تاريخ العلم الأردني، الرمزية والدلالات عاجل ..اخبار محلية

اخبار محلية بواسطة : (جو 24) -
كتب د. فيصل الغويين -  يعتبر العلم رمز العزة والكرامة والسيادة والأصالة والهوية، به تلف أجساد شهداء الوطن والواجب، وهو وسام للأحياء، يرفعونه في مناسباتهم وفعالياتهم الوطنية والاجتماعية. تاريخيا كانت الدول والامبراطوريات ترفع أعلامها في مقدمة الجيوش، فهو يعبر عن الفداء للوطن، والتضحية من أجله. وأعلام الدول هي رموز لها دلالات وطنية وتاريخية وحضارية متنوعة، تنشأ بموجب قوانين وتشريعات تحدد أبعادها وألوانها. تعود أصول العلم الأردني إلى إعلان مملكة الحجاز(1916 – 1925)؛ إذ اتخذت المملكة الحجازية عند استقلالها علمًا رسميًا للدلالة على طموحاتها، وقد مرت شعارات العلم بثلاث مراحل خلال الفترة (1916 - 1921). إذ اتخذ الحسين بن علي في البداية الراية الحمراء الداكنة (العنابي)، لون راية أمراء الحجاز وأشرافه، إلا أنه عدل عنها، بناء على اقتراح بعض الأوساط العربية. واتخذ في نفس العام (1916) العلم ذي الألوان الثلاثة : الأبيض والأخضر والأسود، مع مثلث أحمر يتصل بأطراف الألوان الثلاثة. وفي سنة 1921 استقر الرأي على تغيير مواقع ألوان العلم؛ حيث احتل اللون الأبيض القسم الأوسط من العلم، بدلا من اللون الأخضر، الذي احتل بدوره محل اللون الأبيض، وذلك لصعوبة رؤية اللون الأبيض من العلم في وضعه السابق بالنسبة للناظر من بعيد. كان لهذه الألوان دلالات تاريخية وحضارية، اختزلت حضارات وأمجاد العرب خلال مئات السنين، وروعي في علم الدولة الجديدة الدلالات التاريخية للدولة العربية الإسلامية منذ عهد الخلفاء الراشدين حتى نهاية الدولة العباسية. وأرّخت لانتصارات العرب المسلمين على مر التاريخ . فاللون الأبيض هو شعار الأمويين في دمشق، الذين رفعوا رايتهم، وهم ينشرون الإسلام، من الهند إلى الأندلس، والأسود يرمز إلى راية العقاب الخاصة بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام، والتي كانت تتصدر حملاته العسكرية، كما يرمز إلى الدولة العباسية في بغداد التي اتخذت منه راية لها ، رفرفت في بلاد أزدهرت بالعلوم والصناعة والفنون والأدب، وأمّا الأخضر فهو شعار الفاطميين في القاهرة وآل البيت عموما، الذين واجهوا الظلم، وثبتوا على مبادئهم وقناعاتهم، فخلدوا شهداء، بينما يرمز اللون الأحمر إلى راية الأشراف التي اتخذوها منذ عهد الشريف أبو نمي(1512 - 1566) في عهد السلطان سليم الأول (1512 – 1520). اتخذت بعض الدول العربية التي تأسست بعد الحرب العالمية الأولى، العلم الهاشمي علما خاصا بها، فبعد مبايعة رجالات الأردن، وسائر بلاد الشام الأمير فيصل بن الحسين (1883 - 1933)، بعد دخوله دمشق عام 1918، أعلن المؤتمر السوري العام المعقود بتاريخ 8 آذار 1920 في دمشق، استقلال سورية بحدودها الطبيعية، لتتأسس المملكة العربية السورية، التي شملت سورية الحالية والأردن ولبنلن وفلسطين، وأجزاء من العراق، ومبايعة الأمير فيصل ملكا لأول دولة عربية منذ عدة قرون، وتقرر أن يكون علم الدولة العربية الجديدة هو علم الثورة العربية، مضافا إليه نجمة واحدة بيضاء في المثلث الأحمر، على اعتبار أن الدولة السورية هي أول دولة من دول الوحدة العربية المنشودة، بعد مملكة الحجاز، نشدت الرفعة والمنعة والوحدة لكل العرب، لكن أطماع الاستعمار وأدت أول مشروع وحدوي عربي في العصر الحديث، كان الهاشميون طليعته ورافعته السياسية والوطنية. أما مملكة العراق التي تأسست عام 1921، فقد حمل نجمتان على ذات العلم، باعتبارها الدولة العربية الثانية التي تمخضت عن دولة الحجاز. وهو علم فلسطين حتى التحرير. بقي هذا العلم حتى خروج فيصل من دمشق بعد معركة ميسلون (24 تموز 1920)، والاحتلال الفرنسي لدمشق وبعد معركة ميسلون أرسلت بريطانيا عدد من الضباط إلى شرقي الأردن. وفي اجتماع أم قيس (2 أيلول 1920) بين زعماء عجلون والضابط السياسي البريطاني سمرست، كان من ضمن مطالب الأهالي الست عشرة أن يكون شعار الحكومة العلم السوري ذي النجمة، فظهرت بذلك فكرة النجمة على العلم الأردني في ذلك الوقت. عندما قدم الأمير عبد الله إلى شرقي الأردن 1920- 1921، اعتبر نفسه نائبا عن أخيه فيصل ملك سوريا ونائبا عن أبيه، ولذلك رفع العلم السوري باعتبار أنّ شرقي الأردن جزء من سوريا الطبيعية. على الدرب سيحمل الأردنيون الراية معلنين ميلاد إمارة شرقي الأردن على أرضه مع مبايعة الأميرعبد الله بن الحسين في 11 نيسان عام 1921 أميرا عليها، ليكون علم الثورة العربية رايه لها. كان العلم خفاقا مع انعقاد المؤتمر الوطني الأردني الأول في 25 تموز عام 1928، والذي شارك فيه أكثر من مئة وخمسين شخصية من رموز الوطن، أكدوا على اعتبار الشعب مصدر السلطات، والمحافظة على مصالح الأمة. في 16 نيسان 1928 أضيفت النجمة إلى العلم الأردني الحالي. وقد تضمن القانون الأساسي لسنة 1928 وصفا للراية الأردنية من حيث الألوان والمقاسات والأقسام، فقد جاء في المادة الثالثة منه ما يلي :" تكون راية شرقي الأردن على الشكل والمقاييس التالية: طولها ضعف عرضها، وتقسم أفقيا إلى ثلاث قطع متساوية متوازية، العليا منها سوداء والوسطى بيضاء والسفلى خضراء، يوضع عليها مثلث أحمر قائم من ناحية السارية، قاعدته مساوية لعرض الراية، والارتفاع مساو لنصف طولها. وفي هذا المثلث كوكب أبيض مسبع حجمه مما يمكن أن تستوعبه دائرة قطرها واحد من أربعة عشر من طول الراية، وهو موضوع بحيث يكون وسطه نقطة تقاطع الخطوط بين زوايا المثلث، وبحيث يكون المحور المار من أحد الرؤوس موازيا لقاعدة المثلث. أما الرؤوس السبعة للكواكب فترمز إلى الآيات السبع التي تتألف منها سورة الفاتحة". وتكرر ذات الوصف في المادة الرابعة من دستور سنة 1947 ودستور 1952 وتعديلاته. وبعد إعلان الاتحاد العربي بين الأردن والعراق في 14 شباط 1958، اعتمد علم جديد للاتحاد، وهو في تصميمه مطابق لعلم الأردن الحالي بالألوان وحتى بالشكل ولكن دون النجمة السباعية، وقد وردت مواصفاته في المادة السابعة من دستور الاتحاد العربي، بأن يكون« طوله ضعفا عرضه ومقسم أفقياً إلى ثلاثة ألوان متساوية ومتوازية؛ أعلاها الأسود فالأبيض فالأخضر، يوضع عليها من ناحية السارية مثلث أحمر متساوي الأضلاع تكون قاعدته مساوية لعرض العلم». وترك لكلا الدولتين الاحتفاظ بعلمها الخاص. ولكن اعتماد هذا العلم لم يدم إلا لفترة وجيزة بعد قيام انقلاب 14 تموز 1958 في العراق، وإعلان النظام الجمهوري. على أرض فلسطين، بذل الجيش العربي الغالي والنفيس حفاظا على مقدساتها في معارك خلدها التاريخ ورفع فيها العلم الأردني، بدءا من معركة باب الواد عام 1948 التي صدت التقدم الصهيوني باتجاه القدس، وارتقى عشرات الشهداء الأردنيين دفاعا عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. وفي 21 آذار عام 1968، ذاد الجيش العربي من جديد عن الحمى في معركة الكرامة التي سطرت بطولات استثنائية في مواجهة الجيش الصهيوني، ليكتب الأردنيون أول انتصار عربي على عدوهم، وظل العلم مرفوعا مضمخا بدماء الشهداء وجهود الأحياء. وفي عام 1973 شارك الجيش العربي في القتال إالى جانب سورية خلال حرب تشرين. وعلى امتداد أكثر من مئة عام، مجد الشعراء راية الأردن، حيث أهدى عبد المنعم الرفاعي (1917 - 1985)، وهو شاعر ورئيس وزراء أسبق، نشيد العلم للملك المؤسس، وأقر عام 1946، وهو من أجمل القصائد التي قيلت في العلم الأردني، ألف موسيقاه عبد القادر التنير، ورددته حناجر طلبة المدارس لعقود، وكان يفتتح بها اليوم الدراسي. خافـــقٌ في المعالـــــــي والمنى عربيّ الظـــــلال والسَّنـــــا في الذُّرى والأعالــــــــــــــــــي فوقَ هـــــــــــــــامِ الرجالِ زاهياَ أهيبا حيــَّـهِ في الصبــــــاح والسُّرى فــــي ابتسامِ الأقاحِ والشذى يـــا شعـــــــــــــــارَ الجـــــلالِ والتمــــــــــــــــاعَ الجمــــالِ والإباء في الرُّبى من نسيــــــجِ الجهــــادِ والفــِدا واحتــدامِ الطــــراد في المدى مـــن صفـــــــــاءِ الليــــــالــــي وانــطلاقِ الخيــــــــــــــــــالِ ساجياً طيّبا سِـــــرْ بنـــا للفخــــار والعُلا وادْعنـــــــا للنفارِ جحفـــــلا فـــــــــي مجــــــــــــــال الطعانِ وانفــــجارِ الزمــــــــــــــــــانِ ظافراً أغلبا .

التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::

مشاهدة تاريخ العلم الأردني الرمزية والدلالات عاجل

يذكر بـأن الموضوع التابع لـ تاريخ العلم الأردني الرمزية والدلالات عاجل قد تم نشرة ومتواجد على جو 24 وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، تاريخ العلم الأردني، الرمزية والدلالات عاجل.

في الموقع ايضا :

الاكثر مشاهدة اخبار محلية
جديد الاخبار