أتاحت لنا رؤية المملكة التعرف على كل الأبعاد الثقافة في السعودية بل جعلت منها نمط حياة بفضل آليات وبرامج رؤيتنا المباركة، لأن الثقافة ليست مقتصرة على جانب محدد بل تتسع وفقا لمدى حالة قدرتنا ووعينا تجاه كل بعد ثقافي من خلال إيقاظ جملة من مشاعرنا وأحاسيسنا، فالثقافة مجال إبداعي واسع ومرتهن لمدى توظيف الحس والوعي تجاه الظاهرة الثقافية كحالة فن ومجال إبداعي، ومن ثم نستطيع الإفصاح عنها في تلك الجزئية في جملة البعد الثقافي وشموليته، ولكي نكون أكثر دقة وموضوعية ولتتضح الصورة بشكل أدق نأخذ جانب الأهازيج والأصوات كنموذجين لتمثيل معرفي يقرّب المفاهيم لنصل معكم إلى عناصر الإشراق التي تأتي في لحظة انبثاق جراء وعينا لتنتقل بعد ذلك إلى فيض معرفي حال الوقوف إليها بفطنة، لان البعد الثقافي يتجاوز ملمحة العادي ويمكن نقله إلى مجالا إبداعيا آخر يعبر عن الأحاسيس والرؤى والأفكار ولهذا قدمت بهذا المهاد أو التوطئة للوصل إلى ما قد عشته الأسبوع ما قبل الماضي وكان من واجبي أن أنقله عبر هذه الزاوية إلى القاري الكريم، لعله يفتق في الذهن حالة وعي ويقدح في العقل شرارة معرفة نحو أبعاد ثقافتنا وموروثنا الحضاري ومضمون دورها اللافت، فقد نظمت أكاديمية فنسفة الثقافية ضمن سلسلة ندواتها ما بعد الغلاف ندوة ألقاها الأستاذ والفنان عبدالعزيز بن إبراهيم المبدل حول كتابة (الألعاب الشعبية للبنين والبنات في المملكة العربية السعودية) حيث تحدث المبدل بإسهاب عن الألعاب الشعبية ودورها في الحفاظ على الموروث الثقافي والهوية وأنها اليوم تتجاوز البعد الترفيهي إلى جوانب مختلفة ومنها تعزيز التواصل العالمي من خلال المهرجانات في المواسم المختلفة والأيام الوطنية الأمر الذي يجعل منها حالة من الاندماج الثقافي بين الشعوب والذي يتيح علاقات إنسانية خلاقة، إلى جانب ذلك فهي تفتح آفاقا واسعة نحو جوانب اقتصادية ومنافذ شغل جديدة وخصوصا إذا تم إعادتها بشكل إلكتروني وفق برامج مختلفة عبر التقنية الحديثة، كانت الندوة عبارة عن بحث أو بالأحرى النبش في آليات نظامنا الثقافي لأجل الكشف عن جونب فنية ومعرفية جديرة بأن تطفو على السطح، وفي الحقيقة ما لفت نظري هو حين تعليقه المبدل على حالة الأهازيج وطرائق الأصوات التي يمارسها المجتمع أثناء ممارسة لأي عمل ثقافي فالأصوات تحمل طقس احتفالي مبهج ما يعني أنها تخلق حالة جمالية بغنائية طربية لا حدود لها وتشعل جذوة حماس عند الجميع وقد استوقفني حديثه وهو يردد بعض أهازيج باحوية أثناء الزرع أو الحصاد وهي أهازيج تتجاوز جزر الطرب إلى حالة رجاء في الله مع آمل مفعم بالخير لقادم أجمل ووفرة في الحصاد من خلال غنائية باذخة لتراث حجازي منغوم بصوت متوحد في المد والسكت لا تكاد تخطئه الأذان ويفتح فصل أخر لحالة طربية مغايرة وهم يرددون:
يالله اليوم يا ربي
يا معين لطلابه
يا لذي تنبت الحبِ
يابسا يوم نذرا به
هذا فيما يتعلق بالأهازيج التي تردد وقس على ذلك في كل ارثنا الثقافي الممتد على كل ثرا هذا الوطن، في المقابل إذا أخذنا صوت المهراس أو آلة النجر النحاسية فإنها تتجاوز هرس حب القهوة (البن) إلى حالة تغلب عليها صفة الكرم في محاولة جادة لإيصال الصوت إلى اكبر مدى ممكن مقرون بنغم مبهج ويدعوا إلى السعادة والأنس وكوسيلة ينادي بها الضيف وفق أسلوب محترف مفعم بالنغم الموسيقي، وذلك ليس لبث روح الأصالة فحسب بل التوق إلى حسن الاستقبال وكرم الضيافة، حيث تدوي الضربة الثالثة المتعاقبة مع سابقتيها في طرف آلة النجر لتحدث صوتا مموسق ذات رنين مستمر تعبيرا عن حالة إبهاج وسرور، إنها أنغام موحية تتعدى حدود الصوت المسموع إلى إيحاءٍ احتفالي ويعتمد على طريقة التعامل الفني مع آلة النجر أو المهراس، الأمر الذي يتجاوز حدود صفة سحق البن إلى علاقة ذات صفة تداخليه مع الفن والفرح وحب الضيوف بل أنني اجزم أن هذه الجزئيات تتجاوز حدود الضيافة إلى ثقافة اجتماعية ذات طابع فرائحي لمن يقرأها في تكامل لعالم الضيافة والكرم المتوارث عند العرب
وأخيرا هذه العلاقات الأدائية تشتد وتقوى بقدر المسافة التي بيننا وبين ذلك الملمح الثقافي وقربنا منه، وبالتالي تبرز حالة من التماهي والانسجام التام ومن ثمّ يمكن قرأتها معرفيا في سياق واسع وإعادة إنتاجها بطرق مختلفة لتنتظم في مسار تجربه فريدة تساهم في إبراز المشهد الثقافي والتاريخي لدينا.. وإلى لقاء.
الأهازيج والعرضات والرقصات سمة العيد في الماضي البناء وسط الأهازيجالتفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::
مشاهدة نافذة على ثقافتنا السعودية
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ نافذة على ثقافتنا السعودية قد تم نشرة ومتواجد على جريدة الرياض وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، نافذة على ثقافتنا السعودية.
في الموقع ايضا :