"اقرأ".. الكلمة التي نسيناها والوصية التي خذلناها عن أزمة القراءة وتدهور الوعي في مجتمعاتنا
بقلم: عبد القادر كلول
رسالتها العلم، ومعركتها ضد الجهل، وطريقها إلى الحضارة هو القراءة. لكن، يا للمفارقة! لقد نسينا الكلمة الأولى، وتركنا الوصية السماوية تتلاشى بين ضجيج المنصات، وصخب الاستهلاك، وسطوة الترفيه السريع. خذلنا "اقرأ" حين جعلنا الكتاب زينةً على الرفوف، لا حياةً في العقول. في زمن تُقاس فيه الأمم بمستوى وعيها، وتُصنّف الشعوب وفق علاقتها بالمعرفة، نجد أنفسنا نُحدّق في مرايا الغياب الثقافي، وقد غابت عن حياتنا تلك العلاقة النبيلة مع الكتاب. نحن حقاً في زمن غريب، زمن بدأت فيه شجرة الجهل تمدّ جذورها عميقًا في تربة مجتمعنا، وتبسط أغصانها في كل اتجاه. على أطرافها تنبت براعم صغيرة، تنذر بجيل جديد يُورث الظلام بدل النور، ويحتفي بالتفاهة بدل الفكر. لقد أوشكت ظلال التخلف أن تحجب نور المعرفة، وأضحت شموس الكتب والمجلدات شاحبة لا تكاد تُرى. أين ذهبت تلك الأيام التي كان فيها الكتاب صديق الإنسان الأول؟ كان له خير أنيس في خلواته، ورفيقًا في أسفاره، ومرآةً تعكس عمق فكره واتساع خياله. كان الناس يتباهون بعدد الكتب التي قرأوها كما يتباهون اليوم بعدد المتابعين على منصات التفاهة! أتذكر – بحسرة – تلك الحقبة التي كانت فيها مكتبات المدارس تضجّ بالحياة، رفوفها تئن من زخم المعارف، وطلابها ينهلون منها بنهم لا يُشبَع. أتذكر دور الشباب وقد تحوّلت إلى ورشات للإبداع، تنبعث منها قصائد، وتتردد في أروقتها ألحان وأفكار. هناك، كانت العقول تُصقل، والطاقات تُستثمر، والوجدان يُروى من منابع الثقافة. كان الكتاب بطلًا بلا منازع في قصص الأفراد والمجتمعات، لأنه لم يكن مجرّد صفحات تُقلب، بل وسيلة للارتقاء، ومدخلًا إلى التأمل، ومأوى للعقول المتعبة، وسلاحًا ضد الجهل والفراغ. من خلاله، كان الإنسان يُعيد ترتيب نفسه، يُقاوم هشاشته، ويتدرّب على الحكمة في مواجهة الحياة. واليوم، بينما تتسابق الأمم إلى بناء وعيها من خلال القراءة الجادة وصناعة الفكر، نجد أنفسنا نُمعن في التراجع، متقاعسين عن إدراك جوهر الكتاب، غافلين عن دوره في تشكيل إنسانٍ متوازن، قادر على الفهم والحكم وتحمل المسؤولية. شبابنا – رغم إمكاناته الهائلة – يسير بخطى ثابتة نحو الضياع، فريسة سهلة للتيه والانهيار القيمي. الإنسان، كما يحتاج إلى غذاء الجسد، هو بحاجة أشد لغذاء الروح والفكر. إن لم نحصّن أنفسنا بالمعرفة، فسنهزم أمام كل ريح عاتية، وسنظل نعيش على هامش الزمن، مجرد أرقام في قوائم العالم المتقدم. أليس من العار أن نتذيل المؤشرات في كل شيء، ونحن أمة نزل عليها الوحي بأمر إلهي واضح: "اقرأ باسم ربك الذي خلق"؟ أين نحن من تلك البداية النورانية؟ وإلى متى سنبقى نرفل في ثوب الجهل ونزهو به؟
التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::
مشاهدة اقرأ الكلمة التي نسيناها والوصية التي خذلناها عن أزمة القراءة وتدهور الوعي
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ اقرأ الكلمة التي نسيناها والوصية التي خذلناها عن أزمة القراءة وتدهور الوعي في مجتمعاتنا بقلم عبد القادر كلول قد تم نشرة ومتواجد على ازيلال 24 وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، "اقرأ".. الكلمة التي نسيناها والوصية التي خذلناها عن أزمة القراءة وتدهور الوعي في مجتمعاتنا بقلم: عبد القادر كلول.
في الموقع ايضا :