كان قاسم الاهبل كلما غضب من زوجته سعود لأي سبب من الأسباب راح يهددها بإعادتها إلى “بلاد الهبلان”. وكانت هي تولول وتبكي وتقول له وهي تتوسل إليه وتجثو عند قدميه:
أني فدا لك يا .قاسم لاترجعني “بلاد الهبلان”.كانت أمها حين جاء قاسم يطلب يدها قد نبهتها وحذرتها من العودة إلى” بلاد الهبلان” وقالت لها بأنها لوورجعت لن تجد ماتأكله ولربما أكلها الهبلان من شدة جوعهم وإن هم رحموها ولم يأكلوها سيأكلها المجذومون والبرصان.وكانت بلاد الهبلان الواقعة خلف سبعة جبال وسبعة وديان عبارة عن قرية موحشة في مكان قفر وموحش لا أثر فيه للحياة،وكل سكانها من الهبلان والمجذومين والبرصان. لكن الاسم الذي طغى على المكان واشتهر به هو: ” “بلاد الهبلان”.كانت الدولة قد قررت وأمرت باخراج الهبلان والمجذومين والبرصان من بيوتهم وقراهم ونقلهم إلى مكان ناء وذلك بعد أن أشيع بأنهم جنس ملعون ومغضوب عليه ولافائدة من وجودهم. وبأمر الدولة تم نقلهم وكان الهدف هو التخلص منهم وتركهم يموتون. ومع أنهم لم يموتوا إلا أن حياتهم كانت أبشع وأصعب من الموت فقد راحوا من شدة الجوع يأكلون بعضهم بعضًا الكبار منهم ياكلون الصغار والأقوياء يأكلون الضعاف والذكور يأكلون الإناث. وكان من حسن حظ قاسم الاهبل حين وصل عسكر الدولة إلى قرية العكابر للقبض عليه هو أن أباه حمله فوق ظهره وهرب به إلى الجبال وبعد مرور العاصفة عاد مع ابنه قاسم إلى قريته ومسقط راسه وكان أبوه وهو طفل ماينفك يحدثه عن حياة الهبلان ويحذره من أن يتبول أو يظهر عضوه أمام أترابه الأطفال.وذات يوم وقد ابصره يتجه مع أترابه للمسجد مسك به ومنعه من الدخول وقال له:
ADVERTISEMENT
“نحنا الهبلان يا قاسم صلاتنا النكاح والنكاح يشتي رجال ومن أجل تكون رجَّال حافظ على زبك لاتخليهم يقطعوه”.وارتعب الطفل قاسم الأهبل من كلام أبيه وقال له: مو لو دخلت المسجد أصلي بايقطوا زبي يابا !!.قال له أبوه:لو أنت دخلت المسجد تصلي بايبصروا زبك وانت تتوضي وبايقولوا ليش زبك أكبر من أزبابهم ؟! وبايروحوا يكلموا الفقيه.. والفقيه لما يشوف زبك أكبر من زبه بايحسدك وبا يأمرهم يختنوك.لكن قاسم لم يفهم ماالذي يقصده أبوه وقال له: موهو الختان يابا؟!قال له أبوه: “يقصوا نص زبك ويخلوا لك نص وباتكون نص رجال ولماتتزوج زوجتك باتكرهك”.وذات مرة قال له أطفال القرية حين رفض مرافقتهم للمسجد: “انت كافر يا قاسم مش أنت مسلم وربنا بايدخلك النار”.ويومها عاد قاسم وهو مرعوب وسأل أباه وقال له: أنا مسلم يابا والا كافر !!.قال له ابوه: أنت اهبل ياقاسم مش انت مسلم.واستغرب قاسم من كلام ابيه وقال له: لمو نحنا الهبلان مش مسلمين ؟.قال له أبوه: “المسلمين مخاتين ونحنا مش مخاتين”.والمسلمين يصلوا ونحنا صلاتنا النكاح”.وسأل قاسم أباه عن النكاح وهل هو افضل من الصلاة ؟ فقال له ابوه: “النكاح ياقاسم أفضل واطعم واحلى من الصلاة”.وفيما بعد وهو يحتضر أوصى ابنه قاسم ان يذهب عند بلوغه ألى بلاد الهبلان ليتزوج ابنة عمه سعود وقال له:
لما تبلغ ياقاسم أسرح لابلاد الهبلان وأسال عن عمك عبد السميع وقل له يقول لك أبي: “زوجنا بنتك سعود”.وسأل قاسم أباه عن علامة البلوغ وكيف سيعرف أنه بلغ !!.قال له أبوه: “با يخرج من زبك دهن يحبل النسوان”.وبعد بلوغه وبسبب ثقته بنفسه وبجسده الممشوق وبوسامته رأى قاسم الاهبل أن الزواج من بنات القرية أفضل من الذهاب إلى بلاد الهبلان للزواج من بنت عمه البلهاء لكنه حين كان يذهب ليخطب هذه البنت أو تلك كانوا يردونه ويقولون له: “انت ياقاسم أهبل ونحنا مانزوج هبلان”.وكان قاسم يغضب منهم ويقول لهم: “صح أنا اهبل لكن زبي مش هو اهبل”.بعد خروجه من قرية العكابر راح قاسم الاهبل ينتقل من قرية إلى أخرى وكان كلما وصل إلى قرية من القرى يسال فقيه القرية عن السبب في أن الناس يتوالدون ويتناسلون ويتكاثرون والهبلان يتناقصون وهل ذلك لأن الله غاضب عليهم ولايرغب في تكاثرهم وتناسلهم أم أن هناك أسبابا أخرى!!.وكان فقهاء القرى يرتبكون ويقفون حائرين أمام أسئلته وهيئته ووسامته وعلى الرغم من أن أسئلته كانت عن الهبلان الاانهم لم يشكوا بأنه أهبل وكانوا لشدة احترامهم وتقديرهم له يطلبون منهوقد حان وقت الصلاة أن يتقدمهم ويصلي بهم لكن قاسم كان يقول لهم:
أنا مااصليوحين يسألونه عن السبب يقول لهم: “نحنا الهبلان صلاتنا النكاح”.وحينها فقط كانوا يعرفون بأنه أهبل ولشدة ماكان يصعقهم برده كانوا ينفجرون فوقه.. يلعنونه ويشتمونه ويطردونه من القرية ويقولون له: “عرفنا هبلان كثير لكن ماقد شفنا اهبل زنديق ووقح مثلك”.وفي واحدة من القرى وبعد أن خزَّن في ديوان بيت الشيخ أخذه فقيه القرية لينام في بيته وبعد العشاء وكان مازال معه الكثير من القات أعطى من قاته للفقيه لكي يخزنا معًا ويسمرا معا لكن الفقيه أعتذر وقال له: “خزن انت واسمر البيت بيتك أنا مش متعود اخزن بالليل”.قال له ذلك وذهب إلى غرفة نومه لينام.وخزن قاسم الاهبل ليلتها وفي الساعة التاسعة ليلاً وقد نام الفقيه أبصر قاسم الأهبل امراة شابة وجميلة وبكامل زينتها تدخل عليه و بعد دخولها سألته عن اسمه وعن حاله ومن أين جاء وإلى أين هو متجه ؟ واجاب قاسم على اسألتها لكنها بعد أن قال لها أنه في طريقه إلى عدن فرحت وراحت تتوسل إليه وتطلب منه أن يأخذها معه إلى عدن وابدت استعدادها أن تعطيه الذي يريد كيما يقبل. وكان في ظنه أنها بنت الفقيه وتريد أن تهرب على ابيها ورفض في البداية لكنه بعد أن عرف أنها زوجة الفقيه واسمها: حِصْن. فرح ووافق على أن يأخذها معه ولشدة فرحتها بموافقته قالت له بأنها سوف تعطيه اكثر مما يطلب. لكن قاسم الأهبل لم يكن يريد منها شيئاً غير أن تسمر معه وتوانسه وقال لها: اجلسي ياحصن وخزني واسمري معي وخلينا نتوانس.وخزنت زوجة الفقيه وسمرت مع قاسم الأهبل وراحا يمرحان ويضحكان وكان كلام قاسم يدغدغها ويضحكها لكنها لم تكن تعرف انه أهبل وانما كانت تظن أنه يتهابل ويتعمد ذلك ليضحكها وفي منتصف الليل وقد انتهت السمرة ذهبت إلى غرفة نومها وعادت ومعها كيس فيه ثيابها وذهبها وحليها وفيه فلوس ثم ذهبت ثانية وعادت ومعها حليب ملء طاسه وقالت له: اشرب يا قاسم.وبعد أن شرب قاسم الحليب فرشت له لينام وراحت تستأذنه في أن تنام بجانبه وقالت له بأن زوجها يقوم لصلاة الفجر وعليهما أن يخرجا قبل الفجر.ووافقها قاسم واستعد للنوم واستلقى على الفراش وأدار لها ظهره واستلقت هي بجانبه وبعد مرور وقت مثلت أنها نائمة ومدت يدها نحو عضوه وتفاجأت بضخامته وتفاجأ قاسم هو الآخر وأبعد يدها لكنها مالبثت أن مدتها ثانية ومسكت به وللمرة الثانية ابعدها وفي المرة الثالثة توقفت عن تمثيل أنها نائمة وراحت تشكو من زوجها الفقيه وتقول له: معي زوج أهبل يا قاسم يرقد من مغرب وحقك يا قاسم أكبر من حقه”.قال لها قا سم: نامي ياحصن من شان نبكر بدري.قالت له حصن بأن القات طيَّر لها بالنوم وطلبت منه أن يرقِّدها وعندئذٍ قام يدك لها الحصن وتفاجأت حصن بمواهب قاسم الاهبل ولشدة ما استمتعت طلبت منه أن يعيد الكرة وأعاد قاسم وكانت متعتها تتعاظم لكن قاسم من تعب السفر كان يرغب في النوم وهي ترغب بالمزيد ولشدة غضبه منها فعل بها مثلما يفعل بزوجته سعود عند الغضب وجُنِّت زوجة الفقيه وفقدت عقلها ونست نفسها وراحت تصيح بكل صوتها واستيقظ الفقيه على صرخات خيانتها له ولشدة غضبه دخل بالعصا وراح يضربها بقسوة وهي تبكي ومسك به قاسم وأراد أن يمنعه من ضربها لكن الفقيه أستدار نحو قاسم يشتمه ويضربه بالعصا غير أن قاسم الاهبل من شدة كراهيته للفقهاء ادأنتزع العصا من يد الفقيه وراح يضربه بها وكان الفقيه يصيح بكل صوته من ألم الضرب وينادي أهل قريته بالإسم يستنجد بهم ويطلب منهم أن يغيروا عليه واستيقظ أهل القرية مفزوعين وحضروا لنجدة الفقيه وراحوا يقرعون الباب بقوة ونهضت أم الفقيه من نومها مفزوعة وبعد أن فتحت باب البيت دخلوا وضربوا قاسم الاهبل ضربًا مبرحًا وكانوا على وشك أن يقتلوه لو لم يحضر الشيخ ويطلب منهم أن يتوقفوا عن ضربه. ومن بيت الفقيه خرج قاسم الأهبل بوجه مغسول بالدموراح في طريقه يلعن الفقهاء ويقول محدِّثًا نفسه: فقهاء ملاعين.. يعرفوا بس يصلوا واللي يعرف ينكح يضربوه.يتبع..
No Result
View All Result
© 2019 جميع الحقوق محفوظة لموقع بيس هورايزونس
This website uses cookies. By continuing to use this website you are giving consent to cookies being used. Visit our Privacy and Cookie Policy. I Agreeالتفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::
مشاهدة حكاية ولي الله الك د وم ة الحلقة الرابعة
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ حكاية ولي الله الك د وم ة الحلقة الرابعة قد تم نشرة ومتواجد على بيس هورايزونس وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، حكاية ولي الله الكَدُومَةْ (الحلقة الرابعة).
في الموقع ايضا :