من يراقب التحولات السعودية خلال السنوات الأخيرة، يدرك أن التغيير لم يكن اقتصادياً فقط، ولا اجتماعياً فقط، بل ثقافياً أيضاً، وبنفس الوتيرة وعمق الرؤية، فمن خلال التقرير الاستشاري الصادر عن تقارير إتمام الاستشارية مؤخراً بعنوان “المشهد الثقافي في السعودية.. رؤية استراتيجية لبناء مستقبل إبداعي"، نجد أن ما يحدث اليوم في القطاع الثقافي، لا يمكن تلخيصه في عنوان أو فعالية، بل هو إعادة صياغة كاملة لمفهوم الثقافة ودورها في تشكيل الدولة الحديثة، فالتقرير يرصد التحولات بدقة، ويحلل الأرقام والمؤشرات، ويعيد تقديم الصورة من منظور يلتقي تماماً مع أهداف رؤية 2030.
ففي قراءة سريعة للتقرير، نجد أن السعودية لم تكتفِ بـ”إحياء التراث”، بل ذهبت إلى ما هو أبعد: بتحويل الثقافة إلى مورد اقتصادي عبر الصناعات الإبداعية، وإدراج أكثر من 16 عنصراً تراثياً في اليونسكو، وتطوير 153 بيتاً ثقافياً مستهدفاً بحلول 2030، بالاضافة لتمكين المرأة، وإدماج الشباب، وإطلاق مبادرات مثل هاوي والكتاب للجميع، وهي مؤشرات مجتمع قرر أن ينهض بثقافته، ويحوّلها من موروث عاطفي إلى أصل استثماري يُدار ويُمول ويُصدّر، فرصد التقرير توسع الدور المؤسسي لوزارة الثقافة من خلال 11 هيئة متخصصة، تغطي فنون الطهي إلى الأفلام، ومن المسرح إلى الخط العربي، ومن الموسيقى إلى التراث.
وهذا التوزيع الدقيق للاختصاصات لا يخلق فقط تنوعاً، بل يضمن استدامة للمشهد، ويمنح كل قطاع ثقافي فرصته في أن يتطور بمنهجيته لا تحت عباءة واحدة، والشواهد عديدة منها تحول مشروع الدرعية من موقع أثري إلى عاصمة للثقافة العربية 2030، وتحول الرياض إلى معرض فني مفتوح عبر "الرياض آرت"، والأمثلة عديدة ويمكن تلخيصها بأننا لا نتحدث عن “ديكور ثقافي”، بل عن دمج الثقافة في المشهد الحضري والمعيشي.
التقرير، أنه لم يكن مبهورًا بالفعاليات، بقدر ما كان حريصًا على قياس الأثر، فكان رابطاً لاستفهامات متعددة وحيوية منها، أين الثقافة في الاقتصاد؟ ما مساحة الثقافة في التعليم، لا في الصورة؟ وكيف دخل الذكاء الاصطناعي في الفنون.
ورغم أن التقرير مستقل، إلا أنه لا يتصادم مع ما جاء في الاستراتيجية الوطنية للثقافة، بل يواكبها ويوضح حجم ما تحقق من أهدافها الثلاثة: الثقافة كنمط حياة، والثقافة كرافد اقتصادي، والثقافة كصوت دولي للمملكة، فكانت المؤشرات والحقائق التي رصدت المشهد الثقافي السعودي وهذا هو المهم من وجهة نظري، تأكيد أن الثقافة لم تعد مجرد هوية، بل مشروع نستثمره ونحكي به قصتنا للعالم.
التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::
مشاهدة المشهد الثقافي بلغة استثمارية
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ المشهد الثقافي بلغة استثمارية قد تم نشرة ومتواجد على جريدة الرياض وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، المشهد الثقافي بلغة استثمارية.
في الموقع ايضا :