في هذه اللحظات من صباح اليوم الأربعاء 07 ماي 2025، وبينما يحبس العالم أنفاسه في انتظار ما سيؤول إليه اشتعال جبهة الحرب بين الهند وباكستان؛ تتعلّق قلوب منطقتنا، المسماة “الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، بالزيارة الرسمية التي سيقوم بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلي بعض دولها، وتحديدا دول الخليج العربي: المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة 
في هذه اللحظات من صباح اليوم الأربعاء 07 ماي 2025، وبينما يحبس العالم أنفاسه في انتظار ما سيؤول إليه اشتعال جبهة الحرب بين الهند وباكستان؛ تتعلّق قلوب منطقتنا، المسماة “الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، بالزيارة الرسمية التي سيقوم بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلي بعض دولها، وتحديدا دول الخليج العربي: المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر.
وفيما اختار ترامب أمس خلال لقائه الصحافي المشترك مع رئيس الوزراء الكندي الجديد، أن يستعمل مهاراته الإعلامية ويلقي للرأيين العامين الأمريكي والعالمي، ب”تشويقة” شديدة الجاذبية، حين قال إنه سيعلن تطوّرا هاما وايجابيا قبيل انطلاق رحلته نحو الرق الأوسط، يحقّ لنا أن ننظر إلى هذه التطورات من زاويتنا الوطنية المغربية الخالصة.
الملاحظة الأولى والأساسية التي تبرز من هذه الزاوية، هو غيابنا شبه الكلي عن المشهد.
فنقطة الارتكاز الأساسية في السياسة الأمريكية تجاه منطقتنا هذه، هي القضية الفلسطينية، ومن خلالها يمكن قراءة فنجان السياسة الأمريكية فيها. والتأثير في هذه القضية يستوجب بالضرورة الإبقاء على خطوط الاتصال ساخنة مع واشنطن.
ما يزكي هذه المخاوف، بروز توجّه لعزل المغرب عن تطوّرات الشرق الأوسط، ومحاصرته ضمن معادلة شمال إفريقيا. ويتجلى ذلك في هذه الزيارة الرسمية التي قام بها سلطان عُمان للجزائر في اليومين الماضيين، في ظل التطابق الحاصل بين تحركات مسقط في الشهور الأخيرة، وأجندة واشنطن الدبلوماسية.
يكفي أن السلطنة كانت قناة فعالة لواشنطن في الوصول إلى توافقات، وإن كانت مؤقتة، مع ايران والحوثيين… لنتوقّع أن مسارا مشابها تبحث عنه الولايات المتحدة الأمريكية مع الجزائر، وهذا لا يمكن أن يتم بدون انعكاسات على مصالحنا.
في زيارته السابقة خلال ولايته الأولى إلى المنطقة العربية، في مثل هذا الشهر (ماي) من سنة 2017، انعقدت قمّتان، واحدة عربية وأخرى إسلامية، على هامش زيارته الرسمية للمملكة العربية السعودية، وهذه الأخيرة وجّهت دعوة رسمية للملك محمد السادس لحضورهما.
صحيح أن ملك المغرب لم يحضر تلك الاجتماعات في سياق تقدير معروف لديه لانعدام الجدوى من القمم الشكلية، منذ آخر قمّة حضرها في الجزائر عام 2005، لكننا كنا حاضرين في الأجندة على الأقل، ووزير خارجيتنا شارك في أشغالهما.
اليوم تقول مصادري الخاصة من واشنطن، والتي تتابع تطوّرات الأحداث دقيقة بدقيقة، إن المغرب ما زال يتعامل بحذر شديد مع الدائرة الضيقة للرئيس دونالد ترامب.
سفيرنا هناك، السيد يوسف العمراني، لم يدخل البيت الأبيض منذ وصول ترامب إليه إلا مرة واحدة، جلس خلالها إلى جانب سفيرة المملكة العربية السعودية، بمناسبة حفل إفطار رمضاني.
“وهل هناك مناسبات أخرى كان يفترض أن يحضرها سفيرنا داخل البيت الأبيض ولم يفعل؟”، سألت مصدري، ليجيب: “لا.. لكنه لم يستطع خلق الفرصة. أو ربما لا يحاول ان تكون فرصة رسمية يلتقي فيها رأسا لرأس، لأنه حينها، قد يكون هدفا لأطماع ترامب ولا يمكن توقع ما سيطلبه، ورد الفعل حينها سيكون حاسما جدا”.
حذر قد يكون منهجيا ومبررا بتقدير عقلاني ومنطقي لميزان القوة واعتبارات المرحلة، لكنه قد لا يفضي إلى تجنّب الوقوع في مرمى “تشيار” دونالد ترامب فقط، بل قد يكون له معنى آخر، هو تضييع فرصة عنوانها اتخاذ القرارات بمنطق الصفقات والتاجر الشاطر هو الذي يبادر ويخاطر.
العسل الذي يدعونا البعض إلى النوم فيه من جهة علاقاتنا مع إدارة ترامب قد لا يكون إلا سرابا، إذ لا شيء تأكد وحُسم بشكل واضح ورسمي بشأن ملف الصحراء، أي فرض التحوّل الضروري في أجندة مجلس الأمن الدولي وإنهاء النزاع لصالح المغرب قبل نهاية الولاية الرئاسية الحالية لترامب.
فصحيفة “بوليتيكو” المرموقة تخبرنا هذا الأسبوع أن الرجل الذي احتفينا مؤخرا بتصريحاته حول وحدتنا الترابية، أي مستشار الرئيس الأميركي للشؤون الأفريقية والشرق أوسطية، مسعد بولس؛ تلقى خلال شهر أبريل الماضي، هو ووفد صغير من وزارة الخارجية كان يفترض أن يرافقه، إخبارا بإلغاء رحلتهم الجوية التي كانت مقررة لعدة عواصم أفريقية، إذ رفضت الإدارة دفع تكاليف نقله جوا من قِبل الجيش الأمريكي.
وتقول الصحيفة إن سوزي وايلز، رئيسة موظفي الرئيس دونالد ترامب، اتصلت ببولس مباشرة لإبلاغه بأنه لن يُسمح له بالسفر على متن طائرة حكومية. وسيتعين عليه تقليص رحلته التي تشمل عدة دول بإلغاء توقف في أنغولا، والسفر جوا على متن طائرة تجارية في اليوم التالي.
ونقلت الصحيفة عن أربعة مصادر قولها إن البيت الأبيض ووزارة الخارجية شعرا بالإحباط من تحركات بولس “المستقلة”، وأن عددا من الحوادث المتراكمة قد أفسدت علاقاته في مختلف قطاعات الإدارة.
أحد مصادري في واشنطن قال لي إن هذا التقرير موجّه لكل من كان يأخذ تصريحات بولس على انها مواقف رسمية لإدارة ترمب، “فهو لا يتمتع بسلطة القرار. وحتى المواقف التي عبّر عنها وزير الخارجية لا ترقى لمرتبة المواقف من البيت الأبيض. وحين سيصل الأمر إلى ترامب، فإنه لن يقدم اعترافا أو قنصلية ودفعة دبلوماسية لحل قضية الصحراء بناء على مقترح الحل الذاتي وحده، بدون مقابل”.
توقّعت في حديث جمعني بمصدر آخر من العاصمة الأمريكية، أن تكون الثروات المعدنية المغربية في مرمى أطماع الرئيس الأمريكي، على غرار ما وقع مع أوكرانيا الحليفة لواشنطن، فقلّل محدّثي من ذلك، معتبرا أن المغرب يحتاج إلى مستثمرين لاستغلال معادنه في جميع الأحوال، “لكن المقابل الذي قد يطالب به ترامب، لن يقلّ عن امتيازات للمقربين منه لبناء عقارات، قد تكون حتى في الصحراء”، يقول محدّثي، مضيفا أن الأمر الأسوأ الذي قد يطلبه الرئيس الأمريكي، “هو أن يدعو المغرب إلى تبني خطته في الشرق الأوسط، حتى تكون لها شرعية، وتقدم على أنها خطة مغربية، بدلا من خطة لترمب”.
هنا يعيدني كلام محدّثي إلى زيارة ترامب للمنطقة وعلاقتنا بها، فالاحتمالات التي طرحها المراقبون المختصون لما سيكشف عنه ترامب في اليومين المقبلين، أو صباح الاثنين المقبل على أبعد تقدير كما قال شخصيا؛ لا تخرج عن أحد الملفات الثلاثة: الحرب في غزة، والملف الإيراني، ومسار التطبيع العربي مع إسرائيل.
ولا يخفى على أحد ما أثاره ترامب من جدل بعد اقتراحه بأن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة، مع إعادة تطويره وتحويله إلى وجهة سياحية، ونقل السكان الفلسطينيين إلى أماكن أخرى.
هذا المقترح قوبل برفض واسع من الدول العربية، خاصة مصر، التي أطلقت مبادرة لإعادة إعمار غزة بقيادة عربية، تهدف إلى الحفاظ على السكان الفلسطينيين في أماكنهم وتوفير الأمن من خلال قوات فلسطينية مدربة من قبل الدول العربية.
تسعى هذه المبادرة إلى منع التهجير الجماعي للفلسطينيين وتجنّب زعزعة استقرار المنطقة.
وبالتالي من حقنا أن نخشى من محاولة توظيفنا لمنح الشرعية لهذا المقترح، أو غيره، كضغط على الفلسطينيين والدول العربية المحيطة بهم.
الشيء المطمئن في التطوّرات الحالية، هو فشل عملية الضغط الرهيبة التي قامت بها إسرائيل لحمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على زيارتها في إطار جولته المرتقبة في “الشرق الأوسط”.
بل إن مصادر أمريكية رفيعة قالت تحت شرط عدم النشر (off the record) إن مبعوث ترمب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، هو من أنجز الاتفاق بين الحوثيين واشنطن عبر سلطنة عمان، لإنهاء العملية العسكرية والتصعيد في البحر الأحمر.
وحسب تلك المعلومات، فقد تم اتخاذ قرار إبعاد مايك والز من منصب مستشار الأمن القومي قبل ذلك، منعا لتسريب الأمر للإسرائيليين الذين صبت أنه متواطئ معهم أكثر من اللازم.
هل من طريقة أفضل للتعامل مع ترامب بدل الحذر المفرط؟
هناك جواب يمكننا أن نستشفّه من طريقة إعلانه عن المفاجأة التي سيفجّرها خلال اليومين المقبلين، أي استعماله أسلوب الترويج والدعاية الإعلاميين؛ ثم من إحدى صفحات كتاب “غرفة العمليات” لصاحبه جورج ستيفانوبولوس، والذي يعتبر من بين أكثر الكتب مبيعا في أمريكا حاليا، والتي يقول فيها إن ترامب يتأثر بقناة “فوكس نيوز” ويبني قراراته وفقا لما يشاهده فيها أكثر مما يعتمد على تقارير وكالات المخابرات…
لم لا نفكّر من خارج “الصندوق
“تشيار” ترامب في مرآة المغرب صوت المغرب.
التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::
مشاهدة ldquo تشيار rdquo ترامب في مرآة المغرب
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ تشيار ترامب في مرآة المغرب قد تم نشرة ومتواجد على صوت المغرب وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، “تشيار” ترامب في مرآة المغرب.
في الموقع ايضا :