الرواشين.. الفن الذي يسكن الواجهات ...السعودية

ثقافة وفن بواسطة : (جريدة الرياض) -

تمثّل الرواشين جزءاً أساسياً من العمارة التقليدية في المملكة، لا بوصفها مجرد نوافذ بارزة تتدلّى من واجهات المباني، بل كفنٍّ معماري يحمل في طيّاته بعدًا ثقافيًا واجتماعيًا يعكس أسلوب حياةٍ متكامل، ورؤية جمالية نابعة من البيئة المحلية. فهي نتاج مهاراتٍ تراكمت عبر الأجيال، وتُجسّد خبراتٍ فنية متوارثة تعبّر عن تفاعل الإنسان مع المناخ والخصوصية الاجتماعية، وتبرُز كأحد أرقى أشكال الحـــرف الخشبية التي صاغت ملامح المدن الحجازية العتيقة.

وقد ساهمت عوامل المكان والموارد والذوق الحجازي في تطوّر الرواشين، لتصبح علامةً معمارية مميزة، خاصة في مدينة جدة التاريخية، حيث تكتظ الواجهات القديمة بهذه النوافذ المصنوعة من الخشب المنقوش والمثقّب بدقةٍ متناهية. وعلى الرغم من تنوع تصاميمها، إلا أن واجهة الروشن تتكون عادةً من ثلاثة أقسام متكاملة:

السفلية: تُعد قاعدة الروشن، وتؤدي وظيفة الجلسة أو المقعد المرتفع، بحسب عمق الروشن ومكانه في الواجهة، مما يوفّر مساحةً مريحة للجلوس أو التأمل، ويُعبّر عن الانفتاح المُقنن على الخارج.

الوسطى: وهو قلب الروشن، ويتكوّن من ألواح خشبية مستطيلة أو مربعة تُزيَّن غالبًا بأشكال زخرفية مكررة، تعكس الذائقة الفنية والبيئية لأهل الحجاز، وتوفّر في الوقت ذاته التهوية والضوء مع الحفاظ على الخصوصية.

التاج: الجزء العلوي من الروشن، ويُزيَّن بدعامات وزخارف مفرّغة تحمي النافذة من الشمس والمطر، وتضفي على الواجهة بُعدًا فنيًا يحاكي الامتداد العمودي للروح الحجازية نحو الضوء والفضاء.

ويُعد الاهتمام بهذه الحرفة ضمن إعلان وزارة الثقافة عن "عام الحِرَف اليدوية 2025" خطوةً بالغة الأهمية، تُعيد الاعتبار إلى الرواشين كأحد المكونات الأصيلة للهوية السعودية، وتبرزها كتراثٍ حيّ يمكن توظيفه في التصاميم الحديثة، وصيانته بوصفه فنًا معماريًا متجدّدًا.

إذ لا تقف الرواشين عند حدّ الجماليات، بل تحمل في تصميمها مفاهيمَ تتعلق بالهوية والخصوصية والمكان، وتُعد امتدادًا لفلسفة البناء التقليدي الذي راعى الإنسان واحتياجاته اليومية، وجسّد ذلك في تفاصيل صغيرة تحمل أثرًا كبيرًا في الذاكرة البصرية.

ويأتي الاهتمام بها اليوم ليس فقط للمحافظة على مظهرها المعماري، بل لتعزيز دور الحرف اليدوية في التنمية الثقافية والاقتصادية، عبر دعم الحرفيين المحليين، وتحفيز الصناعات الصغيرة، وجذب السياح المهتمين بالموروثات، ولتكون هذه الحِرَف نواةً لمشاريع نوعية تروي حكاية المملكة من خلال الخشب والزخرفة.

كما تسهم المنظومة الثقافية في غرس هذا الوعي من خلال برامج متخصصة تُعرّف الأجيال الجديدة بتاريخ الرواشين وفنونها، لتبقى هذه الحرفة حيّة نابضة في ذاكرة المجتمع، وشاهدًا خالدًا على علاقة الإنسان السعودي بجماليات العمارة وفلسفة المكان.

التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::

مشاهدة الرواشين الفن الذي يسكن الواجهات

يذكر بـأن الموضوع التابع لـ الرواشين الفن الذي يسكن الواجهات قد تم نشرة ومتواجد على جريدة الرياض وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، الرواشين.. الفن الذي يسكن الواجهات.

في الموقع ايضا :

الاكثر مشاهدة ثقافة وفن
جديد الاخبار