عيد العمال في المغرب..رمزية النضال وسط عجز الإصغاء
قلم : الحنبلي عزيز
يأتي فاتح ماي 2025 في سياق اجتماعي مشحون، تطبعه التوترات بين الحكومة والمركزيات النقابية، التي اختارت هذه السنة أن ترفع سقف التصعيد في وجه ما تعتبره “هجومًا ممنهجًا” على الحقوق الاجتماعية والمكتسبات التاريخية للطبقة العاملة. في مقابل ذلك، تقدم الحكومة خطواتها كتنزيل لالتزامات اتفاقي أبريل 2022 و2024، غير أن الفجوة بين الخطاب والممارسة تتسع يوما بعد يوم.
النقابات العمالية، وعلى رأسها “الكونفدرالية الديمقراطية للشغل”، دقت ناقوس الخطر بشأن استمرار التضييق على الحريات النقابية، وتجاهل الحكومة لمبدأ التشاركية في صياغة القوانين ذات البعد الاجتماعي، خصوصًا قانون الإضراب الذي مرّر بطريقة تُوصف بـ”الأحادية والانفرادية”. هذه الخطوة، في نظر العديد من الفاعلين، لا تضرب فقط مبدأ الحوار، بل تعيد المغرب إلى مناخ اجتماعي مهدد بالانفجار الصامت.
وإذا كان عيد الشغل يُمثّل مناسبة للاحتفال بإنجازات الحركة العمالية عالميًا، فإن الوضع بالمغرب يُفرز صورة مختلفة: احتفالات بطابع احتجاجي، ومسيرات تحمل نكهة الخيبة أكثر من نشوة الانتصار. فرغم الإعلان عن زيادات في الأجور، إلا أن الواقع المعاش يُكذب الأرقام؛ فالقدرة الشرائية تنهار أمام موجات الغلاء، والتضخم يلتهم أي تحسّن مالي.
ومن المؤسف أن تتحوّل هذه المناسبة، التي يفترض أن تكون يوم اعتراف وتقدير للطبقة العاملة، إلى منصة لتجديد الشكوى من تفشي الريع، وخوصصة القطاعات الاجتماعية، وتهميش المرأة العاملة، وتزايد هشاشة الشباب في سوق الشغل. كيف يُمكن الحديث عن تقدم في ظل تآكل الحقوق وتضييق الحريات، ومقاربة حكومية تُسند إلى منطق التدبير التقني، لا السياسي-الاجتماعي؟
وفي المقابل، لا يمكن فصل ما يجري في المغرب عن الدينامية العالمية التي تشهد تحولات في طبيعة الشغل، وتهديدات الأتمتة، وانكماش الوظائف التقليدية. لكن هذه التحولات يجب أن تُواكب بسياسات عمومية جريئة، قادرة على إعادة بناء عقد اجتماعي جديد، يضمن العدالة في الأجور، والكرامة في ظروف العمل، والأمن الاجتماعي للفئات الضعيفة.
إن ما يجعل الوضع مقلقًا أكثر، هو فقدان الثقة في المؤسسات التمثيلية، سواء النقابية أو الحكومية، مما يعكس أزمة عميقة في منظومة الوساطة بالمغرب. وإذا لم يتم استدراك الوضع، عبر إصلاح قانون النقابات، ومراجعة مدونة الشغل، وتأهيل منظومة الانتخابات المهنية، فإن خطر الانفجار الاجتماعي سيبقى قائمًا، وإن بدا تحت السيطرة الظرفية.
وفي الأخير، يظل عيد العمال هذا العام محطة للتساؤل أكثر من الاحتفال. تساؤل حول موقع الكرامة في السياسات العمومية، ومصير العمل اللائق في مغرب يتغير، لكنه لا يتقدم في عين العامل. وبين خطاب الحكومة وصرخات النقابات، يظل صوت الشغيلة مرآة لحقيقة لم تعد تخفى على أحد: الطبقة العاملة لا تحتفل… بل تُقاوم.
التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::
مشاهدة عيد العمال في المغرب رمزية النضال وسط عجز الإصغاء قلم الحنبلي عزيز
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ عيد العمال في المغرب رمزية النضال وسط عجز الإصغاء قلم الحنبلي عزيز قد تم نشرة ومتواجد على ازيلال 24 وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، عيد العمال في المغرب..رمزية النضال وسط عجز الإصغاء قلم : الحنبلي عزيز.
في الموقع ايضا :