أزيلال : "عبادين الدوارة".. عيد استثنائي يتحول إلى موسم للفوضى والمضاربة!
أزيلال 24
لم يكن عيد الأضحى لهذا العام كسابقيه... فوسط ظروف اقتصادية خانقة وسنوات من الجفاف المتوالي، صدر قرار ملكي استثنائي يقضي بعدم إقامة شعيرة الذبح، في خطوة وُصفت بالإنسانية والحكيمة، تهدف إلى رفع الحرج عن الأسر الهشة، والحفاظ على ما تبقى من القطيع الوطني. غير أن هذا القرار، وعلى الرغم من وضوحه، لم يجد طريقه إلى التطبيق في أرض الواقع كما كان يُرتجى.
القرار الملكي جاء منسجمًا مع المعطيات الميدانية: أسعار مرتفعة للأعلاف، انخفاض مهول في أعداد الأغنام، وتقلص القدرة الشرائية لشرائح واسعة من المغاربة. لكنه، بدل أن يُقابل بالاحتضان الشعبي والتفاعل الواعي، وُوجه بحالة إنكار جماعي، حيث أصرّ الآلاف على الذبح في المنازل والضيعات، بل وتحولت الأسواق إلى ساحات صراع محموم لاقتناء اللحوم و"الدوارة"، وكأننا أمام حالة طوارئ غذائية.
في ظرف ثلاثة أيام، ارتفع ثمن الكيلوغرام من اللحوم الحمراء إلى أرقام قياسية وصلت في بمدينة أزيلال إلى 170 درهمًا، ما أثار غضبا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وُصفت الحالة بـ"الجشع الجماعي". وتحول الجزارون إلى هدف لانتقادات لاذعة، ونعتهم ب: "مصاصي الدماء"،في إشارة إلى تسويق الأضاحي بشكل سري وبيع أجزاءها بأثمان باهظة، في خرق واضح للقرار. والمواطنون الذين يتباهون بشراء " الدوارة ب "عبادين الدوارة".
بالرغم من أن القرار لم يمنع التضامن أو الفرح، بل دعا إلى عقلنة الاستهلاك وتنظيم المرحلة، إلا أن سلوكيات فردية وجماعية ساهمت في تحويل العيد إلى مناسبة للاستغلال والربح السريع. فقد تم رصد عدد من الجزارين الذين ذبحوا ما لا يقل عن 20 رأسًا خلال ثلاثة أيام فقط، في مشاهد تسابق غير مبرر، دون احترام لشروط النظافة أو المصلحة العامة.
وفي الأسواق الأسبوعية بإقليم ازيلال ـــ ازيلال ، دمنات ، فم الجمعة ، أفورار ــــ رُصدت طوابير طويلة أمام دكاكين الجزارة، وتهافت محموم على "الدوارة"، وسط صمت لافت من السلطات المحلية، التي اختارت عدم التدخل الحازم.
ما حدث هذا العام ينبغي أن يكون جرس إنذار. فالفوضى لم تُفرض علينا، بل نحن من خلقها بسلوك استهلاكي غير مسؤول، وتواطؤ اجتماعي مع المضاربين. لقد كان القرار الملكي فرصة للتضامن والانضباط، لكنها ضاعت بين أنياب العادات وثقافة المظاهر.
المطلوب اليوم، أكثر من أي وقت مضى، هو إعادة صياغة العلاقة بين الدين والعادة، بين التضامن والشكل، بين القرار الوطني والتنفيذ الشعبي. وإلا فإن كل أزمة ستتحول إلى فرصة للفوضى، وكل موسم إلى مناسبة للجشع.
التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::
مشاهدة أزيلال عبادين الدوارة عيد استثنائي يتحول إلى موسم للفوضى والمضاربة
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ أزيلال عبادين الدوارة عيد استثنائي يتحول إلى موسم للفوضى والمضاربة قد تم نشرة ومتواجد على ازيلال 24 وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، أزيلال : "عبادين الدوارة".. عيد استثنائي يتحول إلى موسم للفوضى والمضاربة!.
في الموقع ايضا :