شرق أوسط "بلا مشكلات": قراءة في عقل ترامب بعد حرب الـ12 يومًا ...الشرق الأوسط

اخبار عربية بواسطة : (ترك برس) -

ترك برس

استعرض تقرير للكاتب والخبير التركي نيدرت إيرسانال، ملامح التحوّل الجيوسياسي في الشرق الأوسط عقب الحرب التي استمرت أسبوعين بين إيران وإسرائيل، مسلطاً الضوء على مشروع "اتفاقيات إبراهيم الجديدة" بوصفه امتداداً لرؤية إدارة ترامب لـ"شرق أوسط بلا مشاكل".

ويحلّل الكاتب في تقريره بصحيفة يني شفق كيف تسعى الولايات المتحدة إلى إعادة تشكيل خريطة التحالفات الإقليمية وفق مصالحها الاستراتيجية، في ظل تراجع الدور الروسي، وتصاعد أهمية تركيا، وبروز باكستان كمحور بديل في معادلة الطاقة والردع.

كما يتناول الأبعاد الرمزية والسياسية لهذه التحالفات، وموقع إسرائيل كحليف مركزي، مقابل محاولات احتواء إيران لا عبر المواجهة فقط، بل عبر التفاوض والضبط.

ويُبرز الكاتب أيضاً تمايز المواقف الإقليمية، خصوصاً تركيا، من مشروع التطبيع، ويضع ذلك كله ضمن سياق أوسع من إعادة هندسة الأمن الإقليمي تمهيداً للتركيز الأمريكي على التحدي الصيني. وفيما يلي نص التقرير:

أولاً: مع انحسار الحرب التي استمرت أسبوعين بين إيران وإسرائيل، صرح ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس ترامب إلى الشرق الأوسط، قائلاً: "نتوقع قيام العديد من الدول بالتطبيع. وسنُصدر إعلاناً هاما بشأن بلدول الأطراف في اتفاقيات إبراهيم".

ثانيًا: وهكذا فإن "اتفاقيات إبراهيم الجديدة" تأتي امتداداً لمشاريع "النظام العالمي الجديد"، و"الناتو الجديد"، و"الشرق الأوسط الجديد".

ثالثًا: والسبب في ذلك هو تغيّر الوقائع الجيوسياسية في أوروبا والشرق الأوسط والعالم مقارنةً برئاسة ترامب الأولى.

رابعًا: عقب وقف إطلاق النار مع طهران بدأت شوارع تل أبيب تُزيَّن بلافتات تحمل صور 12 قائدًا، وبالطبع كان ترامب جالسًا في مكان المسيح.

خامسًا: أصبحت لدينا الآن فكرة أوضح عن "كيف يجب أن يكون" الشرق الأوسط وفقًا لتصورات الولايات المتحدة في عهد ترامب: "لا نريد مشاكل، ولا نريد من يثير المشاكل".

سادسًا: وتُعزى هذه القراءة عادةً إلى سببين: 1ـ زيادة الكفاءة الاقتصادية للمنطقة واستثمارها، 2ـ  تسوية قضايا النزاع الروسي الأوكراني والصراع الفلسطيني الإسرائيلي بصيغة "مناسبة"، تمهيداً للتوجه نحو الصين. 

سابعًا: تحت هذا الوصف التقريبي، توجد العديد من العناوين الفرعية، وحسابات خاصة لكل دولة، ولكن هذا هو جوهر الأمر.

ثامنًا: إذا أدركنا أن "اتفاقيات إبراهام" قد جرى تجديدها، بخلاف ما كانت عليه في عهد ترامب الأول، فعلينا أن نعي أيضاً أن خريطة التحالفات الجديدة لن تقتصر على إسرائيل والدول العربية فقط.

تاسعا: علينا أن ندرك سريعًا أن دول غرب آسيا، بما فيها إيران وتركيا وبعض دول شمال أفريقيا، والأهم باكستان، تقع في نطاق التهديد المباشر أو غير المباشر لهذا "التجديد".

عاشرًا: على سبيل المثال كيف يمكن لإيران أن تكون جزءاً من هذه الطاولة؟ في الواقع، لا مقعد لها. لكن ينبغي أن نفهم المسألة على النحو التالي: قبل أيام، صرّح ترامب قائلاً: "إذا كانت إيران ترغب في النهوض مجددا، فعليها أن تبيع النفط. فلتفعل ذلك، وإذا أرادت الصين أن تشتريه، فلا مانع" أي أن الباب يُفتَح، والمفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار مستمرة. كما نعلم أن إيران تُطرح حالياً كخيار بديل لتزويد أوروبا بالطاقة بعد تراجع الدور الروسي في هذا المجال. ويبدو بزشكيان مؤهلاً لذلك.

أحد عشر: إن جلوس أنقرة على طاولة المفاوضات مع إسرائيل ليس خيارا مطروحا. كما أنها لا تنظر إلى اتفاقيات إبراهيم بإعجابٍ أو حماس، ولا يمكن أن توقع عليها. لكن قد تنظر أنقرة بإيجابية إلى مصالح أخرى ضمن النظام العام للمنطقة.

اثنا عشر: من جهة أخرى، كيف ينظرون إلى تركيا؟ وصفت "استراتيجية الأمن القومي 2025" التي أعلنتها المملكة المتحدة مؤخرًا أن "تركيا، بموقعها الاستراتيجي عند ملتقى البحر الأسود والقوقاز والشرق الأوسط وإفريقيا، تُعد أساسية للمصالح الأمنية للمملكة المتحدة في أوروبا وعلى حدود حلف شمال الأطلسي (الناتو). تركيا حليف رئيسي للناتو وشريك ثنائي للمملكة المتحدة بفضل تكاملها العسكري القوي وتعاونها في قطاع الدفاع."

ثلاثة عشر: وفي ضوء الدور البارز الذي لعبته تركيا في قمة الناتو الأخيرة، ومبادراتها النشطة في إطار "الهندسة الأمنية الأوروبية الجديدة"، باتت أنقرة، من وجهة نظر كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، الحلقة المتمّمة في الخارطة الممتدة من البلطيق إلى الخليج، ومن البحر الأسود إلى بحر قزوين وأفريقيا. وقد باتت السعودية وتركيا، بالنسبة لترامب، دولتين تتمتعان بمكانة مميزة.

أربعة عشر: ولكن لا يمكن تجاهل وجود روسيا. فموسكو تكاد تكون مستبعدة بالكامل من هذه الخارطة الجديدة، بل قد تُعتبر مقصاة منها. وسيترتب على ذلك بلا شك تعقيدات محتملة، وربما توترات في العلاقة بين لندن وواشنطن، لكنها تبدو حتى الآن قابلة للإدارة.

خمسة عشر: إلى هنا نكون قد ناقشنا بؤرة "التجديدات" في الشرق الأوسط وارتباطها بالملف الأوروبي. لكن الخريطة تمتد شرقاً أيضاً.

ستة عشر: حتى عهد ترامب، كان العديد من المسؤولين والخبراء في واشنطن يرون أن إهمال منطقة غرب آسيا خطأ استراتيجي، غير أنه وقع فعلاً. ولعل الانسحاب من أفغانستان والعلاقات الاستراتيجية المتنامية بين باكستان والصين شكّلا أبرز الأمثلة على ذلك.

سبعة عشر: أما ترامب، فكان يعلم "مشكلة الكيانات الثلاث" التي كان عليه مواجهتها والتغلب عليها خلال فترة ولايته: روسيا، وإيران، والصين. (وحتى لو تم حل المشكلتين الأوليين، فمن الصعب اللحاق بالصين خلال فترة ولايته. ولهذا السبب قد يشرع في مهمة صعبة وخطيرة تتمثل في التعامل معها جميعًا في وقت واحد).

ثمانية عشر: نتيجة لذلك، رغم أن أهداف ترامب لم تتغير منذ اللحظة الأولى لرئاسته، يبدو أنه غير منهجه وأساليبه.

تسعة عشر: بعد إيران، تبرز باكستان كدولة محورية تحتل موقعاً خاصاً في رؤية الولايات المتحدة. فإلى جانب علاقاتها القوية مع الصين، شهدت باكستان تطورات أخرى جديرة بالملاحظة؛ من بينها استقبال البيت الأبيض لقائد القوات البرية ورئيس جهاز الاستخبارات الباكستاني، حيث عقدا لقاء مباشرا مع ترامب. كما لعبت الولايات المتحدة دوراً حاسماً في إنهاء الاشتباكات التي أوصلت الهند وباكستان إلى شفا الحرب. وينبغي عدم إغفال ترشيح إدارة باكستان لترامب لجائزة نوبل للسلام كعلامة إضافية على هذه العلاقات.

عشرون: أما أفغانستان، فهي ليست حتى الآن جزءاً من هذه المعادلة؛ فهي دولة معقدة ذات ظروف فريدة، ولكن موقعها ضمن مثلث روسيا والصين والولايات المتحدة لا يمكن تجاهله.

واحد وعشرون: وبالنسبة للهند، يمكن القول باختصار إنها لا تزال تابعة لبريطانيا. وزيارة مودي الأخيرة إلى قبرص تؤكد استمرار رغبته في تعزيز طريق إسرائيل والبحر المتوسط وأوروبا،، غير أن هذه السياسة قد لا تحظى دائما بالدعم الكامل من الولايات المتحدة.

اثنان وعشرون: وأخيراً إسرائيل؛ سواء في إطار الشرق الأوسط الجديد أو اتفاقيات إبراهيم الجديدة أو الضربات التي استهدفت المنشآت الإيرانية، فإن العلاقات بين إدارة ترامب ونتنياهو ليست في أفضل أحوالها ولا يُتوقع أن تتغير على المدى القصير. لقد كانت إيران درساً قاسياً لا يُنسى. هناك كراهية شديدة لأي تهديد محتمل لزعزعة الاستقرار. وقد يصبح موقف ترامب أكثر حدة بعد الانتخابات النصفية الأمريكية. ورغم أن "شتائم" الرئيس قد تؤخذ على محمل السخرية، إلا أنها يجب أن تؤخذ على محمل الجد. 

ثلاثة وعشرون: بمعنى آخر، ينبغي إعادة قراءة التوافق بين "مشاريع إسرائيل الكبرى" و"اتفاقيات إبراهيم الجديدة". فـ"تلك الصورة" تعبّر فقط عن أحلام إسرائيل، وليست مناسبة لنا. وحيثما لا تتوافق تلك الخطط، نذكِّر دائماً بوجود تركيا، لأنها أيضاً دولة "جديدة" في هذه المعادلة.

التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::

مشاهدة شرق أوسط بلا مشكلات قراءة في عقل ترامب بعد حرب الـ12 يوم ا

يذكر بـأن الموضوع التابع لـ شرق أوسط بلا مشكلات قراءة في عقل ترامب بعد حرب الـ12 يوم ا قد تم نشرة ومتواجد على ترك برس وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، شرق أوسط "بلا مشكلات": قراءة في عقل ترامب بعد حرب الـ12 يومًا.

في الموقع ايضا :

الاكثر مشاهدة اخبار عربية
جديد الاخبار