بقلم ✍️ أحمد رفاعي آدم  (اديب وروائي) بدأت امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي ٢٠٢٤-٢٠٢٥ وقلوب أبنائنا وبناتنا يملؤها الأمل ويحدوها الطموح ويربكها التوجس والترقب، وأجدُ من اللائق أن نشاركهم هذه الرحلة بكلماتٍ ونصائحٍ أسألُ الله أن ينفعهم بها ويُنزلها على أفئدتهم برداً وسلاماً وطمأنينة. فأقول وبالله التوفيق. (١) أبنائي وبناتي، لا شكَّ أن ما أنتم […]
أبنائي وبناتي، لا شكَّ أن ما أنتم مُقدمون عليه أمر ليس بالهين، وربما هذا ما يُثقِل كواهلكم بالمسئولية. لكن لا عليكم، فلقد بذلتم قُصارى جهدكم ولا زلتم تسعون في سبيل النجاح قدر المستطاع، فحافظوا على رباطة جأشكم وسلامة نفوسكم وأوغلوا في الامتحانات بتوفيق الله وعونه، واعلموا أننا معكم بالدعاء والتوجيه والنُصح كلما وجدنا إلى ذلك سبيلاً.
أيها الطلاب .. أُذَكِّركم -بادئ ذي بدء- بأن تُحسنوا الظن بالله، فالله قادر على كل شيء، وهو يقول للشيء كن فيكون. اصدقوا النية مع الله فيما أنتم مُقبِلون عليه من المذاكرة والسهر والتعب وسط الكتب والمذكرات وعلى المنصات التعليمية واجعلوها خالصة لوجهه الكريم. فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: “إننا الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ ما نوى.” وإنكم تضطلعون بمهمة جليلة هي طلب العلم الذي أمرنا اللهُ عزَّ وجلَّ به في قوله تعالى: “وقل ربي زدني علماً”، وقوله: “قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ”، كما أن النبي صلوات ربي وتسليماته عليه وصانا بطلب العلم فقال: “طلبُ العلم فريضة على كل مسلم”.
لذلك تذكروا أن ما تقومون به من علمٍ وتحصيلٍ ومذاكرةٍ عبادةٌ لله، والمسلم العاقل عبدٌ عارفٌ بربه، ملتزمٌ بما كُلِّف،سعيدٌ بطاعةِ الله تعالى. فإنكم إن فعلتم ذلك هانت عليكم أيام الثانوية العامة وكانت في نظركم كأي مرحلة أخرى سبقت. وهي كذلك، لا تتجاوز صفة الامتحانات كباقي الامتحانات التي مررتم بها في الأعوام السابقة فلا تُنزلوها من نفوسكم منزلةً تعكر عليكم صفو حياتكم وتُربِك أيامكم وتحرمكم سكينة العيش. لا أقصد بذلك أن تتلبسكم حالةٌ من اللامبالاة والبلادة وعدم الإحساس فذلك لا يستقيم، إنما أعني أن تبذلوا الجهد وتأخذوا بالأسباب وتتوكلوا على الله حق توكله ولا تفقدوا ثقتكم بأنفسكم وتمضوا في رحلة الامتحانات لنفوس راضية وقلوب مطمئنة.
(٢)
كل سعي ابن آدم غايته تحصيل رضى الله وتحصيل السعادة في الآخرة وفي الدنيا من قبلها، وذلك ما يُعَبِّرُ عنه سلوك كل فرد. والإنسان الذكي هو الذي يُعَدِّل من سلوكه بحيث يتلاءم مع الظروف. ولإن أيام الامتحانات تُعدُّ في نظر الكثيرين بمثابة ظرف استثنائي يصبح من الضروري أن يُغيّرَ الطالبُ بعضَ عاداته وسلوكياته بشكلٍ إيجابي لتتوافق مع هذه المرحلة الهامة.
فالنومُ مبكراً والاستيقاظُ مبكراً لهما مفعول السحر، وتنظيمُ الوقت وترتيبُ الأوليات والتأني في المراجعة تُثَبِّت المعلومات، وقلةُ الخروج من البيت تزيد من وقت النفع والتحصيل، فلا حرَجَ في أن تتخلى عن بعض نشاطاتك التي تتسبب في إهدار الساعات دون فائدة مثل مشاهدة التلفزيون بكثرة وتصفح الانترنت عمَّال على بطَّال ومقابلة الأصدقاء خارج المنزل إذا أردت أن يزدادَ معدل مذاكرتك وفهمك.
رتبوا أولوياتكم وحافظوا على درجة كافية من الاستقرار في يومكم لتحسُّوا بثمرة جهدكم. وهي أيام قليلة تمضي لحال سبيلها فسهلوا مرورها على خير لتكون النتيجة مُبشرة. يقول الشاعر العربي:
لا تحسبَ المجدَ تمراً أنت آكلُه .. لن تبلغَ المجد حتى تلعق الصبرا
وهي حقيقة، فطريق النجاح ليس مفروش بالورد ومُظلل بالكسل، إنه طريق صعب (لكن ليس مستحيل) يحتاج للجد والجهد والنظام وترتيب الأولويات وكلها أمورٌ في متناول أيديكم، فلا تصعبوها على أنفسكم. علقوا آمالكم بالله وتوكلوا عليه واجعلوا من هذه الآية الكريمة شعاراً لكم في هذه الفترة: “ومن يتوكل على الله فهو حسبه.” حالتكم النفسية والمزاجية مهمة فحافظوا عليها في أعلى درجة.
(٣)
يقول الدكتور مصطفى محمود: “إن دقات ساعة الحائط تقدم لك زمناً مزيفاً .. ابحث عن زمنك الحقيقي في دقات قلبك .. ونبض إحساسك”.
وهذا الكلام الجميل يحمل في طياته معاني كثيرة. منها مثلاً أن المشاعر التي تحملها في قلبك هي المعنى الحقيقي للزمن والوقت الذي تقضيه، فرُبَ ساعات تقضيها في المذاكرة مُحَصِلتُها صفراً .. لماذا؟ لإن قلبك مليء بالقلق والتوتر وانعدام الثقة، ولإن اليأس والاحباط والانهزامية تعشش في جنبات نفسِك.
وكما يقول د. مصطفى محمود: عواطفنا واهتماماتنا هي الساعة الحقيقية التي تضبط الزمن وتطيله أو تُقصره. أفراحنا تجعل ساعاتنا لحظات، وآلامنا تجعل لحظاتنا طويلة مريرة ثقيلة مثل السنين وأطول. إحساسنا بالسرعة والبطء ليس مصدره ساعة الحائط ولكن مصدره الحقيقي الشعور في داخلنا.
لذلك – قبل أن تبدأ في المذاكرة وقبل أن تشرع في تنظيم وقتك وتخطيط ما ستقوم به – نظم أحاسيس قلبك واطرد كل المشاعر السلبية من داخلك، واستبدلها بالمشاعر الإيجابية المستقرة. تأكد أنك ممتلئ بالثقة والتوكل وحسن الظن بالله والرضا التام بما يقدره لك قبل أن تجلِس إلى كتابك. عندها فقط يسير وقتك بانتظام وتحس أن الساعة يوم واليوم أسبوع لإن اطمئنان قلبك وثقة نفسك تمنحانك نشاطاً غير عادياً وفهماً متيقظاً وتركيزاً عالياً. وكلها من أهم متطلبات المذاكرة الفعالة.
التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::
مشاهدة نحو سيكولوجية سوية لطالب الثانوية العامة
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ نحو سيكولوجية سوية لطالب الثانوية العامة قد تم نشرة ومتواجد على جريده المساء وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، نحو سيكولوجية سوية لطالب الثانوية العامة!!.
في الموقع ايضا :