في جبال أزيلال: "النعش بدل سيارة الإسعاف"...ومن وثّق المأساة نال العقاب!
أزيــلال 24
أصدرت المحكمة الابتدائية بأزيلال، يوم الخميس الماضي، حكمًا يقضي بإدانة أربعة أشخاص على خلفية قضية تصوير ونشر فيديو يوثق واقعة إنسانية صادمة، تمثلت في نقل سيدة حامل على نعش مخصص للأموات وسط جبال جماعة أيت تمليل، بإقليم أزيلال.
وجاء الحكم ابتدائيا، علنيًا وحضوريًا، حيث قضت المحكمة بشهر واحد حبسا موقوف التنفيذ في حق كل واحد من المتابعين، إضافة إلى غرامة مالية نافذة قدرها 500 درهم، مع تحميلهم الصائر وتصفية مبلغ الكفالة التي سبق أن أودعوها خلال التحقيق.
تعود تفاصيل القضية إلى نهاية سنة 2024، عندما اضطُر سكان دوار "تكوخت"، وهو تجمع سكني جبلي ناءٍ، إلى نقل سيدة باغتها المخاض في ظروف قاسية، وسط غياب تام لوسائل النقل. الطريق المؤدية إلى الدوار كانت مقطوعة بسبب أشغال ميدانية، ما دفع السكان إلى استخدام نعش لنقلها على الأكتاف لمسافة كيلومترات، إلى أن وصلت إلى سيارة إسعاف كانت في انتظارها في دوار مجاور.
المشهد المأساوي وثّقه أحد أبناء المنطقة بهاتفه المحمول، وانتشر المقطع سريعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، مرفوقًا بتعليقات تندد بالإقصاء والتهميش الذي يطال المناطق الجبلية.
لكن بدل فتح تحقيق في أسباب غياب البنية التحتية، تفاجأ المتتبعون بتدخل قائد قيادة أيت تمليل الذي قدّم شكاية مباشرة ضد ناشري الفيديو، ما أدى إلى متابعة أربعة أشخاص بتهم تتعلق بـ"نشر وتوزيع وقائع كاذبة بقصد المس بالحياة الخاصة والتشهير"، استنادًا إلى الفصل 447-2 من القانون الجنائي المغربي.
اللافت في القضية، أن من بين المتابعين الأربعة، كان شخص واحد فقط حاضراً لحظة الواقعة، فيما كان الثلاثة الآخرون غير متواجدين على الإطلاق. وقد خضعت هواتفهم للخبرة التقنية، وتمت متابعتهم بسبب إعادة النشر أو التوزيع الإلكتروني للمحتوى.
هذا المعطى أثار استغراب مراقبين، خاصة في ظل غياب أي نية واضحة للإضرار أو التشهير، مقابل غياب أي مساءلة للمسؤولين عن انقطاع الطريق أو تقصير الخدمات الصحية.
عدة فعاليات حقوقية عبّرت عن قلقها من هذا الحكم، معتبرة أن المتابعة "تشكل سابقة خطيرة في استعمال القانون لتقييد حرية التعبير". وأكدت مصادر حقوقية، فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن "الفيديو لم يتضمن إساءة لشخص معين، بل نقل معاناة جماعية واقعية ووثّق حالة طوارئ إنسانية ناتجة عن إهمال الدولة".
وأضافت نفس المصادر أن "اللجوء إلى الفصل 447 يجب أن يُقيَّد بقيود صارمة، حتى لا يتحول إلى أداة لإسكات الأصوات المزعجة بدل مساءلة المؤسسات عن فشلها في ضمان الحقوق الأساسية للمواطنين".
حادثة "نعش الولادة" أعادت النقاش إلى المربع الأول: إلى أي مدى نجحت السياسات العمومية في فك العزلة عن المناطق الجبلية؟ فدوار "تكوخت"، كما العشرات من الدواوير الأخرى، يعاني من غياب البنية التحتية، وانعدام النقل، وضعف الخدمات الصحية.
وأكد عدد من سكان المنطقة أن الطريق الرئيسية كانت مقطوعة لعدة أيام دون أي تدخل سريع أو توفير بديل، ما يعرض حياة السكان، خاصة النساء الحوامل والمرضى، للخطر بشكل متكرر
بالرغم من أن العقوبة الصادرة تعتبر مخففة نسبيًا، إلا أن القضية تسلط الضوء على إشكالية أعمق: إلى أي حد يجب أن يُجرَّم نقل مشاهد المعاناة الإنسانية في ظل غياب تدخلات فعلية لحل جذور الأزمة؟
في هذا السياق، يتساءل متابعون: "هل أصبح نقل الحقيقة جريمة؟ وهل بات من يوثق المعاناة معرضًا للمساءلة أكثر من المتسبب فيها؟"
قضية "نعش الولادة" لم تكن مجرد مشهد مؤلم، بل جرس إنذار، لكن يبدو أن من قرع الجرس صار هو من يُحاسب.
التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::
مشاهدة في جبال أزيلال النعش بدل سيارة الإسعاف ومن وث ق المأساة نال العقاب
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ في جبال أزيلال النعش بدل سيارة الإسعاف ومن وث ق المأساة نال العقاب قد تم نشرة ومتواجد على ازيلال 24 وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، في جبال أزيلال: "النعش بدل سيارة الإسعاف"...ومن وثّق المأساة نال العقاب!.
في الموقع ايضا :