من الضرورة بمكان أن نستحضر مقولة الفيلسوف الفرنسي ديكارت (أنا أفكر، إذاً أنا موجود) وحين نستحضر هذه المقولة في حياتنا اليومية فإن ذلك يجعلنا ننتهج سلوكاً حضارياً في التَعَلّم والمعالجة ونتطبع بهذا الأسلوب الذي يفضي بنا إلى المعرفة، ويجعلنا نقلص المسافة الفاصلة بيننا وبين الأشياء والموجودات في مسرح الحياة، ونسير وفق خطة نورانية تضع الأقدام في المسار الصحيح ونخطو على أرض صلبة لا تميد بنا أو تميل إلى العثرة، وهذا السلوك عندما ينتهجه الإنسان فإنه يعيش حالة من الثقة بالنفس وبالتالي الانفتاح المعرفي ومن ثم تتراكم الخبرة والتجربة التي يستحق أن يقال بعدها أنت خبير وحكيم وعارف، لأن التجارب بالضرورة قرينة بالفشل والسير قرين بالعثرة، وكما ورد في الأثر ( لَا حَلِيمَ إِلَّا ذُو عَثْرَةٍ، وَلَا حَكِيمَ إِلَّا ذُو تَجْرِبَةٍ ) فالمهمة هنا نبيلة ومشرقة ودائرتها سوف تتسع بمدى حضورك والقدرة على التفاعل في درب المعرفة الواسع والطويل، وخصوصاً إذا كنت تؤمن أن المعارف تأتي تِباعاً وليس جملة وتتراكم حسب مدى الحضور الفاعلية، فكلما زاد الطموح والإرادة والرغبة زادت معارفك وكذا سعة خيالك واتسعت مداركك حتى يتراءى لك قول الحق (وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلً ) الإسراء 85، لتكون هذه الآية حافزاً للمزيد وفي مؤداها الأخير تفجر جذوة الاتقاد لتولد حالة عطاء جديدة وتبعدك عن الأفكار النمطية الجامدة التي تقيد عقلك وتركس وعيك.
إن الإنسان هو محور ارتكاز العملية في هذا الاتجاه وعليه أن يستجيب بأقصى طاقته ليحقق وجوده فكما يفكر يكون لأن استثمار حالة وجود وعيه حسب رؤية ديكارت هي الثروة الحقيقية والمبدأ الأول لتحقيق نجاحات متتالية وتقدم متسارع في كل الأصعدة وإلا سوف يضع نفسه في دائرة الاستجابة الحرجة وفي مرحلة فوات الأوان التي تضعه في الحلقة الأضعف والوقت المهدور، لأن المعرفة بالضرورة حكر على من يعمل العقل ويفكر حتى تتضح له معاني الوجود واستتباعاً لذلك فإن الحضور يتحدد بمدى قدرتك على إعمال العقل والمحاولة الجادة في إدخال المعلومة إلى دائرة الاحتكام ( العقل ) وبالتالي يتحقق المعنى السامي لمفهوم مبادئ الاستخلاف في الأرض حتى إن العلاقة نحو المعارف تكون علاقة طردية فكلما زاد حالات التفكر والتأمل زادت المعرفة والوعي وقابلية التطور، والوعي هو مهمة نمارسها وليس أصلاً فينا، ولأن منطلقات الوعي هي في أساس التفكر والتدبر والتأمل كان لابد من أخذ مقولة الفيلسوف الفرنسي بعين الاعتبار، وهكذا يطرأ تقدم الإنسان نحو المعرفة وينتقل من طور إلى آخر.. والى لقاء.
التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::
مشاهدة منطلقات من الوعي
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ منطلقات من الوعي قد تم نشرة ومتواجد على جريدة الرياض وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، منطلقات من الوعي.
في الموقع ايضا :