لا شيء يعكس قلق هذا العصر مثل أن يتحول مسلسل درامي إلى مرآة مرعبة لواقع نعيشه، هذا ما فعله مسلسل "مراهق العائلة" الذي عرض مؤخرا على إحدى المنصات الرقمية، وأثار -عن استحقاق- عاصفة من النقاش والقلق، لم تكن فنية بقدر ما كانت مجتمعية ونفسية، دفعتنا جميعا لطرح سؤال موجع: ماذا يفعل الإنترنت بأبنائنا؟ وكيف يمكن لإيموجي ساخر أن يفتح بابا على مأساة لا رجعة فيها؟ ليست هذه مبالغة درامية، بل واقعة حقيقية سردها المسلسل بشيء من الجرأة والصراحة، حين عرض قصة فتى طعن زميلته في المدرسة نتيجة تفاعل إلكتروني عابر. القصة -التي وإن بدت خيالية- تتقاطع بشكل مخيف مع حوادث واقعية نسمع بها في نشرات الأخبار، وتكشف كيف يتحول الضغط النفسي والعزلة والتنمر إلى كرة ثلج لا توقفها إلا فاجعة. ما فعله المسلسل ليس فقط تسليط الضوء على عنف المراهقين، بل الغوص في عمق هشاشتهم. كيف يصنع الإنترنت صورا مشوهة عن الذات؟ كيف يُغرقهم في مقارنات لا تنتهي، وكيف يدفعهم لشعور دائم بالرفض؟ كل هذا يحدث في ظل غياب صوت ناضج يشرح، يُهذب، ويحتوي.
منذ مدة، حضرتُ ندوة للدكتورة هدى الرشود، المتخصصة في سيكولوجية الطفل والمراهق، وما زلت أسترجع كلماتها كلما اشتدت ضغوط الحياة الرقمية حولنا، قالت يومها عبارة لم تغادرني: "لا أحد يربي أبناءنا اليوم أكثر من هواتفهم" كانت كلماتها موجعة بقدر ما كانت صادقة، فقد كشفت ببساطة حجم الفراغ العاطفي والمعرفي الذي نتركه خلفنا، حين نُسلم أبناءنا لأجهزة ذكية دون أن نرافقهم بما يكفي من وعي وحضور، وها هي اليوم، في تعليقها على هذا المسلسل، تعيد التحذير نفسه، المراهق الذي لم ينضج بعد لتمييز التهديد من المزاح، قد يفسّر "إيموجي ساخر" على أنه إعلان حرب، لأن أحدًا لم يُمسك بيده ليشرح له الفرق.
ما يطرحه المسلسل يجب ألا يكون مادة نقاش عابرة أو ضجة على وسائل التواصل، بل صرخة استيقاظ. نحن بحاجة -كما تقترح الرشود- إلى تربية رقمية حقيقية، تبدأ من البيت وتُصاغ في المدرسة، ويُكرّس لها الإعلام، لا يكفي أن نضع الهواتف في الأدراج أو نحجب التطبيقات، بل يجب أن نخلق حوارًا دائمًا، نزرع فيه الثقة، ونفتح نوافذ للفهم والمشاركة، إن أبناءنا لا يحتاجون فقط إلى رقابة، بل إلى علاقة، إلى أذن تصغي، وقلب يفهم، وحديث لا ينتهي عن تلك الرسائل المختلطة التي يتلقونها كل يوم من شاشة لا تنام، فهم لا يعيشون في عزلة، بل في سيلٍ متدفق من الصور والأفكار والتحديات، فإن لم نكن نحن من يرافقهم في هذا التيه، فمن سيفعل؟
التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::
مشاهدة جيل الإيموجي الضائع
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ جيل الإيموجي الضائع قد تم نشرة ومتواجد على جريدة الرياض وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، جيل الإيموجي الضائع.
في الموقع ايضا :