسباب، يضيف بنزاكور لهسبريس، أن “المتسول المجرم-نظرا لأن الاحتيال والنصب أفعال مجرمة قانونا-لا يتوانى عن حبك القصص والسيناريوهات التي يمكن أن تستدر عاطفة الناس، وتثير إحساسهم بالذنب، لإسقاط جميع من يتسول لهم، بما في ذلك من يعتقد أنه فطن ويحكّم وعيه وعقله في التعامل مع المتسولين”.
وتابع شارحا :”حينما يتبين لمتسول مردودية طريقة احتيالية في النصب، وفعاليتها ونجاعتها في سلب أموال المواطنين، يحرص على تقاسمها مع محترفي هذا الفعل إلى حين انكشافها للمواطنين، فيلجأ هؤلاء المتسولون آنذاك إلى إبداع أخرى”.
ولفت الأستاذ الباحث في علم النفس الاجتماعي إلى أن “طريقة التسول بالإعاقة عبر ادعاء بتر في الرجل أو اليد، قديمة، لكنها عادت بدورها بقوة إلى الساحات والفضاءات العمومية”.
“تطور متعدد الجوانب”
خلود السباعي، أستاذة علم النفس الاجتماعي بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، عدت أنه “لا يمكن فصل تطور أشكال الاحتيال والنصب عبر التسول عن التطورات الكبيرة التي طرأت على المجتمع المغربي ونظرة أفراده للتسول أساسا؛ فقبل عقود كان ينظر إلى التسول على أنه عيب وإذلال للنفس، أما حاليا فبات كثر يعتبرونه نوعا من الطلب المشروع، بحيث يجتهدون في إيجاد نوع من التبريرات لجعله مقبولا، مثل قلة فرص الشغل وانتشار البطالة”.
وأيدت المتحدثة “الطرح القائل بأن ما يجعل المتسولين يلجؤون إلى الطرق الجديدة سالفة الذكر، هو تعويلهم على أن المواطن المغربي في نهاية المطاف سيعتقد بأنهم لا يسلكون التسول كحرفة لأجل مراكمة الأموال مثلا، وإنما اضطروا لذلك في ظرف معين فقط”، مشددة على أن “المتسولين لا يكفون عن التفكير والإبداع في الطرق التي تمكنهم من سلب تعاطف الناس، ليس على مستوى التسول التقليدي، وإنما كذلك على مستوى التسول الرقمي”.
وأكدت أن بعض المواطنين “لا يكتشفون كذب المتسول/المحتال الذي اقتنوا له يوما تذكرة سفر على سبيل المثال إلى أن يصادفوه مرة أخرى بالمحطة نفسها يمارس سلوكه الاحتيالي والتدليسي”، محذرة من أن “مثل هذه الممارسات ستؤدي إلى انعدام الثقة بين المواطنين، ما سيفضي إلى حرمان مجموعة من مستحقي الصدقات منها”.
التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::
مشاهدة أشكال جديدة للتسول تتمدد بالشوارع المغربية قصص محبوكة وطرق احتيالية
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ أشكال جديدة للتسول تتمدد بالشوارع المغربية قصص محبوكة وطرق احتيالية قد تم نشرة ومتواجد على هسبريس وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، أشكال جديدة للتسول تتمدد بالشوارع المغربية.. قصص محبوكة وطرق احتيالية.
في الموقع ايضا :