لطالما طرح العلماء السؤال القديم: هل نحن نتشكل نتيجة لجيناتنا أم لبيئتنا؟ على مدى عقود، استقر الرأي العلمي على أن مزيجًا من العوامل الوراثية والتجارب البيئية — مثل النظام الغذائي، ونمط الحياة، والتجارب الصادمة — هو ما يصنع شخصياتنا ويحدد مآلاتنا الصحية.لكن بحثًا جديدًا نُشر في مجلة Nature Human Behaviour يضيف بعدًا ثالثًا لهذا النقاش، إذ يشير إلى أن جيناتنا لا تؤثر فقط على ما نحن عليه، بل تلعب أيضًا دورًا في كيفية استجابتنا لما نعيشه، ما يجعلنا أكثر أو أقل عرضة للإصابة باضطرابات نفسية متنوعة.حللت الدراسة بيانات ما يقرب من 22000 توأم متطابق، تم جمعها عبر 11 دراسة مختلفة، في ما يُعد أكبر جهد علمي حتى الآن لرسم خريطة العلاقة بين الحمض النووي والبيئة لدى التوائم المتطابقة.وقد رصد الباحثون روابط جينية بيئية ترتبط بطيف واسع من الحالات النفسية، مثل القلق، والاكتئاب، والذهان، والعصابية، والتوحد، واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD).تقول البروفيسورة ثاليا إيلي، المؤلفة المشاركة في الدراسة وأستاذة علم الوراثة السلوكية التنموية في كلية كينغز كوليدج لندن: "تؤكد نتائجنا أن الجينات تؤثر على السمات النفسية والنمو العصبي من خلال تشكيل استجابتنا للعالم من حولنا."كيف أجريت الدراسةركز الباحثون على التوائم المتماثلة لأنهم يتشاركون الشيفرة الوراثية ذاتها تقريبًا. هذا التشابه الجيني أتاح للعلماء عزل تأثير التجربة الحياتية، ودراسة كيف تتفاعل الجينات مع البيئة لتشكيل المسارات النفسية والصحية لكل فرد.فعلى سبيل المثال، إذا كانت لدى التوأمين جينات تجعلهم أكثر حساسية للمؤثرات البيئية، فإن الفروقات في تجاربهم الشخصية يمكن أن تؤدي إلى اختلافات واضحة في حالتهم النفسية. أما إذا كانت جيناتهم تجعلهم أقل تأثرًا بالعوامل الخارجية، فغالبًا ما يتشابهان في السمات والميول النفسية.من خلال هذه الفرضية، تمكن العلماء من تحديد جينات بعينها تلعب أدوارًا محورية، حيث أن الجينات المرتبطة بالنمو العصبي ارتبطت بسمات التوحد، أما الجينات التي تؤثر على التفاعل مع التوتر ارتبطت بالاكتئاب، وبالنسبة للجينات المنظمة لهرمونات التوتر فقد ارتبطت بتجارب ذهانية.ويعتقد الباحثون أن هذه الاكتشافات تفتح آفاقًا لفهم أعمق للعلاقة بين الجينات ونمط الحياة، وتأثيرها المشترك في الصحة النفسية. إذ من الممكن أن تساعد هذه المعرفة على تطوير طرق علاجية أكثر تخصيصًا، تأخذ في الاعتبار قابلية الفرد الوراثية للتأثر بالظروف المحيطة.تختم البروفيسورة إيلي بقولها: "بعض الناس أكثر حساسية لظروفهم الحياتية. وهذه الحساسية قد تكون نعمة في البيئات الداعمة، لكنها تتحول إلى عبء في البيئات الضاغطة."
التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::
مشاهدة تعاملنا مع الأزمات جيني أم بيئي بحث جديد يجيب
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ تعاملنا مع الأزمات جيني أم بيئي بحث جديد يجيب قد تم نشرة ومتواجد على جريدة الوطن السعودية وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، تعاملنا مع الأزمات جيني أم بيئي؟.. بحث جديد يجيب.
في الموقع ايضا :