كتب عنه الصحافي علي تزلكاد في يونيو 2000 مقالا بجريدة “ماروك إيبدو أنترناسيونال” تحت عنوان “زعيم بالرباط” بعد تعيينه في مهام وزارية استشارية، ويصفه على الشكل التالي: “نشيط، ذكي، جذاب، ولد ليكون زعيما، قائدا للإضرابات والفرق الموسيقية والنقابة بجامعة محمد الأول، حيث جسد منذ 21 سنة متواصلة حركة سياسية يسارية ما يزال يناضل وسطها باستمرار”.
لا يعبأ بالمظاهر كثيرا. رجل صلب الشكيمة، رغم سنه هو شاب الهمة، لا تفارق البسمة والبهجة محياه. يحب الدعابة وينثر خيوط السعادة والألفة والمؤانسة في كل جلساته، شديد الإحساس بمحيطه، وحسه الاجتماعي الذكي يجعله سهل المعشر، يتسع قلبه لجميع الناس. منذ أول احتكاك يزيح عنك المسافة والحذر والبروتوكول، فلا تشعر معه بأية كلفة لأنه إنسان بسيط يبتعد ما أمكن عن الشكليات والأضواء.
وجه مألوف في القنوات التلفزيونية والإذاعية الوطنية والجهوية، ذو فكر موسوعي، متعدد المواهب، موسيقي موهوب منذ شبابه؛ ومتذوق للسينما وممارس للمسرح. علمته دروب الحياة دروسا عديدة، حياته لم تعرف فراغا ولا مللا، هي مملوءة بزخم من الأنشطة التدريسية الأكاديمية والسياسية والجمعوية والنقابية. مناضل يساري، عُرف بفصاحة الفكر وتفاؤل الإرادة.
هو نافذة واسعة مفتوحة تطل على الكثير من التفاصيل الدقيقة للتاريخ الراهن للمغرب، والتي لن تجد لها أثرا في أي كتاب أو مذكرة، خصوصا المرحلة الحرجة للصراعات السياسية والتدافع الإيديولوجي الحاد بالمغرب. لديه قصص مثيرة وطريفة مع العديد من الشخصيات السياسية والفكرية، ويمتلك قدرة على الحكي بنفَس السوسيولوجيا والأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع السياسي.
ذاكرة مرجعية لا محيد عنها بخصوص تاريخ مدينة جرادة حين كانت مدينة عمالية كوسموبوليتية زاخرة بزخم نقابي وسياسي وثقافي وفني فريد من نوعه في التاريخ الحديث للمغرب. فضلا عن كونه أحد أفضل من له إطلاع واسع على ذاكرة جرادة، فإنه أيضا الحارس الأمين الحافظ لذاكرة كلية الحقوق بوجدة منذ عام 1979، وعلى معرفة دقيقة بأساتذتها وأحداثها، ولديه سجل توثيقي وأرشيف ضخم ومرتب بشكل احترافي، معزز بالصور حول الأنشطة العلمية والنقابية التي عرفتها كلية الحقوق منذ بداياتها.
في البدء كان حاسي بلال والمنجم
يعتبر نفسه ابن منطقة حاسي بلال، ويعتز بالانتماء إليها. اشتغل والده منذ 1936 بمنجم جرادة وتوفي في 26 ماي 1964 بمرض السيليكوز الذي نهش أجساد المئات من العمال المنجميين. أمضى جزءا من طفولته في الحي المغربي (حي الأهالي) بحاسي بلال، وهي عبارة عن مجموعة أحياء عمالية متناثرة، كل حي مخصص لقبيلة أو مدينة ما (ديور مراكش، ديور تازة، دبدو…). وحدث انصهار عجيب بين مجموعة مكونات: السوسية، التازية، الصحراوية، المراكشية، الريفية، والمكونات القبلية المحلية العربية والأمازيغية.
جرادة حاسي بلال، القلعة العمالية الكبرى وبلاد الرغيف الأسود، بصمت حياة الأستاذ مرزوݣي بنيونس للأبد، سكنته في أعماقه وأحبها حتى الثمالة وعشقها عشقا مؤلما، وشمته بندوب الألم وإشراقات الأمل والأحلام، منحته معنى الحياة وصقلت مسار حياته وحررت طاقاته.
شكل في حاسي بلال منذ شبابه فرقة موسيقية غيوانية، مع إخوانه ومجموعة من أصدقائه. وبعد تيه كبير بين الأغاني الشعبية المغربية، اختار النمط الغيواني. وبعد التحاقه بكلية الحقوق بوجدة، وجد نفسه وسط أساتذة يجيدون العزف، سواء على آلة العود أو القيثارة أو الناي..
حس حقوقي مبكر
انخرط بشكل مبكر في العمل الحقوقي، كان من أوائل أعضاء الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بعد تأسيسها عام 1979، وكان يحمل بطاقة انخراط رقم 17، واكب وشارك في العديد من الأنشطة والتكوينات والمحاضرات والندوات التي نظمتها الجمعيات الحقوقية المختلفة وبالخصوص الجمعية والعصبة والمنظمة المغربية لحقوق الإنسان، وكانت تهم مواضيع متعلقة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية، والحقوق السياسية والمدنية، والحقوق الثقافية، وقضايا المساواة ومقاربة النوع، والدستور وحقوق الإنسان، والانتخابات، والضمانات القانونية والقضائية للحق في الإضراب، والحق في تأسيس الجمعيات…
الاهتمام بمجال الحقوق والحريات جعل الأستاذ بنيونس ينخرط في مختلف المبادرات الحقوقية؛ بل ويساهم في أنشطتها، بغض النظر عن تحيزاتها السياسية. فإضافة إلى التنظيمات أعلاه، عمل مع مركز حقوق الناس، والهيئة المغربية لحقوق الإنسان، والمركز المغربي لحقوق الإنسان. كان صديقا ورفيقا للعديد من الحقوقيين، وبادر إلى المطالبة بإحداث المجلس الأعلى للمرأة ودسترته وتم تعيينه عام 2012 عضوا باللجنة الجهوية لحقوق الإنسان لوجدة ـ فكيك التابعة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان.
شارك في تحرير أو تنقيح وتصحيح العديد من التقارير الدولية حول الحقوق النسائية، وخاصة من ذلك التقرير حول “القوانين والسياسات والممارسات المتعلقة بواقع مقاربة النوع الاجتماعي بالمغرب”، لصالح المركز الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية، إضافة لدراسات أخرى لفائدة هيئة الأمم المتحدة للمساواة، من قبيل دراسة موسعة حول مشروع قانون هيئة المناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز. كما أنه واكب أشغال لجنة مجلس النواب الخاصة بالمساواة والمناصفة.
مسار زاخر
لا يمكن ذكر كلية الحقوق بوجدة إلا ويكون اسمه حاضرا، فقد كان من مؤسسيها عام 1979 مع أغلبية من الأساتذة الأجانب القادمين من مصر والأردن وسوريا والعراق والسودان وفرنسا. التحق الأستاذ مرزوݣي بكلية الحقوق بجامعة محمد الأول في فاتح أكتوبر 1979. تفاجأ بأن كل طاقم هيئة التدريس كانوا في القانون من الأساتذة الأجانب العرب، وشعبة الاقتصاد كانت “مليئة” بالأساتذة الفرنسيين أساسا! تأثير العيش بجرادة كان واضحا على نزعته النقابية، أول شيء قام به بعد التوقيع على محضر استلام العمل في فاتح أكتوبر 1979 هو البحث عمن يؤسس معه فرعا للمكتب المحلي للنقابة الوطني للتعليم العالي. وكان أول كاتب عام لأول مكتب محلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بكلية الحقوق، كان المكتب نشيطا ويعقد لقاءات عديدة مع تعاضدية الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بالكلية.
يمتلك قدرة هائلة وذاكرة قوية بتفاصيل التفاصيل، عبر حسابه بالفيس بوك والمواقع الإعلامية لم يتوقف عن تقديم مادة إعلامية وفكرية جادة يعلق فيها عبر حلقات عديدة على الكثير من الوقائع الدستورية والأحداث السياسية الوطنية والدولية، وكذا على ذكرياته بجامعة محمد الأول. عضو في هيئات علمية عديدة؛ كالجمعية المغربية للقانون الدستوري، ومجموعة البحث في القانون والأسرة بكلية الحقوق وجدة، ومركز الدراسات والأبحاث حول الهجرة المغاربية، ومجموعة البحث في العلم والثقافة… شارك في ندوات دولية عديدة بإسبانيا والأردن وتونس والجزائر ولبنان،… كما أنه كان عضوا في اللجان العلمية للعديد من المجلات الأكاديمية.
درس الأستاذ مرزوݣي بنيونس لأجيال من الطلبة، الكثير ...
التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::
مشاهدة الزعيم بنيونس مرزوݣي مسار باذخ لنقابي وجامعي وإعلامي مات فارغا
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ الزعيم بنيونس مرزوݣي مسار باذخ لنقابي وجامعي وإعلامي مات فارغا قد تم نشرة ومتواجد على هسبريس وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، "الزعيم" بنيونس مرزوݣي.. مسار باذخ لنقابي وجامعي وإعلامي "مات فارغا".
في الموقع ايضا :