الكلمات لا تذوب في فمي بواسطة : توفيق بوعشرين ...المغرب

اخبار عربية بواسطة : (ازيلال 24) -
الكلمات لا تذوب في فمي

 

 

 

 

 

 

بواسطة : توفيق بوعشرين 

 

 

 

 

 

 

الهجمة على ما بقي من أصوات للصحافة الحرة أو المستقلة: ما هي خلفياتها؟ من يتزعمها؟ من يمولها؟ طيب، سأنحاز مؤقتًا إلى “الصحافة الصفراء” ورموزها الأكثر اصفرارًا، وطبعًا دون النزول معها إلى العراك في الوحل، الذي لا تُحسن العراك في غيره… هذه الأصوات الصحفية على قلتها التي تزعجكم وتدّعي الاستقلالية في المغرب وتوصف من قبل صحافة الآخ الأكبر بأنها: • سيئة وغير مهنية • متحاملة على المسؤولين • غير موضوعية • تسعى للإضرار بالمصلحة الوطنية وبالتالي، فهي تُشكّل طابورًا خامسًا أو سادسًا، وغالبًا ما تقف خلفها وجوه حاقدة كارهة لوطنها عدمية لا ترى الإيجابيات التي تحفل بها البلاد… لكن، مهلاً… فلنهدأ قليلاً.دون نرفزة ولا عنف لفظي هناك طريقة أخرى، أهم وأفضل وأكثر حكمة ، لكشف هذه الصحافة (وفضح ) رموزها والقضاء على تأثيرها نهائيًا بين الناس ، ما رأيكم ؟. بلا حبس ولا غرامات ولا محاكمات، ولا عبر الجرجرة اليومية أمام المحاكم ولا سير واجي لمكاتب الفرقة الوطنية للشرطة القضائية ، ولا بالتشهير العنصري اليومي، سواء من الرباط أو البيضاء أو حتى من خارج الحدود. لا، لا، لا… هناك طريقة أنجع وأفضل وأكثر أناقة . فليقدم الإعلام الرسمي وشبه الرسمي الذي يعوم في المال العام بديلًا مهنيًا، عقلانيًا، موضوعيًا. صحافة “حائط الصد الأخير” التي تتحدثون عنها… فلتُقدّم لنا نموذجًا مشرفًا وراقيًا ومهنيا وقريب من هموم الناس الحقيقية وليس هموم الحنش ههه . علمونا بالمثال الحسن والقدوة الجيدة، لا بالسبّ والقذف والتشهير ومهاجمة عائلات الصحافيين وأبنائهم وزوجاتهم! طبعا هذا امتحان صعب ويتطلب الموهبة والاستقلالية والمصداقية والثقافة ..لكن هذه هي الوصفة الوحيدة لخوض المعركة .. هل توجد صحافة في العالم تتفرغ 24/24 فقط لمهاجمة صحافيين آخرين؟ لشيطنة الأصوات المختلفة، أو تلك التي تغرد خارج السرب؟ هذا لا يصنع صحافة… هذا يصنع كائنات زومبي إعلامية تتغذى على سمعة الناس، وشرفهم وكرامتهم، تحت أنظار وأسماع النيابة العامة المبجّلة… وما النتيجة؟ لا شيء. قنوات التشهير ليس لها أي تأثير في الرأي العام،سوى تلويث البيئة الإعلامية وتعميم الرداءة وقلة الذوق والأرقام تفضح هذه اللعبة التي تُدرّ الدخل لأصحابها فقط. لا أعرف مهنة يقوم أهلها يوميًا بهدم بيوتهم بأيديهم، بتحريض وتمويل من أعداء المهنة أنفسهم. هل تتخيلون الخرازين، أو الجزارين، أو سائقي النقل العلني والسري، أو الخبازين، أو الشناقة، أو السماسرة… يُنشئون جمعية هدفها هدم المهنة وقتل أهلها والمشي في جنازتهم إلى مأواهم الأخير؟ “يُخَرِّبون بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِم…” لماذا هذه الحروب الأهلية داخل بيت الصحافة؟ داخل بيت النقابة؟ داخل المجلس الوطني للصحافة، الذي وُلِد مُنتخبًا، ثم صار مُعيّنًا بعد أن بلغ سن الرابعة؟ واحدة من معجزات “أفضل بلد في العالم”! في كل بلدان الدنيا، تتطور الممارسة الديمقراطية، وتتحول المؤسسات المُعيّنة إلى منتخبة… إلا عندنا! المجلس الوطني للصحافة، الذي نصّ دستور 2011 على ضرورة دمقرطته، تحوّل على يد حكومة أخنوش (أكبر ناشر صحفي في المغرب) إلى مجلس مُعيّن. في مهنة وُجِدت أصلاً لتراقب العمل الحكومي، لا أن تتلقى منه التعليمات والمكافآت! الصحافة وُجدت لتكون سلطة رابعة تواجه وتراقب السلطات الثلاث الأخرى. أما حين تُصبح الصحافة تحت جناح الحكومة، تُطعمها وتسقيها وتحميها، وتُسمنها… فمن يدفع للمغني، يختار اللحن… والأغنية… وربما حتى الرقصة! مُحزنٌ أن تتحول 99% من تلك المنشورات والمواقع والإذاعات والقنوات إلى بيانات تشهير وبيع وشراء، وأبواق للوبيات مصالح وامتيازات، يستعملها أشخاص عموميون لا يريدون لأحد أن يسألهم عن سلطتهم أو ثرواتهم أو نفوذهم. يُسخّرون هؤلاء المحسوبين على الصحافة في معارك قذرة، لا شرف فيها، وكل الأسلحة فيها مباحة… لكن، المغاربة لم يعودوا سُذّجًا لتغسلوا عقولهم بهذه الحيل البدائية. حين تكسر المرآة، صورتك لن تتحسن! الخلل في الحقيقة، لا فيمن يُظهر الحقيقة. أكبر دعم للأصوات الغاضبة والرافضة والثائرة على وسائل التواصل في الداخل والخارج هو هذا المخطط: محاربة الصحافة الحرة، المستقلة، المهنية، وإسكات صوت الاعتدال داخل الجسم الصحفي. خِتامًا، يقول الصحافي والروائي الكبير غابرييل غارسيا ماركيز معتزا بمعناه التي لا يحترمها عندنا المحسوبون عليها زورا : “لا أريد أن يتذكرني أحد برواية «مئة عام من العزلة»، ولا من خلال جائزة نوبل التي حصلت عليها، بل من خلال الصحيفة… لقد وُلدتُ صحافيًا، واليوم أشعر بأني مراسل أكثر من أي وقت مضى. الصحافة في دمي، تجذبني، وكتبي هي كتب صحافية، وإن لم يلاحظ كثيرون ذلك.” وهل أُذكّركم بالمفكر الكبير فرانسوا مورياك، حين قال: “دوري كصحافي، هو أن أُزعج التأويل الرسمي للأحداث.” يبدو أنني سأردد هذه الجملة مرارا وتكرارا حتى يفتح الله بيننا وبين (صحافة الصد الأخير) ومن يقف خلفها ويمولها ويحميها ويسمنها.

التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::

مشاهدة الكلمات لا تذوب في فمي بواسطة توفيق بوعشرين

يذكر بـأن الموضوع التابع لـ الكلمات لا تذوب في فمي بواسطة توفيق بوعشرين قد تم نشرة ومتواجد على ازيلال 24 وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، الكلمات لا تذوب في فمي بواسطة : توفيق بوعشرين.

في الموقع ايضا :

الاكثر مشاهدة اخبار عربية
جديد الاخبار