نزع سلاح "العمال الكردستاني".. أسباب الحذر والقلق التركي ...الشرق الأوسط

اخبار عربية بواسطة : (ترك برس) -

ترك برس

تناول مقال تحليلي للكاتبة والباحثة المصرية صالحة علام، في موقع الجزيرة مباشر، أبعاد قرار تنظيم "حزب العمال الكردستاني - بي كي كي" لحل نفسه وإلقاء سلاحه في إطار مسار أطلقه زعيم حزب الحركة القومية في تركيا دولت بهشلي، حليف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وقالت الكاتبة إن تركيا السياسية استقبلت بحذر وقلق وبرود مطلق قرار حزب العمال الكردستاني حل نفسه، وتسليم سلاحه، ووقف مرحلة الكفاح المسلح التي قادها ضد الدولة التركية ومصالحها في الداخل والخارج على مدى أربعين عاما، استجابة لدعوة زعيمه التاريخي وأبيه الروحي عبد الله أوجلان، وهو القرار الذي وُصف من مختلف الأطراف الخارجية بأنه تاريخي.

وأوضحت أن التصريحات التي صدرت من المسؤولين في الحكومة ومن رؤساء الأحزاب التركية أظهرت حالة من القلق، وعدم الاطمئنان، وفقدان الثقة في إمكانية حدوث هذا التحول الكبير، وإنهاء عقود من المواجهة المسلحة بين الدولة وعناصر الحزب، أودت بحياة عشرات الآلاف من الأتراك والأكراد.

وتابعت الكاتبة:

الرئيس أردوغان في أول تعليق له على القرار أعلن أن بلاده ستتبنى نهجا حذرا في التعاطي مع قرار حل حزب العمال الكردستاني، الذي يجب أن يشمل عناصره أيضا بكل من سوريا والعراق وأوروبا، وليس تركيا وحدها، مضيفا أن الاستخبارات التركية وباقي مؤسسات الدولة المعنية بهذا الأمر سوف تتابع عن كثب خطوات تنفيذ القرار، مشيرا إلى أن مسؤولي حزبه العدالة والتنمية سيصدرون بيانا في أقرب وقت ممكن لتوضيح الأمور للأمة.

كما صرح وزير الخارجية هاكان فيدان بأن التخلي عن السلاح، وإن كان أمرا ضروريا، فإنه لا يكفي ما لم ترافقه خطوات عملية تقود إلى تفكيك كامل لبنية التنظيم، بما في ذلك نشاطاته الاستخبارية والأمنية، وقطع علاقاته بالقوى الخارجية.

حسن بصري يلتشين نائب رئيس حزب العدالة أكد أنهم في انتظار أن يتجاوز حزب العمال الكردستاني مرحلة الشعارات المصاحبة لبياناته، ويبدأ ترجمة نياته إلى خطوات عملية واضحة تقود إلى مرحلة التفكيك التام لمفاصله، وإنهاء الصراع المسلح.

المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية عمر شليك قال إن التنفيذ الكامل لقرار حزب العمال الكردستاني حل نفسه، وتسليم سلاحه بشكل كامل، وإغلاق جميع فروعه وامتداداته وهياكله، التي وصفها بأنها غير قانونية، سيكون نقطة حاسمة وخطوة مهمة في مسار تركيا خالية من الإرهاب، مشددا على أن مؤسسات الدولة ستراقب عن كثب الخطوات التي سيتخذها الحزب في هذا الإطار، فالقرارات التي تم الإعلان عنها في بيان حل الحزب يجب أن تنفذ بشكل كامل دون أي استثناءات، وأنه سيتم إطلاع الرئيس أردوغان على مراحل هذه العملية.

على صعيد أحزاب المعارضة، فرغم التوافق المعروف بين حزبي الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة التركية، والديمقراطية ومساواة الشعوب ممثل الأكراد على الساحة السياسية، وإعلان رئيس الحزب أوزغور أوزيل في أكثر من مناسبة تضامنه مع الأكراد، ووقوفه إلى جانب مطالبهم، داعيا الحكومة إلى ضرورة العمل على إيجاد حل للمشكلة الكردية في تركيا، فإن موقف الحزب من عملية المصالحة التي يقودها الائتلاف الحاكم اتسم بنوع من الحذر المصحوب بالقلق.

إذ أوضح أوزغور أوزيل أن هذه المصالحة يجب ألا ينفرد بها أي حزب، كما يجب ألا تخضع لحسابات سياسية أو تكون مجالا لأية دعاية انتخابية، بل تجب إدارتها بصورة تشاركية بين مختلف الأحزاب السياسية، والكيانات التي تمثل الشعب التركي، مؤكدا أن المكان الوحيد لحل مثل هذه القضايا الخلافية يجب أن يتم في أروقة البرلمان وتحت رعايته الكاملة، وأن تحقيق السلام الداخلي للدول يتحقق فقط في ظل نظام قانوني ديمقراطي، وليس تحت مظلة نظام استبدادي.

حزب الجيد ذو التوجه القومي عدّ عملية المصالحة خيانة لا يمكن القبول بها، ورفض رئيس الحزب مساوات درويش أوغلو المسار الذي تنتهجه الحكومة اتجاه ما سماه “منظمة إرهابية غادرة، أسست انطلاقها وأفعالها على إنكار وجود الدولة التركية، وعلمها، وعملت على تدمير الأمن والسلام وترويع المواطنين، وتجاسرت على ارتكاب أكبر خيانة غير مسبوقة في التاريخ بدعم من الحكومة وشركائها” في تلميح إلى الدور الذي يتولاه دولت بهشلي زعيم حزب الحركة القومية الشريك في الحكومة الائتلافية في هذه المصالحة.

أحزاب المعارضة التركية حددت موقفها بناءً على مخاوفها من أن يقوم الائتلاف الحاكم باستغلال توصله إلى حل أكبر معضلة واجهتها الجمهورية التركية في تاريخها، ونجاحه في إنهاء مرحلة العمليات الإرهابية التي طالما أرقت بال المسؤولين الذين تعاقبوا على حكم البلاد على مدى أربعة عقود، وتوظيف هذا النجاح لمصلحته، والاستفادة مما يمكن إحرازه من نتائج من جراء هذا التحول في الدعاية الانتخابية له، وتقديم زعيمي الحزبين باعتبارهما صانعي السلام في تركيا، اللذين نجحا في القضاء على أطول حركة تمرد مسلح عرفها التاريخ الحديث، مما يعزز من موقف حزبيهما في أي استحقاقات انتخابية مقبلة.

أما حزب العدالة والتنمية الحاكم فإن حالة الحذر والتروي التي غلفت تصريحات مسؤوليه ترتكز على عدة مخاوف جدية ترتبط بالوضع الأمني والسياسي والاجتماعي داخل البلاد، ومن هذه المخاوف:

1 –  وجود شكوك لدى القيادة السياسية التركية حول قدرة حزب العمال الكردستاني على الالتزام الكامل بتعهداته بحل نفسه، وتسليم سلاحه، خاصة أنه سبق أن أعلن حل نفسه بمؤتمره الثامن عام 2002، لكنه عاد وغير اسمه إلى “كا دي ك”، ثم إلى “كونغرا جيل” عام 2003، وفي عام 2005 قرر العودة مجددا إلى اسمه الأصلي العمال الكردستاني، مكثفا عملياته العسكرية التي استهدفت الداخل التركي.

2 – وجود أصوات لقيادات مؤثرة بحزب العمال الكردستاني في جبال قنديل بالعراق ترفض تماما خطة حل الحزب وتسليم سلاحه دون الحصول على ضمانات ومكاسب معتبرة في المقابل، وهي القيادات التي لا تزال تعول على إمكانية حدوث تطورات وتغييرات إقليمية قد تدفع باتجاه دعم مطالب حزبهم الانفصالية، ومساعدته على تحقيق حلم إقامة كيان كردي مستقل في جنوب شرق تركيا.

3 – إعلان قائد قوات وحدات حماية الشعب (قسد) مظلوم عبدي أن حل حزب العمال الكردستاني نفسه شأن تركي داخلي، ولا علاقة له بأكراد سوريا، عُدّ تلميحا لإمكانية إدماج وحدات من العمال الكردستاني بقسد.

وذلك في ظل معلومات متداولة عن وجود شخصية غامضة تتولى إصدار الأوامر لجميع قيادات قسد من جبال قنديل تشتهر باسم “الدكتور”، وهي شخصية مجهولة الجنسية، تقيم في جبال قنديل، مما يشير إلى احتمال أن تكون هذه الشخصية تركية الجنسية، وتهدف للاحتفاظ بوحدات كاملة من العمال الكردستاني تحت مظلة قسد انتظارا لأي تحولات أو تغييرات تمنحها الفرصة لاستعادة نشاطها مجددا.

4 – مخاوف من ردّ الشارع التركي على هذه التطورات، في ظل تناول وسائل الإعلام التركية لتصريحات عدد من قيادات العمال الكردستاني، أكدوا فيها أن حل حزبهم ليس النهاية، وإنما هو إيذانا بمرحلة جديدة يرتكز فيها النضال الكردي داخل تركيا على تحقيق المطالب السياسية والاجتماعية والثقافية، وهو ما يعني إمكانية حدوث مصادمات بين القوميين الأتراك ونظرائهم الأكراد، بما ينذر بحرب أهلية.

5 – إمكانية قيام الاحتلال الإسرائيلي بعرقلة تنفيذ خطوات تفكيك حزب العمال الكردستاني، بهدف استخدامه ورقة ضغط على أنقرة في ظل تزايد احتمالات حدوث مواجهة مسلحة بين الجانبين في سوريا، خاصة أن وزير مالية الكيان المحتل أعلن أن إسرائيل لن تتوقف عن العمل على تفكيك سوريا، لكون سوريا الموحدة تمثل تهديدا لأمن إسرائيل، وهو التوجه الذي تعارضه تركيا بشدة وتقف ضده.

إسرائيل ليست الوحيدة الساعية لاستخدام حزب العمال الكردستاني ورقة ضغط ضد تركيا، بل هناك دول أخرى في المنطقة لديها نفس الرؤية سعيا لعرقلة أنقرة ومقايضتها بملفات متعددة كملف ثروات شرق المتوسط، وملفي قبرص وأذربيجان، وهي دول تقف ضد تفكيكه.

التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::

مشاهدة نزع سلاح العمال الكردستاني أسباب الحذر والقلق التركي

يذكر بـأن الموضوع التابع لـ نزع سلاح العمال الكردستاني أسباب الحذر والقلق التركي قد تم نشرة ومتواجد على ترك برس وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، نزع سلاح "العمال الكردستاني".. أسباب الحذر والقلق التركي.

في الموقع ايضا :

الاكثر مشاهدة اخبار عربية
جديد الاخبار