ما حدث ويحدث تباعا من تفاعل وتداعيات للحرب الإجرامية والإبادة الجماعية التي تمارسها دولة الكيان الصهيوني يوميا بحق الشعب الفلسطيني، يثبت أن هناك تغيّرواضح لمواقف كثيرمن دول العالم نحوإسرائيل،وفي مقدمتها بريطانيا العظمى،الامبراطورية التي لم تكن تغب عنها الشمس .ويأتي تغيّرهذه المواقف كجزء من ردة فعل على ما تقوم به إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الأعزل . هل يمكن لنا اعتبارما يصدرعن بريطانيا من مواقف مؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني ورفضها لسياسة العنف التي تمارسة إسرائيل بحقهم،فيها انحيازا للعدالة ورفضا للظلم الذي تمارسه تلك الدولة الطارئة بحقهم،أم أنه يصب في باب التكفيرعن الذنب العظيم الذي اقترفته بصناعتها دولة إسرائيل على الأرض الفلسطينية.فهل أدركت بريطانيا فعلا بعد ما يزيدعن مائة عام خطيئتها الكبرى بإعطاء وعد بلفورلليهود والمساهمة بتسهيل قيام دولة إسرائيل،أم أن بريطانيا تتخذ مثل هذه المواقف من باب عدم قدرتها غض الطرف عما يرتكب من جرائم بحق الإنسانية وهي دولة رائدة في مجال الحريات وحقوق الانسان وهو جزء من مسؤوليتها وصورتها في العالم! .أم أن مواقفها هذه مردها أن الزمن قد تغير وصُناع السياسة البريطانية قد تغيّروا.،فلم يعودوا كما كانوا سابقا خدما للصهيونية،ومصالحها. يبقى هذا سؤال برسم الإجابة ،أم أن كل تلك المواقف لا تبدو أكثرمن محاولة اعادة بريطانيا تصديرنفسها من جديدعلى الساحة السياسية ،بعد أن احتلت الولايات المتحدة الأمريكية حصة الأسد في الهيمنة على العالم. ليس جديدعلى أحد،بل وليس غائبا على أحد الدورالبريطاني في ولادة المولود الحرام (إسرائيل) بدون أب شرعي ودونما حق شرعي،ولا يمكن نسيان ما قامت به بريطانيا في ظل سيطرتها على الشرق العربي واقتسام ممتلكات الدولة العثمانية بعد الانتصارفي الحرب العالمية الأولى وانهزام ألمانيا والنمسا والدولة العثمانية،وبسط سيطرتها وفرض الانتداب على الأردن وفلسطين والعراق.ومن الثابت أمام المجتمع الدولي كله كيف سهلت بريطانيا قيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين بكل السبل السياسية والعسكرية والقانونية،إرضاء للصهاينة،فكان وعد بلفورهدية لهم على أرض ليست لهم،في وقت كان العرب والمسلمون لا يملكون أية قوة عسكرية وسياسية كافية لرفض ذلك المشروع سوى الاحتجاجات والعرائض والرسائل للأمم المتحدة وغيرها،وقيام الثورات المعارضة لقيام هذه الدولة . أن ما قامت به بريطانيا (وعدد من الدول الأوروبية) من عقوبات بحق الوزيرين في الحكومة الإسرائيلية وهما : وزيرالمالية سموتريتش،ووزيرالأمن القومي بن غفير،والذي جاء خلال بيان مشترك لوزراء خارجية خمس دول وهي بريطانيا،ونيوزلندا،وكندا،والنرويج وأستراليا .وقد بررت بريطانيا ما قامت به بحق الوزيرين،بأنه نتيجة تطرفهما ضد الشعب الفلسطيني المتمثل بمنع دخول المساعدات الإنسانية لشعب عزة المحاصرة منذ ما يزيد عن شهرين وأكثر .حتى وصل الأمر بهما، بإعلان سموتريتش بأن تل أبيب تستخدم التجويع سلاحا ضد الفلسطينيين قائلا : ’’ لن يدخل إلى قطاع غزة حتى حبة قمح واحدة ’’،وكذلك سعيهما لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية.والدعوة إلى هجرة أهل غزة وتدميرها بالكامل . وعلى الرغم من تشكيك البعض في قوة تلك العقوبات وتأثيرها،والتي تتمثل،بتجميد اصول الوزيرين،وعمل منع سفرلكليهما بمنع دخولهما لبريطانيا،ومنع أي تعامل مالي معها.ورغم الخلاف حول تأثيرتلك العقوبات بحقهما،لكنها تبقى رسالة سياسية قوية وجريئة من دولة سخّرت قوتها السياسية في بداية القرن العشرين لصناعة دولة تضم يهود العالم في فلسطين .كما وتأتي هذه العقوبات بمثاية رسالة قوية ضد إسرائيل وحكومة نتنياهوالمتطرفة،وتعبيرا واضحا عن حالة الاستياء وعدم الرضى والقبول عما تمارسه إسرائيل من سياسات عنصرية ومنافية للقانون الدولى والأعراف الإنسانية بين الشعوب حتى في ظل الحروب،وكذلك رفضا لسياسة الاستقواء والظلم والتهويد والتحريض على العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة. إن ما قامت به المملكة المتحدة وغيرها من دول أوروبا يشكل حدثا هاما لا يجب تجاوزه بشكل عابر،بل يجب استثماره وتوظيفه لخدمة القضيةالفلسطينية بشكل عملي فاعل بعزل إسرائيل دوليا من قِبل العديد من دول العالم والمنظمات الأممية،لما له من فائدة كبيرة على صعيد العلاقات الدولية وإعادة التوازن الدولي والذي يتمثل بعزل إسرائيل دوليا وانعكاس ذلك مستقبلا على علاقاتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية بغض النظرعن الدعم الذي تتلقاه من الولايات المتحدة الأمريكية،لما لمسألة العقوبات من تأثيركبيرعلى مستقبل إسرائيل وتحجيمها.ورغم حادثة العقوبات هذه بحق وزراء في حكومة نتنياهو المتطرفة،فإنه لايمكن بأي حال من الاحوال أن تنسى الأجيال دعم بريطانيا للصهيونية بما وهبته لها على لسان وزير خارجيتها (آرثربلفور)إلى اليهود بوطن قومي لليهود في فلسطين . .
التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::
مشاهدة عقوبات بريطانية لا تنسين ا وعد بلفور
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ عقوبات بريطانية لا تنسين ا وعد بلفور قد تم نشرة ومتواجد على جو 24 وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، عقوبات بريطانية لا تنسينّا وعد بلفور.
في الموقع ايضا :