مرج الزهور ...الشرق الأوسط

اخبار عربية بواسطة : (ترك برس) -

طه كلينتش - يني شفق

مع فتور زخم الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987)، انشغل المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة بإعادة إحياء "عملية السلام". وعقب المؤتمر الموسع الذي عقد في العاصمة الإسبانية مدريد في الفترة ما بين 30 أكتوبر و1 نوفمبر 1991، بدأت مفاوضات سرية في العاصمة النرويجية أوسلو بين إسرائيل وممثلي منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات. وكان الهدف الأساسي من العملية، التي لعبت فيها واشنطن دورًا مباشرًا، هو تحييد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي ظهرت مع الانتفاضة، وإبقاء منظمة التحرير الفلسطينية بوصفها الممثل الوحيد لفلسطين على الساحة.

وبينما كانت "عملية السلام" تشق طريقها في دهاليز الدبلوماسية المعقدة، كانت الوقائع على الأرض تشير إلى أن حماس ستواصل مقاومتها العسكرية والمسلحة للاحتلال الإسرائيلي بكل أشكالها.

وفي خضم الأجواء الانتخابية في إسرائيل، وفي يوم 25 مايو 1992 تحديدًا، تعرض حاخام مستوطنة كفار داروم في غزة، شمعون بيران، لعملية طعن بسكين أودت بحياته. وكان بيران أحد أبرز الممثلين المتحمسين للاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية. وتبنت عملية الاغتيال كتائب عز الدين القسام، التي كانت قد تشكلت حديثًا تحت مظلة حماس، معلنةً بذلك للعالم دخولها مرحلة الكفاح المسلح المنظم ضد إسرائيل.

وتلا ذلك حادثة اختطاف الجندي الإسرائيلي من أصل مغربي، نسيم طوليدانو، على يد كتائب القسام قرب اللد في 13 ديسمبر. وطالبت حماس هذه المرة بالإفراج عن زعيمها المؤسس الشيخ أحمد ياسين، الذي سُجن بقرار من وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك، إسحاق رابين، عام 1989. وبعودة رابين إلى رئاسة الوزراء بعد فوزه في انتخابات 23 يونيو، بات يمتلك صلاحية تنفيذ مطلب حماس. إلا أن حكومة إسرائيل تجاهلت هذا المطلب وماطلت في الرد، وعقب مقتل طوليدانو، شنّت قوات الاحتلال بأمر من رابين، حملة اعتقالات واسعة في غزة والضفة الغربية، ألقت خلالها القبض على 1600 فلسطيني، بينما أغلقت المعابر بين الضفة الغربية والأردن.

وفي صباح 16 ديسمبر 1992، اتخذت الحكومة الإسرائيلية خطوة مفاجئة، حيث قضت بترحيل 415 معتقلاً فلسطينيًا إلى لبنان. وكان رابين في عجلة من أمره لدرجة أنه تجاهل الإجراءات القانونية الإسرائيلية المعتادة المتبعة في هذا الشأن. وبينما كانت الحافلات تقلّ المعتقلين مقيّدين ومعصوبي الأعين نحو الحدود الشمالية، تدخلت المحكمة العليا الإسرائيلية وأوقفت العملية. وخلال فترة استكمال الإجراءات، احتُجز الفلسطينيون في الحافلات لمدة أربع عشرة ساعة كاملة، ليتم ترحيلهم في النهاية إلى لبنان.

وفي ظروف مناخية قاسية، أُجبر الفلسطينيون على التوجه نحو منطقة مرج الزهور الجبلية، بثياب شتوية خفيفة وقليل من المؤن. وكان من بين المبعدين شخصيات بارزة مثل: إسماعيل هنية، ومحمود الزهار، وعبد العزيز الرنتيسي، وعزيز الدويك، ونايف الرجوب، وعبد الفتاح دخان، وحمد البطّاوي.

في تلك الفترة، كانت إسرائيل ما تزال تحتل الجنوب اللبناني. وكان ما يمنع المبعدين من دخول عمق لبنان هو هجمات "جيش لبنان الجنوبي" بقيادة سعد حداد، الميليشيا المسيحية التي دعمتها إسرائيل بالسلاح والتمويل، والتي كانت رغم كونها عربية بالكامل، من أشد الأعداء للفلسطينيين.

ولكن الترحيل حظي باهتمام إعلامي إقليمي ودولي كبير، وعلى عكس توقعات الحكومة الإسرائيلية، تحول إلى حملة تعاطف دولية واسعة مع الحركة والقضية الفلسطينية. وأصبح مرج الزهور بمثابة "معسكر تدريب" قاسٍ لكنه مثمر، أتاح لقيادات الحركة التهيئة لأدوارهم المستقبلية. وعلى الرغم من أن خطة رابين كانت تقضي بإبعادهم لعامين، إلا أن الضغوط الإعلامية والسياسية دفعت الحكومة إلى تقليص المدة والسماح تدريجيًا بعودة المبعدين بحلول نهاية عام 1993.

لقد شكل منفى مرج الزهور نقطة تحول مفصلية في صعود حماس، ورسّخت قبولها لدى قطاعات واسعة من الشعب الفلسطيني. فالحركة التي تبرعمت في الانتفاضة، أزهرت وأينعت في المنفى، فكان "مرج الزهور" بحق.

التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::

مشاهدة مرج الزهور

يذكر بـأن الموضوع التابع لـ مرج الزهور قد تم نشرة ومتواجد على ترك برس وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، مرج الزهور.

في الموقع ايضا :

الاكثر مشاهدة اخبار عربية
جديد الاخبار