حرائق الباحة والطائف.. هل كانت بسبب الأرض أم الفضاء؟ ..أخر المستجدات

أخر المستجدات بواسطة : (جريدة الوطن السعودية) -
في وقت تعرضت فيه مناطق عدة في جنوب السعودية، ابتداء من عسير وامتدادًا إلى الباحة والطائف إلى عدة حرائق في مايو الماضي، استمرت عدة أيام، وانتشرت بشكل سريع بفعل الرياح القوية، ألقى مستشار بيئي باللائمة على ما يعرف بـ«الأشعة الكونية» أو «cosmic ryas»، موضحًا أن «الفضاء» هو سبب الحرائق التي تنتشر في بقاع مختلفة في العالم، فيما رأى آخرون أن الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى عوامل أخرى تؤثر في انتشار الحرائق وامتدادها.ويكثر اشتعال الحرائق مع دخول فصل الصيف، وبداية الإجازة الصيفية، حيث تأكل هذه الحرائق مساحات شاسعة وتلتهم مئات الهيكتارات من الغابات والمناطق الزراعية، وتلقي بتأثيرها على البيئة الطبيعية القريبة، فتتقلص أعداد الأشجار المعمرة، وتختفي أعداد من الحيوانات، والحشرات، والفطريات التي تلعب دورًا أساسيًا في توازن البيئة.وكانت وزارة البيئة والمياه والزراعة قد أعلنت في وقتٍ سابق عددا من التنبيهات والاشتراطات للحد من الحرائق في فصل الصيف، مشددة على أن هناك أسبابًا عدة تهيئ الظروف لاشتعال الحرائق، ومنها إشعال النيران أثناء التنزه للطبخ وتركها، وحرق المخلفات الزراعية، وإطلاق الأعيرة النارية، ورمي الزجاج الذي يتأثر بأشعة الشمس ويؤدي لزيادة مساحة الاشتعال.فترة جفافيشدد الدكتور إبراهيم محمد عارف آل صقر، أستاذ وخبير الغابات والبيئة في جامعة الملك سعود سابقًا، في تصريحات لـ«الوطن» على أن المنطقة مرت بفترة جفاف لربع قرن ما جعل غاباتها عرضة لأي مصدر حريق، وقال «من خبرتي، فإنه منذ عام 1982 تعتمد الغابات على الأمطار الشتوية والربيعية الصيفية، وكذلك على الضباب، ولكن مرت المنطقة بفترة جفاف تجاوز عمرها الـ25 سنة، وقد أُثبت ذلك من خلال بحوث مع طلبة الماجستير، حيث كنا نعمل على حلقات النمو، هو علم يكشف لنا متى حصلت الحرائق والجفاف، ومن خلالها أصبحنا نعرف فترة الجفاف، وقبلها كان هناك حلقة نمو صيفية وشتوية، بينما حلقات الجفاف بالكاد يمكن رؤيتها بالتليسكوب كأنها خيوط دقيقة جدًا، وهذا أعطانا تأكيدا أن هناك فترة جفاف لا تقل عن 25 سنة».وذكر عارف أنه «قبل هذا الجفاف وخلاله وبعده، كانت هناك أنظمة قبلية تحمي الغابات والجبال، ثم جاءت الهجرات السكانية إلى المدن، فابتعد الناس عن الزراعة، وخف الاهتمام بالمدرجات الزراعية، وترافق ذلك مع قلة الأمطار، ما أدى إلى تدهور الغابات التي أصبحت جافة معرضة لأي مصدر حريق».عوامل اشتعال الحرائقويضيف الدكتور عارف «لمثلث الحريق 3 أضلاع، الأول هو الوقود وهو متوفر، والثاني الموقد مثل السيجارة أو ترك نار مشتعلة، والثالث والأخير الأوكسجين، وإذا توفرت أضلاع هذا المثلث اشتعلت النيران التي تنتشر من خلال الأعشاب التي نمت خلال سنوات مضت فأصبحت مصدر قلق في الغابات لأنها أصبحت بيئة جافه ومهيأة للاحتراق».وأضاف «هذه الحرائق تؤثر على الغابات بشكل كبير، فكل شجرة توفر نظاما بيئيا متكاملا، ففيها أعشاش للطيور، وفيها حشرات ونمل، وتحت أرضها فطريات، ولدينا في المنطقة مناطق جبلية، ومناطق رعي منزلي، ومنطقة مفتوحة، وكثيرون يستخدمون الغطاء النباتي لهم ولحيواناتهم، وبالتالي يؤثرون في التوازن البيئي، ويهيئونه لأن يكون قابلا للحرائق».وتابع «المشكلة لدينا في السعودية، وفي المناطق الجافة وشبه الجافة في العالم، فإن العودة إلى النظام البيئي المتوازن تحتاج إلى 20 سنة أو أكثر، على عكس الحال في بعض الدول الممطرة التي إذا حصل حريق فيها فإن النظام البيئي سرعان ما يسترجع نفسه لأن التربة غنية وتتوفر فيها الأمطار والرطوبة، وذلك مثل أستراليا أو بلدان الغابات الاستوائية».كما لم ينفي كذلك تأثير التدخل البشري في اندلاع وانتشار الحرائق، حيث قال «لديَّ معلومة علمية ناقشتها مع عدد من الطلاب في مجال حرائق الغابات، حيث تبين أن أكثر من 70 إلى 75 % من مجموع الحرائق حدثت بفعل فاعل، وهذا ما أثبتته الدراسات، وهي معلومة ثابتة وعلمية، وهذا طبعا مع توفر عوامل أخرى مثل ارتفاع درجات الحرارة، ووجود مادة الوقود من مخلفات الأشجار من فروع وحشائش ميتة وغيرها من المواد المشتعلة».إستراتيجية ضد الحرائقبين الدكتور عارف أن الإستراتيجية المتعبة في البيئة السعودية تشمل أشياء كثيرة، وقال «وفرت الدولة مراكز متخصصة، مثل مركز الغطاء النباتي والتصحر الذي يكمن دوره في توفير أجهزة مراقبة، وهذه التقنية ساعدت كثيرًا في موضوع الحد ومقاومة الحرائق، كما أسهم المجتمع المحلي بتعاون مثمر ومهم جداً مع الجهات المعنية للسيطرة على الحرائق قبل وقوعها، وهذه إجراءات وقائية بالغة الأهمية».وتابع «هناك إستراتيجية في مركز الغطاء النباتي ومركز غطاء الثروة والحياة الفطرية ومركز الأرصاد ومركز الالتزام البيئي، وكلها مراكز متخصصة ومعنية، وهنا تتكاتف الجهود في المحافظة على الغطاء النباتي، مع الإشارة إلى أن 70% من الحياة البيئية البيولوجية تتركز في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة، وبالتالي فإن تأثرت هذه المنطقة، فإنها تؤثر بنسبة كبيرة بالغطاء النباتي والتنوع البيولوجي في المملكة ككل».وأشار إلى «أن الجفاف وقلة الأمطار يؤثران بشكل كبير على الغابات والتنوع الزراعي بشكل عام، كما أن السائح عندما يأتي إلى الباحة أو عسير أو الطائف، فإنه يأتيها لبرودة طقسها الذي يعود لوجود الغابات فيها وللاستمتاع بالمناظر فيها، وعلى الأخص نبات العرعر، وكذلك لوجود المنتجات الزراعية، وإذا فُقد طرف منها سيؤثر على الآخر. ولذلك أتمنى وجود إجراءات سلامة ووقاية يتقيد بها السياح يتم إصدارها للمحافظة على هذه المناطق الهشة لأنها معرضة للحرائق».الحرائق سببها من الفضاء»خلاف كثير من الأفكار السائدة عن أسباب وعوامل اندلاع الحرائق، يذهب المستشار البيئي، الدكتور علي عدنان عشقي بعيدًا، ويعيد اندلاع حرائق الأحراش في جبال بني مالك، والتي امتدت حتى مدينة الطائف، إلى عوامل فضائية، وتحديدا إلى «الأشعة الكونية cosmic ryas».وينفي عشقي عامل التدخل البشري، وقد كتب في منشور تم تناقله على منصة X أن «العامل المتسبب في حرائق الأحراش في جبال بني مالك والتي امتدت حتى مدينة الطائف ليس فعل فاعل كما يعتقد كثيرون، كما أنه ليس بسبب حرارة الجو، فقد حدثت حرائق مماثلة في بعض أكثر بقاع الأرض برودة، مثل كندا، وأوروبا، وولاية كارولينا الشمالية، والجنوبية».وتابع «هذه الظاهرة، أي ظاهرة حرائق الغابات حدثت وتحدث وستحدث في جميع غابات وأحراش بقاع الأرض، والسبب الرئيس في حدوثها ليس في الأرض، أو من الأرض، بل مسببها قادم من الفضاء، وهو ما يعرف بـ«الأشعة الكونية cosmic ryas»، وهي عبارة عن جسيمات تحت ذرية ناجمة عن انفجارات حدثت منذ بلايين السنين ووصلت إلى غلافنا الجوي خلال القرن الماضي، وما زال تدفقها مستمرًا، وقد يستمر حتى قيام الساعة».وأكمل «السبب في تدفقها المستمر هو ضعف الرياح الشمسية Solar winds التي تعمل كدرع يحمي غلاف الأرض من تسلل جسيمات الأشعة الكونية، وذلك بسبب دخول الأرض الدورة الشمسية الباردة رقم 25، وانخفاض الانفجارات الإلكترومغناطيسية التي تحدث على سطح الشمس والتي تتولد عنها الرياح الشمسية التي تحمي الأرض من الأشعة الكونية».الأشعة الكونيةوأضاف المستشار عشقي «أوضحت عدد من الأبحاث العلمية العلاقة بين حرائق الغابات والأشعة الكونية، ولن أخوض في هذه الأبحاث فهي معقدة جدا، ولكن سأحاول أن أبسطها في الآتي:عندما تضعف الرياح الشمسية تتسلل الأشعة الكونية إلى الغلاف الجوي للأرض، وحيث إن الأشعة الكونية عبارة عن جسيمات تحت ذرية، أي أصغر من حجم الذرة، وتكون على هيئة بروتونات ونيترونات وأشعة ألفا وأشعة جاما، فإن جميع هذه المكونات تحت الذرية تصطدم بغازات الغلاف الجوي مثل الأوكسجين، وثاني أوكسيد الكربون، والهيدروجين، والنيتروجين، وتتحول إلى أجسام تحت ذرية خاصة ما يعرف بالميونات Muns، وتتساقط على هيئة شلالات على سطح الأرض تكون سرعتها قريبة من سرعة الضوء، وهذه الشلالات مثل الأمطار تسقط على مناطق مختلفة على سطح الكرة الأرضية. لذلك لا أستبعد زيادة نسبة حرائق الغابات في العالم حتى عام 2030 أو أكثر أي عند نهاية الدورة الشمسية الباردة رقم 25».حرائق في ازديادفي إطار محاولة سبب الحرائق وانتشارها في بقاع كثيرة، أظهرت جراسة أجريت العام الماضي، أن عدد حرائق الغابات وحدتها، الأكثر تدميرًا وتلويثًا، تضاعف في جميع أنحاء العالم خلال السنوات الـ20 الماضية بسبب ارتفاع حرارة الأرض جراء النشاط البشري.وباستخدام بيانات الأقمار الاصطناعية درس الباحثون نحو 3 آلاف حريق غابات ذات «قوة إشعاعية» هائلة - كمية الطاقة المنبعثة من الإشعاع - بين عامي 2003 و2023، ووجدوا أن تواترها زاد بمعدل 2.2 مرة خلال هذه الفترة.والغابات الصنوبرية المعتدلة خاصة في غرب الولايات المتحدة، والغابات الشمالية التي تغطي ألاسكا وشمال كندا وروسيا هي الأكثر تضررًا مع زيادة وتيرة وقوع مثل هذه الحرائق بمعدل 11 و7 مرات على التوالي.وبالنظر إلى الحرائق الـ20 الأكثر فتكًا كل عام، فإن قوتها الإشعاعية التراكمية زادت أيضًا بأكثر من الضعف، بوتيرة «يبدو أنها تتسارع» وفقًا لدراسة نشرت في مجلة «نايتشر أيكولوجي أند إيفولوشن».وقال كالوم كننجهام المؤلف الرئيس للدراسة من جامعة تسمانيا الأسترالية: «لم تعد آثار تغير المناخ شيئًا من المستقبل، بل نشهد اليوم دلائل على جو جاف ودافئ»، داعيًا الى إدارة وقائية أفضل للغابات.ووجدت الدراسة أن السنوات الـ6 الأكثر شدة لناحية وتيرة حرائق الغابات وتكرارها سجلت منذ عام 2017. ومما يؤكد هذا الاتجاه، أن عام 2023، شهد «أعنف حرائق الغابات» خلال الفترة التي تمت دراستها.وأكدت الدراسة أن الغطار الحرجي، يمتص خلال نموه ثاني أكسيد الكربون، لكنه يعود بقوة إلى الغلاف الجوي عندما تحترق النباتات، ما يؤدي إلى تفاقم ارتفاع حرارة الأرض الناجمة عن انبعاث غازات الدفيئة، وهو ما يؤدي إلى «آثار مرتدة».

التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::

مشاهدة حرائق الباحة والطائف هل كانت بسبب الأرض أم الفضاء

يذكر بـأن الموضوع التابع لـ حرائق الباحة والطائف هل كانت بسبب الأرض أم الفضاء قد تم نشرة ومتواجد على جريدة الوطن السعودية وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، حرائق الباحة والطائف.. هل كانت بسبب الأرض أم الفضاء؟.

في الموقع ايضا :

الاكثر مشاهدة أخر المستجدات
جديد الاخبار