البوليساريو: حصاة بوخروبة التي عادت لتدمي قدم الجزائر
بواسطة : عبدالقادر كلول منذ أن خطّت يد الرئيس الراحل هواري بومدين، المعروف بـ"بوخروبة"، ملامح أول دعم جزائري لجبهة البوليساريو في سبعينيات القرن الماضي، كانت تلك الخطوة بمثابة زرع حصاة مؤلمة في حذاء المغرب. لم يكن الأمر مجرد نزاع حدودي، بل مشروع سياسي إقليمي استراتيجي صُمم لإضعاف المغرب، وإحباط مسيرته نحو استكمال وحدته الترابية، وبالأساس، لقطع طريقه نحو الريادة في المنطقة المغاربية. أربعة عقود من التآمر والصمود لم تكن الطريق سهلة. واجه المغرب خلال أكثر من أربعين سنة حرب استنزاف دبلوماسية، عسكرية، وإعلامية. تجندت الآلة الجزائرية بكل أذرعها لدعم كيان وهمي، لا أرض له ولا سيادة، في مسرحية عبثية تُخالف منطق التاريخ والجغرافيا. ولكن، في المقابل، صمد المغرب صمود الجبال، مدعوماً بشرعية قضيته، وبإيمان شعبه العميق بعدالة ملفه، وبقيادة حكيمة تدرجت في التعاطي مع هذا الملف من الدفاع إلى الهجوم. التحول من الشرعية التاريخية إلى الحسم الدبلوماسي في عهد الملك محمد السادس، عرف الملف تحولاً جذرياً. لم تعد الدبلوماسية المغربية تكتفي بتقديم الحجج التاريخية والسياسية، بل تحركت في جميع الاتجاهات، واضعة نصب أعينها هدفاً واضحاً: الاعتراف الدولي بسيادة المغرب على صحرائه. تم فتح جبهة اقتصادية قوية بتنمية الأقاليم الجنوبية وتحويلها إلى قطب استثماري، وتم فتح أخرى في إفريقيا، حيث استعادت الرباط مقعدها داخل الاتحاد الإفريقي، وتمكنت من سحب اعترافات العديد من الدول بجبهة البوليساريو. انتصارات على الرقعة العالمية لم تكن تلك التحركات عبثية، بل أثمرت اعترافاً أمريكياً تاريخياً بسيادة المغرب على صحرائه في عهد الرئيس دونالد ترامب، وهو قرار لم يتم التراجع عنه في عهد خلفه، جو بايدن، بل تم تأكيده ضمنياً. فرنسا، الحليف الأوروبي التقليدي، أبدت مؤخراً ميلاً واضحاً للاعتراف الرسمي، كما أعادت إسبانيا ضبط بوصلتها السياسية باعترافها بمبادرة الحكم الذاتي كحل جدي وواقعي، وهو ما شكل ضربة موجعة للمشروع الانفصالي. فتح القنصليات: تجسيد السيادة على الأرض أكثر من ثلاثين دولة حتى الآن، معظمها من إفريقيا والعالم العربي، فتحت قنصلياتها في مدينتي العيون والداخلة، وهو ما يعني اعترافاً فعلياً بالسيادة المغربية، لا مجرد مواقف دبلوماسية رمادية. بهذا التحول، باتت جبهة البوليساريو في عزلة دولية، تعيش على فتات الدعم الجزائري، الذي بات عبئاً ثقيلاً على شعب يعاني من أزمات داخلية مزمنة. من دعم “حركات التحرر” إلى رعاية الإرهاب؟ المفارقة الموجعة اليوم، هي أن الجزائر التي زعمت يوماً أنها تدعم "حركة تحرر" باسم مبدأ "تقرير المصير"، تجد نفسها الآن في وضع محرج أمام المجتمع الدولي، خصوصاً بعد أن بدأ الكونغرس الأمريكي مناقشة تصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية، نظراً لعلاقاتها مع جماعات مسلحة في الساحل والصحراء، وتورطها في أنشطة مشبوهة على الحدود الموريتانية والمالية. إذا تحقق هذا التصنيف، فإن الحصاة التي وضعتها الجزائر في حذاء المغرب ستتحول إلى شظية مرتدة في ساقها، تقطع أوصال ما تبقى من مصداقية دبلوماسيتها، وتضعها في مواجهة مباشرة مع المنتظم الدولي. نهاية السراب... وبداية الانكشاف اليوم، لم يعد الأمر مجرد صراع مغربي جزائري على منطقة صحراوية، بل أصبح اختباراً للشرعية الدولية، ولقدرة الدول على التمييز بين قضايا التحرر الحقيقية، وبين المشاريع الانفصالية المُختلقة. انتهى زمن الرماد، وبدأت معالم الحقيقة تتجلى بوضوح. والمغرب، الذي راهن على الزمن، وعلى العمل الصبور، بدأ يجني ثماره بتأييد دولي واسع لمبادرة الحكم الذاتي، باعتبارها الحل الواقعي والوحيد لإنهاء هذا النزاع المفتعل. وفي الختام ونحن على بعد أسابيع من تخليد ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة، التي جسّدت أسمى معاني التلاحم بين العرش والشعب، لا يسعنا إلا أن نستحضر بروح فخرٍ واعتزازٍ ما حققه المغرب من انتصارات دبلوماسية وسياسية في ملف وحدته الترابية. لقد أثبت المغرب، بقيادة ملكه الحكيم محمد السادس، أن القضايا العادلة لا تموت، وأن الصبر والعمل الجاد والمقاربة المتعددة الأبعاد تثمر ولو بعد حين. اليوم، لم تعد صحراؤنا قضية تفاوض، بل أرضاً مغربية تنبض بالحياة والتنمية والاعتراف الدولي. فليعلم خصوم الأمس واليوم، أن المغرب لا يساوم على أرضه، وأن المسيرة الخضراء ليست مجرد ذكرى في كتاب التاريخ، بل روح تتجدد، وعهد لا ينكسر.
التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::
مشاهدة البوليساريو حصاة بوخروبة التي عادت لتدمي قدم الجزائر lrm بواسطة
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ البوليساريو حصاة بوخروبة التي عادت لتدمي قدم الجزائر بواسطة عبدالقادر كلول قد تم نشرة ومتواجد على ازيلال 24 وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، البوليساريو: حصاة بوخروبة التي عادت لتدمي قدم الجزائر بواسطة : عبدالقادر كلول.
في الموقع ايضا :