هل أحضر ترامب ملك الأردن بالقوة ؟ قلم: نور الدين الطويليع ...المغرب

اخبار عربية بواسطة : (ازيلال 24) -
 هل أحضر ترامب ملك الأردن بالقوة ؟

 

 

 

 

قلم: نور الدين الطويليع

 

 

 

يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مصمم على المضي في مخططه المهين للعرب، فخرجاته الإعلامية تنطق بمنسوب مرتفع من الاحتقار لقادة دول الشرق الأوسط في مقابل مغازلة غير مسبوقة للكيان الصهيوني وزعمائه.

فترامب لم يكتف بالقول، بل تجاوزه إلى الفعل، وقد استهل مساره هذا بـ”استقدام” ملك الأردن عبد الله الثاني، مقدما إشارات واضحة تترجم فكره ونظرته العدائية للعرب، وتكرس منهجه الاستغلالي الذي يضعهم في دائرة الرغبة الملحة في ابتزازهم وإخضاعهم لمنطق استغلالي خالص ممهور بأسلوب الشماتة المعلنة والصراحة الوقحة.

اختار ترامب أن يُجْلِسَ ملك الأردن أرضا، بخلاف تعامله مع نتنياهو الذي قدمه واقفا في ندوته المشتركة معه، وهذان الموقفان يختزلان نظرته إلى الطرفين، فهو يعمل بكل الطرق من أجل جعل الكيان الصهيوني القوة الضاربة الوحيدة في المنطقة، ويسعى في المقابل إلى طرح العرب أرضا وتمريغهم في أوحال الإهانة.

تتمة المقال تحت الإعلان

لهذا المشهد بُعْد آخر، يجعل من الرئيس الأمريكي مستنطقا لملك الأردن، يأخذ منه الأقوال والتصريحات، ويدقق النظر فيه لإرغامه على تقديم التنازلات حتى إذا استجاب لذلك، تحول معه إلى أستاذ يعزز إجابته ويثني على اجتهاده، واللحظة التي كشف فيها العاهل الأردني عن استعداد بلاده لاستقبال 2000 طفل فلسطيني، تصور بجلاء هذه العلاقة، فاستجابة ترامب كانت كمن ظفر بشيء ثمين، وأحس أنه نجح في ترويض مخاطَبه، وتصريحه أنه لم يسمع هذا الكلام من قبل، يعبر عن خبث ظاهر، فقبل انعقاد الندوة، جرى حوار بين الطرفين، وكان الأولى أن تُطرح الفكرة في هذا الحوار، وليس في الندوة العلنية، وقد أدرك ترامب أنه أربك جليسه، وجعله يستجيب لابتزازه بنظراته التي كانت مركزة، وبحديثه المتكرر عن التهجير، ولم يترك الفرصة تمر دون أن يسجل ذلك، بوصفه انتصارا له ونجاحا لجلسة “تحقيقه” هذه.

حضر العلم الإسرائيلي في ندوة نتنياهو وغاب علم الأردن في ندوة الملك عبد الله، وثنائية الحضور والغياب هذه تعكس تصورا مفارقا لمفهوم السيادة، فالرئيس الأمريكي يسارع إلى التأكيد على الاحترام الزائد للكيان الصهيوني، وعلى حقه في بسط نفوذه وتوسيع أرضه، ويقدم نفسه بوصفه خادما فوق العادة للشعب اليهودي، وهو في الوقت نفسه يستهين بسيادة الدول العربية، ويراها مجرد قطع أرضية لا قيمة لها إلا إذا قدمت ثرواتها إليه، أو استقبلت الفلسطينيين وآوتهم، وبوقاحة زائدة، يقرر ويعلن ذلك في حضرة المسؤول الأول عن واحدة من الدول المعنية، فتغييب العلم الأردني كان مدروسا، والموقف السياسي المعلن يؤكد النية السيئة والدوافع التي تقف وراء هذا التوجه.

شعلة النار التي ظهرت في الخلفية، لم تكن مجرد وسيلة تدفئة بقدر ما كانت اختيارا أيقونيا موازيا للمواقف المعلنة من لدن الرئيس الأمريكي، الذي لا يتوقف عن تكرار لازمة إحراق الشرق الأوسط، ويتعامل مع “حلفائه” من قادة المنطقة بأسلوب التنين الذي لا يعرف إلا نفث النار إن اعترض سبيله معترض مهما كانت دوافعه، ولا يؤمن بحق أحد منهم في أن يرفع عقيرته بقول “لا” في حضرته، لأنه ينظر إليهم لا بوصفهم رؤساء دول لها سيادة، بل أتباعا له عليهم فضل حماية عروشهم وبقائهم في هرم السلطة.

تتمة المقال تحت الإعلان

استهل الرئيس الأمريكي حديثه بسردية العلاقة القوية التي تربطه بالملك عبد الله وكأن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد علاقة شخصية بين فردين، وليس بين رئيسي دولتين، وهذا يتساوق مع نهجه القائم على التسلط والابتزاز، فالتذكير بهذه العلاقة يستضمر تهديدا مبطنا بقطعها، وهذا المآل يعني بالنسبة إليه شيئا واحدا، يتمثل في إمكانية إزاحته من عرشه، ولعل في التوصية باصطحاب ولي العهد الأردني إلى البيت الأبيض تلميح واضح بتهديد قطع سلسلة الحكم الهاشمي وكأن لسان حاله يقول له: هذا ابنك مقبل على الجلوس على العرش، فإياك أن تعارض إرادتي، وإلا ستتسبب في حرمانه من مبتغاه ومبتغاك.

فإحضار ملك الأردن إلى البيت الأبيض كان مؤطرا بخلفية التعامل معه لا بوصفه رئيس دولة، بل رب أسرة، يشرف على أرض بلا سيادة، ومطلوب منه أن يقدم المطلوب منه وإلا أُبْعِد عن أرضه، وجنى على نفسه وأسرته، وقد لاحظنا اضطرابه من خلال عينيه اللتين لم تتوقفا عن الحركة، ورؤيته التي ظلت في أغلب الفترات مركزة في وجه ترامب وكأنه يبحث عن خلاص في صورة ابتسامة أو إيماءة بالرضى تريحه من قلقه وضيقه الذي تفسره كذلك حركة أصابع يديه، فقد ظل في أغلب الوقت مشبكا إياها، مما يعني إحساسه بقيد اللحظة الثقيل، وشعوره بعدم القدرة على الفعل، وإدراكه بأنه مقيَّد برباط ثور هائج يوشك أن ينطحه.

كل هذه المؤشرات تدل على شيء واحد، يتمثل في نرجسية غريبة، لا يكتفي صاحبها بالإذلال وتحقيق مطلبه، بل يحرص على إذاعة فعله وإشهاره، وتسويق نفسه في صورة المنتصر المذل للجميع، وهذا “الإحضار تحت الإكراه” للعاهل الأردني مظهر صارخ للأنا النرجسية المتضخمة لدى الرئيس الأمريكي، فمعلوم أن الزيارات الرئاسية المرتبطة بالقضايا الكبرى تسبقها لقاءات بين وزراء ومسؤولي الدولتين، وزيارة الرئيس تكون فقط لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق الحاصل والتوقيع عليه، والندوة الصحفية تأتي لبسط عناصر هذا الاتفاق وإظهار فوائده وإيجابياته على الطرفين، وإن حدث خلاف، تلغى الندوة الصحفية.

تتمة المقال تحت الإعلان

في حالة ترامب وعبد الله الثاني، أَحْضر الأول الثاني، وقفز على المفاوضات التي يجب أن تجري بين مسؤولي الدولتين، وأرغمه على سماع أشياء كثيرة خادشة للسيادة، وتحدث في حضرته بوقاحة عن تخصيص جزء من أرض الأردن لتوطين الفلسطينيين، وأشار بكثير من الصفاقة إلى حتمية نجاح إسرائيل في ضم الضفة الغربية، ومعلوم أن هذه القطعة من فلسطين مجاورة للأردن، وكل تهجير لأهلها سيكون على حساب الأردنيين وأرضهم.

يبدو أن شريط الإذلال سيستمر مع هذا الثور الهائج، ولا مناص لوقفه إلا بتقوية الجبهات العربية الداخلية، ووعي الحكام والشعوب بالمصير المشترك، فالحاكم يجب أن يدرك أن شعبه هو الضامن لقوته وممانعته، والشعوب لابد أن تعي أنها في لحظة مفصلية، وأن من واجبها أن تساند حكامها وتقف إلى جانبهم، والمسؤولية ملقاة على الجميع من أجل مصالحة تاريخية، تزول فيها كل الألوان، ويبقى فيها فقط لون الوطن.

التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::

مشاهدة هل أحضر ترامب ملك الأردن بالقوة قلم نور الدين الطويليع

يذكر بـأن الموضوع التابع لـ هل أحضر ترامب ملك الأردن بالقوة قلم نور الدين الطويليع قد تم نشرة ومتواجد على ازيلال 24 وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، هل أحضر ترامب ملك الأردن بالقوة ؟ قلم: نور الدين الطويليع.

في الموقع ايضا :

الاكثر مشاهدة اخبار عربية
جديد الاخبار