ما الذي ننتظره كيمنيين؟! - عبدالباري طاهر ..اخبار محلية

اخبار محلية بواسطة : (يني يمن) -

صراعات الجنوب وتفكك أوصاله أسوأ من الشمال. فعدن ولحج تحت سيطرة الأحزمة الأمنية ومليشيات الانتقالي، المدعومة من الإمارات العربية، مع تدخل سعودي داعم للشرعية، وأبين وشبوة وحضرموت يتنازعها المدعومون من العربية السعودية والإمارات، وأمَّا سقطرى فتنفرد الإمارات العربية بالسيطرة عليها مع الجزر والموانئ، وبالأخص ميناء عدن، ويرفض أبناء المهرة الخضوع للتدخل السعودي والإماراتي في منطقتهم، ومعاناتهم وشكاواهم مريرة من هذا التدخل.

رغم الوساطات المتكررة، ونشاط المبعوثين الأمميين، والاتفاقات الكثيرة، إلا أنه لا شيءَ من ذلك نُفِّذ، وتبادل الأسرى «الكل مقابل الكل» لم يتم منه شيء. الحصار لم يُرفَع، ولم تدفع مرتبات الموظفين، ولا تمَّ توحيد البنك المركزي، ولا معالجة قضية انهيار العملة وازدواجها في بلد واحد.

لا حاضرَ -شمالاً وجنوبًا- سوى خطاب الحرب، والكراهية، ودعوات الاستعلاء، والانفصال. المليشيات الحاكمة، والكنتونات، التي اصطنعتها كل الكارثة، وهي ماضية في توسيعها بتأجيج الانقسامات والصراعات، وإسكاتِ أيِّ صوت للنقد البنَّاء، وقمعِ أيَّ احتجاج مدني سلمي، جميعهم يعول على الصراع الإقليمي، والدعم الأجنبي، والحكم بالغلبة والقوة والحق الإلهي.

اليمن مهددةٌ بصراع هذه الأطراف، وهي الآن تتعرض لتهديد أكبر وأخطر بحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على غزة، وتعميم استيطانها في الضفة الغربية، وتهجير أبنائها إلى الأردن وسيناء، وتصفية القضية الفلسطينية. استمرار الحرب في فلسطين ولبنان في انتظار مجيء ترامب؛ لشرعنة الاستيطان؛ وإرغام مصر والأردن على قبول المُهَجَّرين الفلسطينيين؛ وإجبار الدول النفطية على التمويل والإذعان للتطبيع الإبراهيمي.

تواجه الأمة العربية بِرُمَّتها من الماء إلى الماء مخاطرَ العودة إلى مكوناتها الأولى القبلية، والعشائرية، والسلالية، والجهوية، والطائفية. تهويد فلسطين، وقيام الدولة اليهودية على كل أراضيها، وتمدد إسرائيل إلى لبنان وسوريا، ودعاوى نتنياهو في مناطق عديدة من الأرض العربية حتى البعيدة منها هو ما يجري حاليًا.

الجيوش المؤسسة على عداوة الشعوب، وكراهية المواطنين، وازدراء الكرامة والحرية والعدالة- لا تحمي الأوطان؛ بل إنها حتى لا تستطيع حمايةَ نفسها. الجندي الفاقد للحرية والخبز لا يحمي وطنًا، والمواطن المسلوب الإرادة يعجز عن عمل أيِّ شيء.

فهو يستكين حتى يعتقد الحكام موته، ثَمَّ ينتفض من بين الركام؛ وهي حقيقة أدركها المؤرخ الخزرجي: "إنَّ لليمنيين وثبات كوثبات السباع"، وقد تردد صداها في أشعار الزبيري، والبردوني، وجرادة، والمقالح، والمحضار، وهيثم، والشحاري".

فالتقاء اليمني بأخيه اليمني هو المخرج. الحلُّ يكمن في العودة إلى الحوار، والمصالحة الوطنية والمجتمعية، وتلاقي أبناء القرى والمدن، وجميع الفئات من أبناء الشعب، والضمير الحي من الأحزاب، ومؤسسات المجتمع المدني والأهلي. هذه هي الخطوة الأولى.

فلا بُد لنا -كيمنيين- أنْ نعودَ إلى أنفسنا، ونهتم ببناء ووحدة طننا، وأنْ يقبلَ بعضنا بعضًا، وأنْ نحتكم إلى إرادة شعبنا، ونتخلى عن أوهام التفرد. فاليمن يستحيل أن تحكمها جهة، أو قبيلة أو قبائل، أو حزب أو أحزاب، أو طائفة أو طوائف، ومن باب أولى يتعذر أنْ تحكمها أسرة.

التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::

مشاهدة ما الذي ننتظره كيمنيين عبدالباري طاهر

يذكر بـأن الموضوع التابع لـ ما الذي ننتظره كيمنيين عبدالباري طاهر قد تم نشرة ومتواجد على يني يمن وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، ما الذي ننتظره كيمنيين؟! - عبدالباري طاهر.

في الموقع ايضا :

الاكثر مشاهدة اخبار محلية
جديد الاخبار