مختصون لـ "اليوم": الإهمال المتهم الأول في الحرائق وحرارة الصيف لا ترحم المتساهلين ...السعودية

اخبار عربية بواسطة : (صحيفة اليوم السعودية) -

الغامدي: شاحن مقلد أو محرك مشتعل.. كوارث تبدأ من لحظة إهمالالعطاس: صيانة المركبة مهمة لمواجهة حرارة الصيف.. والحوادث لا تعترف بالأعذارمساوى: الحريق لا يفرّق بين منزل فاخر أو بسيط.. فقط يبحث عن لحظة غفلة القرشي: "تصميم العمارة سلاح ذو حديث.. فإما أن يطفئ الحريق أو يسرّع انتشاره

مع بداية كل صيف، تتكرر مشاهد النيران المتصاعدة من نوافذ منزل سكني، أو ألسنة لهب تلتهم مركبة متوقفة على جانب الطريق، والسبب غالبًا ما يكون "الإهمال".ذلك التصرف البسيط الذي قد يبدو عابرًا، مثل نسيان شاحن متصل بالكهرباء أو تعبئة الوقود دون إطفاء المحرك، قد يتحول في لحظة إلى كارثة لا يمكن تداركها.  وحذر مختصون في مجالات السلامة والنقل والهندسة من أن فصل الصيف لا يرحم الغافلين، وأن الإهمال البسيط في المنازل أو المركبات قد يتحول إلى شرارة كارثية، تلتهم الأرواح والممتلكات في لحظات.وأكدوا لـ"اليوم" أن حرائق الصيف ترتبط غالبًا بسلوكيات يمكن تفاديها بسهولة، من شاحن غير أصلي في مركبة، إلى توصيلة كهربائية رديئة في منزل، وشددوا على أن الحل لا يكمن فقط في الأدوات والأنظمة، بل في رفع وعي الأفراد، وتطبيق اشتراطات السلامة، وتحمل الجميع – أفرادًا ومؤسسات – مسؤولية الوقاية قبل فوات الأوان.

  يرى المختص في مجال السيارات بدر الغامدي، أن المركبة قد تكون قنبلة موقوتة إذا أهمل قائدها أبسط إجراءات السلامة، وقال: الإهمال داخل السيارة لا يقل خطرًا عن الإهمال في المنزل، بل ربما يفوقه في بعض الأحيان، نظرًا إلى طبيعة المركبة كحاوية مغلقة تحتوي على مواد قابلة للاشتعال وأجهزة إلكترونية تعمل باستمرار.ويؤكد الغامدي أن تشغيل السيارة في أثناء تعبئة الوقود أو استخدام شواحن غير معتمدة أو مجهولة المصدر، من الممارسات الخطرة التي لا تزال تُرتكب يوميًا رغم التحذيرات المتكررة. ويضيف أن هناك مخاطر غير مرئية، مثل التوصيلات الكهربائية الرديئة التي لا تظهر للعين المجردة ولكنها قد تتسبب في تماس كهربائي مفاجئ، مشيرًا إلى أن غياب أدوات السلامة الأساسية مثل طفايات الحريق أو البطانيات المخصصة للإطفاء، يُعقّد الموقف ويجعل من الصعب احتواء الحريق في لحظاته الأولى.

وعي قائدي المركبات

ويشير الغامدي إلى أن هناك فجوة واضحة في وعي قائدي المركبات، فالكثير منهم لا يدركون أهمية الفحص الدوري للسيارة، أو تركيب أدوات الأمان البسيطة التي قد تُحدث فارقًا كبيرًا عند حدوث طارئ.كذلك، يغفل البعض عن مراقبة سلوك الأطفال داخل المركبة، ما قد يؤدي إلى ممارسات خطيرة خاصة عند تشغيل المحرك أو العبث بولاعة السجائر وأجهزة الشحن.ويختم حديثه بالتأكيد على أن السلامة داخل المركبة ليست مسؤولية فردية فحسب، بل هي مسؤولية تكاملية تبدأ من السائق وتشمل الجهات الرقابية، فضلًا عن شركات السيارات التي يجب أن تسهم بدورها في نشر الوعي وتعريف المستخدمين بكيفية التعامل مع المخاطر المحتملة.

  يحذر المختص في النقل محمد العطاس من أن حرارة الصيف تمثل تحديًا حقيقيًا لسلامة المركبات، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الحوادث التي تسجل خلال هذا الفصل يمكن تفاديها لو التزمنا بتعليمات الوقاية.العطاس يوضح أن الحرارة المرتفعة تؤثر على مكونات السيارة بشكل مباشر، إذ قد تتسبب في انفجار بعض المواد الموجودة داخلها مثل الولاعات، وعبوات العطور أو المعقمات المضغوطة.كما أن ارتفاع حرارة المحرك نتيجة خلل في نظام التبريد أو نقص سائل "الردياتير" يمكن أن يؤدي إلى احتراق أجزاء من السيارة، كما يؤكد أن من أكثر الحوادث شيوعًا في الصيف هي انفجار الإطارات، نتيجة تمدد الهواء داخلها بفعل ارتفاع درجات الحرارة.

  خطورة التوصيلات الكهربائية التالفة

وينبه العطاس إلى خطورة التوصيلات الكهربائية التالفة التي قد تُحدث تماسًا في البطارية، وهو ما يجعل من المركبة وسطًا قابلًا للاشتعال في أي لحظة، كما يوصي بعدم ترك الأجهزة الإلكترونية متصلة بمنفذ الطاقة لفترات طويلة، خصوصًا عند عدم استخدامها، وينصح بفتح نوافذ السيارة قليلًا عند الوقوف تحت أشعة الشمس لتقليل الضغط الداخلي. أما خارج المركبة، فيشدد على أهمية فحص نظام التبريد، ومراقبة ضغط الإطارات، والتأكد من جاهزية طفاية الحريق.   ويرى العطاس أن الصيانة الدورية ليست ترفًا، بل خط الأمان الأول، مشيرًا إلى أهمية فحص الزيت، ومياه "الردياتير"، وحالة البطارية قبل السفر، فضلًا عن الحرص على تشغيل المكيف باعتدال، والتأكد من أن نظام الوقود لا يعاني تسريبات أو روائح غريبة. ويختتم حديثه برسالة مباشرة للسائقين: "استثمروا في السلامة، فإن طفاية حريق واحدة قد تنقذ حياة".

  تحذر خبير السلامة المهنية نوال مساوى من أن الحريق لا يميز بين حي راقٍ أو عشوائي، ولا بين منزل فاخر أو بسيط، بل على العكس، لكن غالبًا ما تكون المساكن التي لا تطبق الحد الأدنى من إجراءات السلامة عرضة لخطر كبير.وتوضح مساوى أن كثيرًا من الحرائق تبدأ بخطأ بسيط، كنسيان مكواة مشتعلة، أو استخدام توصيلة كهربائية لا تتحمل الجهد المطلوب فتتحول إلى كارثة خلال دقائق.وتشير إلى أن أبرز مسببات الحرائق في المنازل تشمل التوصيلات الكهربائية المقلدة، أو تعبئة الوقود في أثناء تشغيل السيارة، أو ترك الأجهزة تعمل لفترات طويلة دون رقابة، وكلها ممارسات شائعة للأسف.   وتؤكد أن المباني القديمة والأسواق الشعبية غالبًا ما تفتقر إلى أنظمة الإطفاء الذاتية، أو المواد المقاومة للحريق، أو حتى مخارج الطوارئ، ما يُصعّب من مهمة الإنقاذ ويزيد من سرعة انتشار اللهب.وعلى الرغم من أن العمارة الحديثة بدأت تأخذ في الحسبان تلك المخاطر، فإن تطبيقها لا يزال محدودًا، خاصة في المباني السكنية الخاصة.

كاشف الدخان وطفاية الحريق

وتدعو نوال إلى تعزيز وعي السكان بضرورة تركيب كاشف دخان، وطفاية حريق، ومراقبة جودة المنتجات الكهربائية التي تدخل منازلهم، مشيرة إلى أن التوفير في شراء هذه المنتجات قد يؤدي إلى خسائر أكبر بكثير لاحقًا.   وتختتم حديثها بالتشديد على أن السلامة مسؤولية جماعية تبدأ من الفرد، ولا تنتهي عند الجهات الرسمية، مطالبة جميعها بتكثيف التوعية، وتطبيق الأنظمة بحزم.وترى أن ثقافة الوقاية يجب أن تترسخ في السلوك اليومي، لا أن تكون مجرد رد فعل بعد وقوع الكارثة.

أما المهندس المدني الحسن القرشي، فينظر إلى المسألة من زاوية هندسية، مشيرًا إلى أن العديد من الحرائق التي نشهدها يمكن تفاديها من الأساس عبر تصميم ذكي، وتنفيذ يراعي معايير السلامة.ويبيّن أن الحريق قد ينشأ بسبب أخطاء تصميمية كعدم الالتزام بكود البناء في الأنظمة الكهربائية، أو استخدام أسلاك غير مناسبة تؤدي إلى سخونة زائدة.كما أن غياب مخارج الطوارئ أو تراكم المواد القابلة للاشتعال في زوايا المباني يزيد من خطر الكارثة عند اندلاع الحريق.   ويؤكد القرشي أن الحل يكمن في إجراء تقييم شامل لمخاطر الحريق في أثناء مرحلة التصميم، والاعتماد على مواد بناء مقاومة للحرارة، مع تركيب أنظمة إنذار مبكر وأنظمة إطفاء ذاتي. كما يشدد على ضرورة توعية العاملين بمحطات الوقود بعدم تعبئة البنزين في أثناء تشغيل السيارة، وتطبيق أنظمة تهوية وتشتيت للأبخرة القابلة للاشتعال.

  تقنيات معمارية متقدمة

ويرى القرشي أن هناك تقنيات معمارية متقدمة يمكن أن تساعد على تقليل الخطر، مثل استخدام الخرسانة عالية الأداء، أو الطلاءات المقاومة للنار، وتصميم مقصورات داخل المباني تحدّ من انتشار اللهب.فضلًا عن الأنظمة الذكية للتهوية وطرد الدخان، وأنظمة الإنذار المتصلة بالإنترنت لإشعار الدفاع المدني في اللحظة الأولى لاندلاع الحريق.ويؤكد في ختام حديثه أن المعايير الهندسية الحديثة لم تعد خيارًا، بل ضرورة لضمان بيئة آمنة وصديقة للإنسان.

التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::

مشاهدة مختصون لـ اليوم الإهمال المتهم الأول في الحرائق وحرارة الصيف لا ترحم المتساهلين

يذكر بـأن الموضوع التابع لـ مختصون لـ اليوم الإهمال المتهم الأول في الحرائق وحرارة الصيف لا ترحم المتساهلين قد تم نشرة ومتواجد على صحيفة اليوم السعودية وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، مختصون لـ "اليوم": الإهمال المتهم الأول في الحرائق وحرارة الصيف لا ترحم المتساهلين.

في الموقع ايضا :

الاكثر مشاهدة اخبار عربية
جديد الاخبار