في مساءٍ مضمّخ بروائح العيد وبهجة الفكر، وتحت ظلال الرؤية التي تتبناها أكاديمية فنفسة الثقافية للتدريب، أقيمت مؤخراً الحلقة الرابعة من برنامجها الملهم "ما بعد الغلاف"، وسط حضور طيف مختلف من المثقفين والفنانين والإعلاميين.
افتُتح اللقاء بكلمة ترحيبية من مؤسسة الأكاديمية ومديرتها، الدكتورة منى علي الحمود، التي هنأت الحضور بعيد الأضحى المبارك، وقدّمت ورقة تعريفية عن البرنامج وأهدافه، وعن ضيفي هذه الحلقة التي حملت عنوانًا باذخ الدلالة: "الألعاب تُحيي ما اندثر ثقافيًا"، ضمن مبادرات الأكاديمية المجتمعية الهادفة وغير الربحية.
الجلسة الأولى جاءت مع الفنان والمؤلف الأستاذ عبدالعزيز المبدل، الذي عايد الحاضرين بكتابه الفريد: "الألعاب الشعبية للبنين والبنات في المملكة العربية السعودية". لم تكن القراءة تقليدية، بل كانت رحلة تنقيب في الذاكرة الجمعية، حيث ناقش المؤلف مضامين الكتاب، متناولًا أبعاد الألعاب الشعبية وحضورها في التاريخ الشفهي، وتساؤلات الحماية الفكرية، وانعكاساتها على الهوية.
وفي مداخلة لافتة، أشار مدير التحرير الزميل عبدالله الحسني إلى أن الدكتورة منى الحمود ما فتئت تبرهن أن الفلسفة ليست خطابًا نخبويًا بعيدًا، بل هي لُحمة يومية حين تُقدَّم بشغفٍ وذكاء، كما في مبادرتها #مابعدالغلاف التي تحوّلت إلى حالة وعي ثقافي متجددة، ننتظرها لا بوصفها فعالية، بل كنافذة على الذات والمعنى.
وأضاف: "كم هو مبشّر أن يكون ضيف الحلقة كتاباً نسجه فنان مثقف كعبدالعزيز المبدل، الذي اعتدنا ظهوره لإعادة التوازن بين الفن والفكر، بين الشاشة والكتاب. فالألعاب ليست لهواً، بل مفاتيح لذاكرتنا الأولى، وهي تتسلل الآن لتذكّرنا بما نسيناه في زحمة الحداثة".
وقد أثرت النقاشات مداخلاتٌ نوعية لمجموعة من المثقفين البارزين، منهم الأستاذ عوضة الدوسي، والدكتور محمد العرفج، والأستاذ محمد السلامة، وآخرون، مؤكدين أن الألعاب الشعبية ليست مجرّد ماضٍ، بل ركيزة من ركائز الهوية الثقافية. فهي تحمل في طيّاتها قيَمًا تربوية واجتماعية، وتشكل ذاكرة جمعية حية، لا بد من توثيقها وإحيائها في الوعي العام والأنشطة الثقافية المعاصرة.
أما الجلسة الثانية، فقد كانت بصوتٍ يُشبه المعنى، حيث قدمت ضيفة الشرف الفنانة الواعدة سارة صالح، ووالدها الفنان والملحن القدير، فقرةً امتزجت فيها الموسيقى بالموروث، والفن بالتأمل، حيث تحدثت عن مسيرتها الفنية وانشغالها بالغناء بوصفه ذاكرة صوتية وثقافية، واختتمت بتقديم معزوفات غنائية حمّلتها روح البحث والتجريب.
في ختام اللقاء، كرّمت أكاديمية فنسفة ضيفي الحلقة تقديرًا لإسهامهما المضيء، وقد شارك في التكريم كل من السفير السابق م. دهام بن عواد الدهام، والمستشار الثقافي لسفارة الجمهورية اليمنية الشقيقة أ. د. طه حسين هُديل، قبل أن تستكمل الأمسية بجلسة فنية تنوّعت بين الأوتار والأنغام، وبين الحكايات التي لم تزل تتنفس.
عبدالعزيز المبدل يلقي ورقته ويبدو الزميل عبدالله الحسني جانب من التكريم ويظهر السفير م. دهام الدهام والمستشار الثقافي اليمني د. طه حسين هُديل جانب من الحضورالتفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::
مشاهدة المبدل الألعاب الشعبية من ركائز الهوية الثقافية
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ المبدل الألعاب الشعبية من ركائز الهوية الثقافية قد تم نشرة ومتواجد على جريدة الرياض وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، المبدل: الألعاب الشعبية من ركائز الهوية الثقافية.
في الموقع ايضا :