حوار هش: المحادثات الأمريكية الإيرانية في عُمان ...الشرق الأوسط

اخبار عربية بواسطة : (ترك برس) -

د. محمد رقيب أوغلو - كريتيك باكيش

مع انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة للمرة الثانية، عاد التوتر في خط واشنطن-طهران ليصعد إلى صدارة الأجندة العالمية. كان ترامب قد ألغى من جانب واحد خلال فترة ولايته الأولى “خطة العمل الشاملة المشتركة” (JCPOA) التي تم توقيعها عام 2015 للحد من الأنشطة النووية الإيرانية، ثم أطلق هجومًا استهدف قادة فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، مما دفع بالتوتر الإقليمي إلى ذروته. ولا يزال السؤال حول ما إذا كان هذا الخط السياسي المتشدد والقائم على المواجهة سيستمر في عهد ترامب الثاني يشكل موضوع فضول في أوساط العلاقات الدولية منذ فترة طويلة.

بينما كانت منصات الإعلام التابعة لجناح الصقور في الولايات المتحدة تناقش حتى احتمالية التدخل العسكري ضد إيران في أوائل عام 2025 بصوت عالٍ، أحدث إعلان ترامب خلال اجتماعه الأخير مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن بدء مفاوضات مباشرة مع إيران صدمة غير متوقعة. خاصة وأن هذا الإعلان جاء رغم الضغط الدبلوماسي لنتنياهو الذي علق في مستنقع سياسي بسبب حرب غزة والمأزق الداخلي، مما شكل مفاجأة لكل من الرأي العام في تل أبيب والعالم. لكن بالنسبة لزعيم مثل ترامب، الذي يتبع سياسة خارجية لا يمكن التنبؤ بها وتتشكل وفق حسابات شخصية، فإن هذه الخطوة مناسبة إلى حد ما لمنطقه السياسي الخاص. وبالتالي، أصبح اتجاه المفاوضات الأمريكية الإيرانية التي بدأت في مسقط موضوعًا يثير الفضول.

وساطة عُمان

تقدم عُمان أرضية لا تسبب فقدان هيبة لأي من الطرفين. تفضل الولايات المتحدة وإيران عقد المفاوضات في بلد يراعي التوازنات الدبلوماسية وله سابقة في الوساطة، مثل عُمان، وليس في دول يُنظر إليها على أنها منحازة، مثل الإمارات العربية المتحدة. أصبح الحياد المكاني والدبلوماسي الذي توفره عُمان عنصرًا لا غنى عنه لمثل هذه المفاوضات عالية التوتر. بهذا الصدد، كشفت الاتصالات في مسقط مرة أخرى أهمية الجهات الفاعلة المحايدة مثل عُمان في عمليات حل النزاعات في المنطقة.

أظهرت المفاوضات الأمريكية-الإيرانية التي جرت في العاصمة العُمانية مسقط في 12 أبريل 2025، استئناف الاتصالات الدبلوماسية المعلقة منذ فترة طويلة بين الطرفين. لعبت عُمان، بموقفها المحايد في المنطقة، أدوارًا وسيطة مهمة في الماضي، حيث استضافت أيضًا المفاوضات التمهيدية لخطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) التي وُقعت عام 2015.

هذه المرة، تحولت الفترة التي بدأت بخطاب تهديد صارم بعد إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى مفاوضات غير مباشرة عبر عُمان في غضون وقت قصير. كشفت أربع جلسات غير مباشرة بين الممثل الخاص الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والتي جرت عبر وساطة وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي، عن بدء حوار محدود لكن ملموس بين الطرفين. في نهاية الاجتماعات، كانت المصافحة المباشرة بين الدبلوماسيين خطوة رمزية مهمة. وقد أشار العديد من الأشخاص إلى أن المفاوضات أصبحت ضرورة أكثر من كونها خيارًا لكل من الولايات المتحدة وإيران. وبالفعل، يعتبر البعض العملية والمحادثات على الجانب الأمريكي خطوة استراتيجية تجمع بين الرغبة في الحفاظ على الضغط الأقصى على إيران وفي نفس الوقت تحقيق اتفاق جديد. فإدارة ترامب، من ناحية، تواصل فرض عقوبات اقتصادية صارمة على إيران، ومن ناحية أخرى، لا تخفي رغبتها في التوصل إلى اتفاق سيحمل اسمها. وقد اشتكى ترامب في الماضي من فقدان الشركات الأمريكية “لفرصة تريليون دولار” في إيران. هذا البراغماتية الاقتصادية تبرز كواحدة من الدوافع الرئيسية التي تدفع ترامب إلى اللجوء للدبلوماسية.

من وجهة نظر إيران، فإن المشاركة في المفاوضات هي نتيجة للضرورات الاقتصادية والضعف الإقليمي. فالاقتصاد الإيراني، الذي يعاني من أزمات طويلة الأمد بسبب العقوبات الأمريكية، يحاول التعامل مع ضغوط متعددة مثل الانهيار في البنية التحتية للطاقة، والخسائر الاستراتيجية لوكلائه مثل حزب الله، وارتفاع التضخم، وأزمات العملات الأجنبية، والسخط المتزايد في الرأي العام الداخلي. تصريحات الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان والمرشد الديني علي خامنئي، التي تفتح الباب للحوار، تُظهر أن النظام يتبع استراتيجية حذرة للتطبيع. ومع ذلك، فإن برنامج إيران للصواريخ الباليستية، وقدراتها في التخصيب النووي، ونفوذها الإقليمي تظل خطوطًا حمراء غير قابلة للتفاوض.

التوقيت

تجرى المحادثات الأمريكية الإيرانية في وقت يتزامن مع اقتراب تاريخ حاسم بالنسبة للدبلوماسية الدولية. ففي أكتوبر 2025، من المقرر أن يُناقش احتمال إعادة تفعيل آلية “الزناد” (سناب باك) الخاصة بالاتفاق النووي الإيراني. هذه الآلية تتيح إعادة فرض عقوبات مجلس الأمن الدولي تلقائيًا بحجة أن إيران لم تفي بالتزاماتها. وإذا لم تحقق إدارة ترامب مكسبًا دبلوماسيًا ملموسًا قبل هذا الموعد، فقد تواجه خيارًا صعبًا بين اللجوء إلى الخيار العسكري أو فقدان فرصة دبلوماسية كبيرة. أما إيران، فتحاول خلال هذه الفترة مواصلة التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) لإثبات أن برنامجها النووي ليس موجهاً بالكامل للأغراض العسكرية. ووصف عراقجي المحادثات بأنها جرت في أجواء من “الاحترام المتبادل”، مما يُظهر استعداد إيران للتفاوض مع التأكيد على أنها لم تتراجع عن خطوطها الحمراء.

يمكن قراءة النص الكامل للمقال عبر رابط مجلة كريتيك باكيش الفكرية

التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::

مشاهدة حوار هش المحادثات الأمريكية الإيرانية في ع مان

يذكر بـأن الموضوع التابع لـ حوار هش المحادثات الأمريكية الإيرانية في ع مان قد تم نشرة ومتواجد على ترك برس وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، حوار هش: المحادثات الأمريكية الإيرانية في عُمان.

في الموقع ايضا :

الاكثر مشاهدة اخبار عربية
جديد الاخبار