الخط ليس مجرد أداة للتدوين أو عنصراً زخرفياً يجمّل الصفحات، بل هو لسان الحضارة وروح الهوية، وجسرٌ ممتد بين الماضي والمستقبل.
ومن أرض النبوة والوحي، من المملكة العربية السعودية، مهد الحضارات الإنسانية العريقة ومهوى الرسالات، انطلقت فكرة تطوير الخط العربي لتجسّد عمق الانتماء وأصالة الامتداد. ففي بلدٍ زخرت أرضه بنقوش المسند والثمودي والنبطي، انبثقت رؤية تجعل للغة العربية خطاً يعبر عن هويتها، يستند إلى تاريخها العميق ويتجدد بحاضرها المتوثّب، مستلهمًا جذور الكتابة الأولى.
نعود إلى تلك اللحظة التأسيسية بعد معركة بدر، حين طلب النبي صلى الله عليه وسلم تعليم فتيات المدينة الكتابة، لتولد أول مدرسة للخط في الإسلام. وهناك، في بدايات التدوين، عرف العرب خطّين بارزين: الخط الحجازي أو الدارج، وكان يُستخدم يوميًا بلا قواعد دقيقة، فلم يُكتب به القرآن، والخط الكوفي الذي صار أساس الخطوط العربية، وبه كُتبت الآيات على سعف النخل دون همزات أو تشكيل، واستُخدم في العصر الراشدي على نطاق واسع.
الخط، إذ نشأ في الجزيرة العربية، تأثر بمراحل التحول الثقافي والسياسي وانتشر مع اتساع رقعة الدولة الإسلامية، حاملاً تنويعات في الأسلوب والوظيفة. ومن هنا، أطلقت وزارة الثقافة السعودية مبادرتين نوعيتين في تطوير الخط العربي: «الخط الأول» و»الخط السعودي»، كامتدادين تاريخي وحداثي يعكسان روح المكان والزمان.
نحن ندرك قيمة الخط في ثقافتنا، لأنه يلامس النبض الأول؛ القرآن الكريم، الذي خُطت آياته بنقوش خالدة ما تزال شاهدة على بدايات النور. وفي هذا السياق، يأتي “الخط الأول” لا كتصميم حديث فحسب، بل كعودة واعية إلى القرن الأول الهجري، حيث سُطرت المصاحف، وكُتبت النقوش الحجرية التي وثّقت الدعوة والرسالة. هو خط يمنح كل مشروع روح الهيبة التاريخية، ويستحضر ذاكرة الأمة في أدق تفاصيلها، ليُزيّن المعارض التراثية والمؤسسات الثقافية وكأنه يخط على صخرة الزمن: «كُنّا… ولا نزال».
وفي موازاة هذا الامتداد الزمني، يأتي «الخط السعودي» بوصفه تجسيداً فنياً وهويةً بصرية تعبّر عن المملكة في عهدها الجديد. فقد وُلد هذا الخط من رحم الاستراتيجية الثقافية الوطنية ورؤية المملكة 2030، ليكون سفيراً لحروف عربية بروح سعودية مستقبلية، عبر نظام دقيق لتحديد الأبعاد والقياسات، يعكس البساطة والأصالة في آنٍ معاً.
الخط السعودي ليس مجرد حروف، بل هو توقيع الدولة في واجهاتها الرسمية، ومظهر هويتها في المشاريع الكبرى، وصوتها البصري في المعارض العالمية. هو حكاية وطنٍ تُكتب بالحبر والهوية، شاهدة على من نكون، ودليل على أين نمضي.
نجلاء الربيعانالتفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::
مشاهدة الخط السعودي من ذاكرة حجر إلى هوية
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ الخط السعودي من ذاكرة حجر إلى هوية قد تم نشرة ومتواجد على جريدة الرياض وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، الخط السعودي.. من ذاكرة حجر إلى هوية.
في الموقع ايضا :