في زمن يصطخب بالأحداث الكبار، ويضجّ بالتحديات الجسام، ووسط واقع يحفل بالكثير من الإنجازات، تغدو عملية التوثيق والأرشفة ضرورة وطنية تتجاوز البُعد المعلوماتي الصِّرف، لتصبح حاجة لصون تاريخنا ومنجزنا الوطني المحتشد بالمواقف، والمحطات الفارقة؛ فالتوثيق إذاً تخطّى قيمته المعرفية إلى القيمة الحضارية والوطنية على اعتبار أن الذاكرة لا تُصان بالتعاطي الآني اللحظوي معها، فلا بدّ من أن يرافق تلك الأحداث الجسام والمنجزات الوطنية بصيرة وثائقية تُخلّد تلك المحطات الكبرى إن كانت مُنجزاً أو تحديّاً جابَهَتْهُ بلادنا كما هو الحال مع «جائحة كورونا»، ذلك الحدث العالمي الضخم الذي زلزل العالم، وألقى بظلاله القاتمة على جميع الدول صحياً واجتماعياً واقتصادياً، بل إنه شلّ حركة العالم بشكل تاريخي لم يسبق له مثيل، إلّا أن بلادنا قدّمت عملاً تاريخياً عظيماً أذهل العالم أجمع، سجّل ملحمة وطنية تجاوزت المواجهة العادية أو الإجراءات الصحية؛ فقد انبرت قيادتنا الفذّة وقادت عملاً مذهلاً، عملاً اتّسم بعبقرية الاحتواء؛ فقد تكاملت فيها القيادة مع المؤسسة، والإنسان، وحنكة التعاطي، وحصافة الإدارة، توّجها جميعاً دعمٌ سخيٌّ من قيادة جعلت من الإنسان- مواطناً كان أم مقيماً- مركز الأولوية، دونما تمييز، ودونما تردد أو تراخٍ.
اليوم يبرز هذا المنجز الوطني التاريخي العظيم، ونستدعيه باعتباره أنموذجاً عالمياً يحق لنا الاعتزاز به واستذكاره لتتعرّف عليه الأجيال، وهذا ما أحسنت عمله وتوثيقه «وزارة الصحة»، عبر إصدار ضخم بعنوان «أذكُرُ أنّ».. وعنوان شارح يقول: كل ما صوّرتْهُ كاميرا الصحة في مواجهة كوفيد 19». وقد صُدِّرَ هذا الكتاب بعبارة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان قال فيها: «اتخذت الأجهزة المعنية في بلادنا إجراءات احترازية ووقائية وعلاجية، هدفها الإنسان، ولا شيء غير الإنسان والحفاظ على صحته والعمل على رعايته، والسعي إلى راحته». وعبارة لسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان قال فيها: «تعاملنا معاً مع هذا التحدي بجدية تستوجبها مسؤولية صون حياة الإنسان وحماية سبل العيش وتقليل الأضرار الناتجة عن هذه الجائحة ورفع الجاهزية لمواجهة الأزمات المستقبلية - لا سمح الله..» كما أكد وزير الصحة من موقع مسؤوليته وتوجيه القيادة أنّ: «حق لكل مواطن أن يفتخر ويعتز بما تعيشه بلادنا من إنجازات تنموية فقد كان ولايزال إنسان هذا الوطن محور الاهتمام في كافة خطط وبرامج الدولة».
إن هذا التوثيق الذي قدمه هذا الإصدار لا يمثّل حفظاً لذاته، وإنما يهدف لبناء وعيٍ جمعي يعترف بأن التفوق على المحن لا يكون إلا حين تتعاضد الرؤية مع الرحمة، والقرار مع الضمير، والقيادة مع الشعب. وهذا ما جسّدته المملكة، فاستحقت أن تُروى تجربتها لا كحدث عابر، بل كدرس يُحتذى، وسردية وطنية يجب أن تظل حاضرة في أرشيف المستقبل. أختم بالتعريف الطريف الذي عرّف الكتاب بنفسه فيقول: «الزمن نسيج مرن يتقلص حين نضحك.. ويتمدد عندما لا نكون بخير..
أعرفك بنفسي؟ أنا كتاب متخم بالصور، أتحسس ذاكرتي وأتأملها.. أستحضر كل ما فيها وكأني أعيشها الآن!
هي أيام لا تنسى. هذه ذاكرتي، وهذه كل الصور المطوية في أدراجي، وكنت الشاهد - ليس الوحيد - على هذه الأزمة، الشاهد الذي تأثر بها واستشعر تفاصيلها، ثم مضى محموماً بذكرى ضد النسيان..
التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::
مشاهدة منجزاتنا ضد النسيان
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ منجزاتنا ضد النسيان قد تم نشرة ومتواجد على جريدة الرياض وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، منجزاتنا ضد النسيان.
في الموقع ايضا :