وتوقفت قناة "الحرة" الأميركية الناطقة باللغة العربية عن البث الشهر الماضي، عقب قرار الرئيس دونالد ترامب في منتصف نيسان/أبريل تجميد تمويل شبكة الشرق الأوسط للإرسال (MBN) التي تشغّل وتدير القناة، ومفرّها الرئيسي فيرجينيا. وتقول الثلاثينية سارة، وهو اسم مستعار للصحافية التي فضَلت عدم كشف هويتها لتتحدث بحرية عن الوضع، "نعيش فيلم رعب (...). انقطع دخلي فجأة ولدي التزامات عائلية وقرض مصرفي. ماذا سيحدث إذا لم أتمكَن من دفع الأقساط؟". وكانت الشبكة واجهت تحديات حتى قبل عودة ترامب الى البيت الأبيض، فاضطرت لتسريح العديد من موظفيها في أيلول/سبتمبر الماضي. ويوضح المدير التنفيذي لشبكة "إم بي إن" جيفري غيدمن لوكالة فرانس برس أنه عندما تسلّم منصبه في نيسان/أبريل 2024، "ورث تخفيضات الميزانية التي أقرتها الإدارة السابقة والكونغرس"، ما دفعه لاحقا إلى "خفض الموظفين بنحو 25%". إلا أن اقتطاعات ترامب الذي يشكّك في الاستقلالية التحريرية لوسائل الإعلام المموّلة أميركيا والموجّهة إلى الخارج، سرّعت إقفال مكتب الإمارات. ويزور الرئيس الأميركي الأسبوع المقبل الإمارات ودولا خليجية أخرى. وخلّف إغلاق قناة "الحرة" صدمة في مكتب دبي، المقرّ الإقليمي في الشرق الأوسط للقناة. وتلقّى كل العاملين فيه والبالغ عددهم 99 موظفا بريدا إلكترونيا السبت 12 نيسان/أبريل بعنوان "شكرا على خدمتك"، موقّع من غيدمن. وتلقى معظم الموظفين في مقرّ الشبكة الرئيسي في فيرجينيا الرسالة نفسها. وقررت إدارة ترامب وقف عمل الشبكة في 15 آذار/مارس. ولا يزال قرار تمويل شبكة "إم بي إن" إلى جانب وسائل إعلام أخرى مثل إذاعتي "صوت أميركا" و"آسيا الحرة"، وهي منابر تابعة للوكالة الأميركية للإعلام الدولي (USAGM)، محلّ طعون متواصلة في المحاكم الأميركية. "الحكومات لا الشعوب" ولا يستغرب أستاذ الاعلام السياسي في جامعة الملك سعود مطلق المطيري القرار الأميركي. ويوضح لفرانس برس أن "الاستراتيجية الإعلامية الأميركية صارت تعتمد على العلاقة مع الزعماء والحكومات"، لا على مخاطبة الشعوب "كما فعلت في السابق لإيصال وجهة نظرها السياسية في مسألة الإرهاب خصوصا". وأنشأت واشنطن قناة "الحرة" في 2004 وموّلتها، بعد عام من غزوها العراق. وبدا واضحا أنها كانت تسعى الى موازنة نفوذ قناة "الجزيرة" القطرية التي انطلقت عام 1996 في المنطقة حيث الرأي العام معاد إجمالا للولايات المتحدة. وتقول القناة الإخبارية التي كانت بين مشتركي وكالة فرانس برس، إنها كانت تصل إلى أكثر من 30 مليون شخص أسبوعيا في 22 دولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتتهم إدارة ترامب التي وضعت الوكالة الأميركية للإعلام الدولي، وهي وكالة فدرالية مستقلة تُموّل وسائل الإعلام الموجهة للخارج، تحت سلطة كاري ليك، وهي مذيعة سابقة محافظة للغاية، شبكة الشرق الأوسط للغرسال التي تدير "الحرة"، بأنها "عملاق فاسد وعبء على دافعي الضرائب الأميركيين". وردّا على الاتهامات، يقول غيدمن "لا تُحب إدارة ترامب هذا النوع من الإعلام المستقل"، مضيفا "أعتقد أن ما تفعله غير حكيم ويضرّ بسمعة الولايات المتحدة". وكان لدى الوكالة التي تُعد إحدى وسائل القوة الناعمة الأميركية، 3384 موظفا في العام المالي 2023، وطلبت 950 مليون دولار للعام المالي الحالي، قبل أن تقرّر إدارة ترامب إنهاء الدعم المالي، في إطار خفض جذري للموازنة الفدرالية. إلا أن غيدمن لا يعتبر أن المبرّر المالي هو الأساس. ويقول "نكلّف سنويا ما يعادل طائرتي أباتشي. الولايات المتحدة قادرة على تحمّل هذه الكلفة". "استراتيجية قاتلة" وخفّضت شبكة "إم بي إن" عدد الموظفين "من 500 إلى ما يقارب 40"، بحسب غيدمن الذي وصف ما يجري بـ"استراتيجية قاتلة". وكان حذّر سابقا من خطر إغلاق منصات الشبكة بما فيها قناة "الحرة" في منطقة "تشهد مناخا إعلاميا يعمّه العداء المطلق للولايات المتحدة". ويقول موظف عمل 17 عاما في مقرّ الشبكة الرئيسي في فيرجينيا، "كان قرار الإغلاق متوقعا، لكننا لم نتخيل حدوثه بهذه السرعة". ويضيف الأب لثلاثة أبناء "ألقوا بنا في الشارع، لم نحصل على أيّة حقوق". ويعرب صحافي تم تسريحه من مكتب دبي عن تخوّفه من "مستقبل مهني مجهول" بعد ثماني سنوات عمل في قسم الأخبار للقناة. وأوضح الرجل البالغ 56 عاما "لسنا مقبولين في معظم الدول العربية لأننا اشتغلنا في قناة الحرة الأميركية". ويشير مدير مركز "البارومتر العربي" للاستطلاعات مايكل روبنز إلى محدودية نجاح قناة "الحرة" في منافسة الجزيرة مثلا و"بي بي سي التي قدّمت أخبارا باللغة العربية من منظور غربي، ولديها سمعة أطول بكثير". ويقول روبنز لفرانس برس "قلّة في المنطقة تلجأ للحرة كمصدر رئيسي للمعلومات" خصوصا مع "تراجع صورة الولايات المتحدة لدى الرأي العام العربي بسبب دعمها إسرائيل". ويقول الموظف من فيرجينيا بغضب "الطريقة التي أنهوا بها تاريخنا الطويل مع الشبكة مهينة جدا". ويتحدّث الرئيس التنفيذي غيدمن عن "تضامنه التام مع الموظفين المستائين"، واصفا ما يجري بـ"غير العادل"، ومشيرا الى أنه يعمل على إيجاد حلول "لمساعدتهم ولو قليلا". وقال صحافيون من مكتب "الحرة" في دبي لفرانس برس إنهم تلقّوا تطمينات من الحكومة الإماراتية بأنها تعمل على تسهيل إقامتهم في البلد حتى إيجاد حل.
التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::
مشاهدة صحافيون من قناة الحرة في دبي ضحايا قرارات ترامب خفض تمويل وسائل إعلام أميركية
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ صحافيون من قناة الحرة في دبي ضحايا قرارات ترامب خفض تمويل وسائل إعلام أميركية قد تم نشرة ومتواجد على فرانس 24 وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، صحافيون من قناة "الحرة" في دبي ضحايا قرارات ترامب خفض تمويل وسائل إعلام أميركية.
في الموقع ايضا :