البراري يكتب : على طاولة الملك.. رؤية أردنية استشرافية في خضم التحديات ..اخبار محلية

اخبار محلية بواسطة : (جو 24) -
كتب الاستاذ الدكتور حسن البراري -  وانا في طريقي إلى لقاء سيجمعني رفقة عدد من الشخصيات الاردنية مع جلالة الملك عبد الله الثاني، لم أستطع  تجاوز مخاوفي على مستقبل الأردن في ظل الظروف الإقليمية المعقدة، لم انجح ابدا في تجنب التفكير في السيناريوهات الأسوأ. كنت قلقا للغاية من عدم استطاعتي اختزال كل ما يدور بخلدي من اسئلة وتحديات وهواجس في دقائق محدودة ستخصص لي، كنت اخشى ان اغفل عن تناول تفاصيل مهمة تحول دون اكتمال رسم المشهد على حقيقته بين يدي الملك ،انهمكت في استحضار كل فكرة وصورة وانطباع ، الى ان وصلت المكان ، ودخلت القاعة واخذت بالاستماع الى كلام الملك ، عندها فقط ، بدأت اتلقى الاجابات الشافية  الواحدة تلو الاخرى على معظم الاسئلة التي كنت اود طرحها على طاولة النقاش ، واخذت مخاوفي بالتبدد عندما تيقنت تماما ان للبيت ملك يحميه ، وان هناك رؤية ومقاربات محسوبة بدقة لكل قرار يتخذ ، هذه الرؤية الشمولية وجدت انها تأخذ بعين الاعتبار كل المتغيرات والمستجدات  ومواقف الدول والاطراف ، نعم ، بعد الاستماع  لجلالته و إلى التحليل العميق الذي قدمه نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية أيمن الصفدي، شعرت بنوع من الطمأنينة والتفاؤل والامل بأن الأردن قادر على تخطي هذه المرحلة باقل الخسائر ، وانه يمتلك رؤية واضحة  متزنة ومتوازنة في التعاطي من مختلف التحديات ..  التهديد الإسرائيلي: القضية الفلسطينية في الصدارة خلال اللقاء، كان هناك اتفاق بين الحضور على أن التهديد الأبرز للأردن يتمثل في السياسات الإسرائيلية، خاصة في الضفة الغربية وقطاع غزة. فممارسات إسرائيل لا تقتصر على الاستيطان والتهجير فحسب، بل تصل إلى مستوى الإبادة اليومية في غزة، حيث يُقتل العشرات من الفلسطينيين يومياً. في حديثه عن الضفة الغربية، بدا الملك قلقاً بشأن التصعيد الإسرائيلي، خاصة أن سياسة الاعتدال التي يتبناها الأردن تتعارض مع التوجهات العدوانية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ما طمأنني في حديث الملك هو إصراره على متابعة الجهود لعقد مؤتمر دولي يعترف بالدولة الفلسطينية، رغم التحديات التي فرضها العدوان الإسرائيلي الأخير على إيران. صحيح أن إسرائيل فرضت وقائعا على الأرض من خلال إقامة المستوطنات وتسمينها، لكن ينبغي العودة إلى معادلات تسمح بإقامة دولة فلسطينية مستقلة. ما أثار انتباهي في حديث الملك هو تأكيده على ضرورة عدم السماح للصراع الدائر بين إيران وإسرائيل بتشتيت الانتباه عن القضية الفلسطينية وما تقوم به في قطاع غزة. فإسرائيل تستغل هذا الصراع لتوسيع نفوذها وفرض وقائع جديدة في الضفة الغربية والجولان، وربما ستستهدف العراق بعد إيران، وكأن نتنياهو استلهم نظرية تروتسكي عن الثورة الدائمة فقرر تبني نهج الحرب الدائمة التي لا تنتهي حتى يخضع الإقليم برمته لهيمنة إسرائيل، وهنا يبدو أن إسرائيل تقضم أكثر مما يمكن لها أن تهضم! الخليج كشريك استراتيجي ما خفف من قلقي هو حديث الملك عن متانة العلاقات الأردنية الخليجية. فالعلاقة مع المملكة العربية السعودية، وبالأخص مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تبدو متينة ويمكن الاعتماد عليها لدعم الموقف الأردني. وكنت دوما أنادي ألا تخضع العلاقات الأردنية الخليجية لحالة التنافس بين هذه الدول بل ينبغي أن تكون ركيزة استراتيجية لدعم القضايا العربية.  السعودية، على سبيل المثال، تضع خطوطاً حمراء فيما يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل، مشترطة قيام دولة فلسطينية مستقلة، وهو موقف ينسجم مع وبدعم الموقف الأردني. واللافت هو التقدير الأردني أن دول الاتفاقيات الابراهيمية بدأت ترى الموقف الأردني وتبتعد عن أفكار التقارب الاقتصادي مع إسرائيل وربما توجه اهتماماتها إلى أماكن أخرى مثل لبنان. دعم استقرار سوريا ومواجهة التحديات شعرت بالارتياح أيضاً عندما تناول الملك أهمية الدور الأردني في دعم استقرار النظام السوري الجديد. وهناك قراءة رسمية تفيد بأن إسرائيل تسعى إلى إبقاء سوريا في حالة من اللايقين لتحقق أكبر قدر من المكاسب. وسبق وأن أرسل الأردن - كما علمت من مصادر رسمية - رسالة حادة إلى دولة الكيان تفيد بأن أي تدخل آخر في مدينة درعا سيستدعى تدخل الجيش الأردن في درعا، فالعربدة الإسرائيلية لن تكون من دون ثمن. وفي الوقت نفسه، أشار الملك إلى التحديات التي يفرضها  تهريب المخدرات والأسلحة عبر الحدود وليس لفلسطين. وهنا يبرز فهم أردني يفيد بأنه ينبغي ألا نستسلم لفكرة أن العلاقة مع العراق تمر من خلال إيران، لهذا على سبيل المثال كانت هناك توجهات رسمية بالاحتفاء بمنتخب العراق في الأردن حتى لا يسمح باستغلال الحدث وتسميم العلاقات الأردنية العراقية. الرسالة الأردنية: وضوح وحزم خرجت من اللقاء بشعور مختلف؛ شعرت أن الأردن، بقيادة الملك عبد الله الثاني، يملك رؤية متماسكة للتعامل مع التحديات الراهنة. فالرسالة التي حملها حديث الملك كانت واضحة: لا تهاون مع أي تهديد يمس المصالح الوطنية، ولا تراجع عن دعم القضايا العادلة، مع الحفاظ على سياسة الاعتدال كنهج استراتيجي يوازن بين حماية الأردن ودوره الإقليمي. كان هذا اللقاء بمثابة تأكيد على أن الأردن مستنداً إلى رؤية قيادية تُدرك التحديات وتواجهها بحكمة وحزم. .

التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::

مشاهدة البراري يكتب على طاولة الملك رؤية أردنية استشرافية في خضم التحديات

يذكر بـأن الموضوع التابع لـ البراري يكتب على طاولة الملك رؤية أردنية استشرافية في خضم التحديات قد تم نشرة ومتواجد على جو 24 وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، البراري يكتب : على طاولة الملك.. رؤية أردنية استشرافية في خضم التحديات .

في الموقع ايضا :

الاكثر مشاهدة اخبار محلية
جديد الاخبار