قبل أيام طلبت مني لمشروع تخرجها طالبة بقسم الاعلام مقال يتحدث عن البودكاست والإذاعة، كانت تتوقع كونها من الجيل الجديد، ان مقالتي سيكون مضمونها نهاية الإذاعة، فكان عنوان المقال: "هل خطف البودكاست أثير الإذاعة؟"، ولخصته بجملة "إن البودكاست لم يُنهِ الإذاعة، بل ذكّرها أن الزمن تغيّر"، ولكن بعد ذلك ولنقاش أكبر ولسؤال أعمق تسائلت: هل ستنتهي الوسائل الإعلامية التي لم تعد على هوى الجيل الجديد ومنهم "الطالبة التي ستتخرج في زمن الاعلام الجديد والمختلف"؟ هل من بديل سيزيح الآخر؟ وهل الإعلام، ككل، ماضٍ إلى زوال كما يروّج البعض؟
الإجابة المنطقية والتي عاصرناها اعلامياً، هي ان الإعلام مرن وسريع التحول، فخلال السنوات الخمس الأخيرة، شهدنا اختفاء أسماء إعلامية عالمية كانت يومًا تصنع الحدث، لكن بالمقابل، شاهدنا ولادة مئات المنصات الصوتية، المصورة، والنصية، التي تخاطب الفرد لا الجمهور، والتي تصنع رأيًا عامًا من غرفة تسجيل صغيرة.
والجميل ان لدينا بالسعودية، المشهد يختلف، كوننا نعيش تحولات إعلاميًة كبيرة، فعلى سبيل المثال عدد مستمعي البودكاست تجاوز "11" مليون سعودي في 2024، ومتوسط ساعات استهلاك المحتوى الرقمي ارتفع إلى تسع ساعات يوميًا للفرد، وهو رقم يضعنا في صدارة المشهد العربي، ليس كمستهلكين فقط، بل كمنتجين ومؤثرين.
الواقع يقول ان الجمهور لم يتخلّ عن الإعلام، بل عن بعض من لم يُجدد أدواته، من استمر بصورة تقليدية، فالإذاعة التي لم تساير التحول الرقمي، لم تجد جمهوراً، والقناة التلفزيونية التي بقيت تبث النشرات بأسلوب التسعينيات، لم تعد تُتابعن والصحفي الذي لم يغادر مكتبه إلى آفاق الاعلام الجديد وتطوراته التكنولوجية، لم يعد موجوداً.
وبطبيعة الحال التحول الإعلامي الذي نعيشه يجب ان لا يتعدى القيم التي تربينا عليها، لا يعني الانسلاخ والفوضى كالذي حدث من الكثيرين ممن ساعدتهم الظروف ليشتهروا كمؤثرين، لهذا نجد وسائل إعلامية شهيرة وكبرى مثل BBC وNPR وغيرها، لم تُغلق محطاتها، بل أنشأت أذرع بودكاست ومحتوى رقمي يعيد تعريف دورها أمام جمهور مختلف، وهذا التوجه العالمي ولله الحمد نعيشه كسعوديين، كون المحتوى الرقمي يحظى بدعم واستراتيجية واضحة ضمن رؤية 2030، لان الإعلام ليس صوتًا فقط، بل أداة وطنية لصناعة التأثير وإبراز الصورة.
لذلك، وكما ذكرت ان "البودكاست جاء ليذكّر الإذاعة أن زمن البث تغيّر، لا ليُنهيها، وان كل وسيلة إعلامية جاءت لتذكّر الأخرى أن الجمهور تغيّر"، لابد ان نؤمن بحقيقة ان " البقاء اعلامياً، ليس للأعلى صوتًا.. بل للأصدق" لذلك الوسائل الإعلامية كالصحف والقنوات التلفزيونية التي طورت من ادواتها هي الأعلى صوتاً لمصداقيتها وجودة مخرجاتها والأهم احترامها للجمهور، فمن التجارب مهما بلغت تأثيرات المؤثرين وبعض وسائل الاعلام الجديد، نجد انه هناك سقطات كبرى تفضح توجهاتهم واحيانا خبراتهم الإعلامية والأمثلة كبيرة بهذا المجال.
التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::
مشاهدة البقاء للأصدق إعلاميا
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ البقاء للأصدق إعلاميا قد تم نشرة ومتواجد على جريدة الرياض وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، البقاء للأصدق إعلامياً.!.
في الموقع ايضا :